الرصد التخصصي للفضائيات والصحف، جزء أساس من عملي، حقق لي خلاصات، بالضد من الجميع، إلا ما رحم ربي؛ لأن الأداء غير المنتظم لوسائل الاعلام المحلية، في بلد يشكل منجماً للمواد الإعلامية المشوقة، بما يسفحه العراقيون من دم وما يهدر حولهم من الثروات والفساد الذي يحاصرهم والإرهاب الذي يصر على ألا تطوى صفحته، بازغاً بوجهنا.. من الأمام والخلف ومن حيث لا نحتسب.
ما الذي جعل العراق يصل الى أن تنتقع عمائم الفقهاء بالفساد.. متشبعة وتقطر، ولا أمل إلا بمزيد من الغوص في أعماق بحر الفساد والارهاب المحيطان، الى اللانهائي؟ أليس تضارب الآراء النابع من تداخل المصالح، كل تخترق الأخرى!؟
وتتضاعف المشكلة عندما يضعف السياسيون بالموافقة على الظهور في فضائيات مغرضة، تجيرهم لصالح أهدافها التي تضر العراق وتنفع أعداءه.. وفي أهون الشرور، ثمة قنوات لا تعنى بمصلحة العراق، إنما تعنى بعمولات “الملاج – ممول القناة” وملاك العمل فيها، هذا في أهون الشرور التي يصل بعضها الى حد التعاون مع “داعش” والبعث ونصب منصات الهدر لأمان وثروات العراقيين فساداً وتفجيراتٍ.
وعودا على بدء، خرجت من رصد الفضائيات، بإثنتين، أتمنى على السياسيين العراقيين، الذي يلتزمون الوطن قضية، لا يشاركه في ولائهم مال ولا جاه ولا نساء، أن يحصروا تصريحاتهم بـ “العراقية” لأنها فضائية الدولة.. الرسمية، و”السومرية” لأن منهاج بثها يدل على مهنية إعلامية، ليس من وراءها أهداف، سوى العمل الاعلامي الذي يخدم الوطن، ويمتع المشاهدين ويتصدى لمحاولات النيل من العراق بإظهار الحقائق.. كما هي، لا تلوي عنق المنجز لصالح غرض سواه.
ظهور السياسيين يدعم الفضائيات التي تلوي عنق الحق ليهيمن الباطل، تنشره فتربك الشارع وتخلخل القناعات الثابتة؛ لأن فيها محترفي صناعة إعلامية، قادرون على جعل كلمة الحق تصب في الباطل، تنسكب فيه، مهما جاهر السياسي بدحض ما يفتعلون؛ لذا فالأجدى إجتناب القنوات كلها، وحصر العمل مع قناة الدولة العراقية ورديفتها السومرية، حتى تنجلي قنوات أخرى نحث على التفاعل معها، أما الاخريات فدائماً وراء الاكمة ما وراءها؛ لذلك “وقروا أنفسكم بالتغاضي” كي لا تسحبكم الى منطقها وانتم غافلون.
وسوف تثبت الأيام دقة إستنتاجي، لمن يتوهم ان قوله الصريح المباشر، لا يمكن التتلاعب به؛ فهم.. تقنيا ومنهجيا يتلاعبون؛ لأنهم ماسكو صناعة اللعبة بحرفية لا طاقة لسياسي على وقاية تصريحه من توظيفهم أجزاء الجمل في ما يعطي إنعكاسات غير ما يريد، على طريقة “لا تقربوا الصلاة” المعدلة.
وبهذا فليس أمام السياسيين الا حجب تصريحاتهم عن كل القنوات وحصر التعامل مع فضائية الدولة وسواها من المشهود لها بالاعتدال، كالسومرية، بعد أن أقر العراقيون باليأس والقنوط والفساد والارهاب، سراطاً ملتوياً نحو جهنم، لكن ثمة أمل.. ما زالت في قعر الكأس ثمالة، فلا تبددوها،… علّ السراط يستقيم نحو الجنة!؟