ما حفزني على الكتابة في هذا الموضوع هو الحادثة التي تعرض لها أحد المسافرين عند رجوعهم من الغربة إلى ارض الوطن ، حيث المساكين لا يعرفون أن بانتظارهم داعش من نوع آخر ، ألا وهم الفاسدين والانتهازيين الذين يعملون ليل نهار من أجل تخريب النظام والإساءة إلى العلاقة بين الدولة والمواطن ، حيث تعرضت هذه العائلة إلى التجاوز والاهانة من سائق تاكسي هي بالأساس ملك للدولة ، والرجل عامل بالعقد فيها ، ولا يمتلك أي حق بالتسلط على رقاب الناس ، والتحكم فيهم ، حيث عمد هذا السائق ” العصابجي ” إلى ابتزاز المسافر وإجباره على دفع مبلغ أعلى من المقرر ، واجبر الرجل على دفع المبلغ وهو الممنون ، وعندما طلب الاحتكام إلى القانون ، وجده ضعيف أمام هذه العصابات ، ويبدو أنهم هم القانون بدل قانون الدولة .
السؤال المطروح هنا ..هل نحن تحت ظل دولة أم أننا ما زلنا نعيش في زمن الأقوياء والسلطة لهم ، وإذا كان كذلك فنحن نلتمس من سلطة الطيران الدولية شطب العراق من هكذا منظمة ، لأنها تسيء لسمعة الطيران العالمية ، فالمطار الذي لا يحرص على سلامة مسافريه لا يعكس صورة حضارية للبلد ، كما أن أدارة المطار ينبغي أن يكون لها دور في حماية المسافرين من أي تجاوز من هنا أو هناك ، وان يكون هناك زيارات تفتيشية ليلاً ونهاراً للاطلاع عن كثب على الواقع في المطار ، كما ينبغي على إدارة المطار أن تسلم عقد ” تاكسي المطار ” إلى شركة عالمية متخصصة بدلاً من الاعتماد على الفاسدين والانتهازيين .
أعتقد من الضروري على الحكومة العمل على وضع قوانين وإجراءات مهمة ، والسعي إلى فرض القوانين والعقوبات لمرتكبي الفساد والتجاوزات دون استثناء، إلى جانب وضع معايير الخبرة والكفاءة في عمل فيه تماس مع المواطن العراقي ، خصوصاً في المطارات التي تمثل مظهر الدولة ، إلى جانب تفعيل الدور الإعلامي بكافة فروعه بنشر المبادئ الأخلاقية في الإدارة الحكومية، ووضع المعلومات في متناول المواطنين؛ لإثارة الرأي العام ومشاركته في فضح الفساد الذي يعتبر الجانب المهم في مكافحة فساد الدولة والنهوض بعملية إصلاحية تشمل مؤسسات الحكومة كافة ، إلى جانب الاهتمام بالجانب الرقابي ومحاسبة المقصرين ، لان الدولة عندما تضعف تنتشر الفوضى ويعم الفساد ، وهذا ما حدث للعراق . الدولة القوية هي الضمان الفعلي لمسيرة أي دولة ومجتمع بشكل صحيح. لذلك هي معادلة واضحة تقوم على : دولة ضعيفة = فوضى وفساد . دولة قوية = أمن واستقرار.