لم يكن فعل الشعر كما كان في السابق ، فذائقة المتلقي تغيرت وكذلك انتقالات الشعر من مرحلة الى أخرى جعلته صعب الوصول الى مسامع الآخرين وأختصر على النخبة ، لكن بالمقابل كان وظل الشعر الاقرب الى الذائقة من كتابة الرواية او القصة او الكتابة النثرية .
يبقى الشعر صاحب الدور الاول الفعال داخل القلوب . في السابق كانت العرب تعيش على قتل وقتال فكان لا بد للشعر في حياتهم أن يعمل على تخليد رموز القتل واعطائها دوافع معنوية مقابل حفنة من المال الامر الذي اختصر الشعر على المديح ، لكن الشعر تطور في الكتابة والشكل وفي الدور المرسوم إليه منذ عقود طويلة أخذ دوراً آخر ، فالشعر الآن له دوره الكبير في تأجيج الثورات والانتصار الى الانسان المظلوم ، وهذا لا ينطبق على العرب فقط ، انما على العالم برمته . في أوروبا بشقيها الغربي والشرقي كان للشعر دوره الكبير في تخليد ثورات تلك الشعوب وما وصلت إليه اليوم من احترام لحقوق الانسان والبحث المستمر عن رفاهية المجتمعات . وعلى الرغم من دور الشعر داخل وطننا العربي الكبير إلا أن مجتمعاتنا ظلت ومازالت تتحكم بها الدكتاتوريات وأن كانت دكتاتوريات متفاوتة .
لهذا فان الشعر العربي عامة والعراقي خاصة لم يتمكن من الوصول الى مراده في هذا الزمن الذي تتسابق فيه التكنالوجيا وهي في صعود نحو ما كان حلماً . لقد كان دور الشعر داخل العراق ومازال هو دور مشرف في تمجيد الوطن واالانتصار الى المظلوم باستثناء قلة من الاصوات التي كرست مهمة الشعر للمديح ، وظل شعراء العراق يكتبون قصائدهم في محاولة لرقي المجتمع وتحريره من القيود . وقد لاقى الشاعر العراقي من التهميش والاعتقال والقتل على ايدي الدكتاتوريين الامر الذي أضطره الى الهجرة خارج الوطن وعلى مدى عقود طويلة من السنين التي عاش فيها المنفى بكل صعابه وتجلياته ومأسآته ، إلا ان الشاعر العراقي ظل مخلصاً على طول تلك السنوات لوطنه ، لا بل كانت قصائد شعراء العراق بالمنفى تقّطر الحنين والوفاء والحب بكل اشكاله ، وكان الجواهري والبياتي وبلند الحيدري ومصطفى جمال الدين وسعدي يوسف ومظفر النواب والعشرات ممن اضطرتهم الظروف القاهرة الى الهجرة خارج الوطن
وماتوا بعيدا عن وطنهم العراق بعد رحلة طويلة ومريرة من العذاب والألم والفراق والبؤس والتشرد .
لكن دور الشعر كان اكبر واعظم داخل قصائدهم التي انتصروا فيها للوطن والانسان .
الكثير ممن رحلوا عن الدنيا قبل سنوات دفنوا خارج العراق بسبب بقاء الدكتاتورية التي جثمت على صدر العراق لاربعة عقود من الزمان وقد دفن شعراء العراق في دمشق ولندن والقاهرة ومدن أخرى ، وبعد أن تحقق حلم العراقيين في ازاحة الدكتاتورية كان يفترض على الحكومات المنتخبة ان ترد اعتبار هؤلاء الشعراء الكبار وان يقوموا بتكريمهم بعد رحلة طويلة عريضة من العذاب في الغربة وكذلك الموت في الغربة .
أن مهمة وزارة الثقافة العراقية واتحاد الادباء والمؤوسسات الثقافية داخل العراق أن يردوا اعتبار شعراء العراق الذين اخلصوا للوطن ولاهلهم وناضلوا عبر قصائدهم التي جعلت من عروش الدكتاتوريين ان تتهاوى وتضمحل ! فكان للشعر دوره ومازال فهو دائما ما يقلق مضاجع الطغاة ويجعل من الناس ان تتمرد لتنتصر لمظلوميتها .
انها دعوة ليس إلا لتكريم شعرائنا الذي تلاقفتهم المنافي وماتوا الواحد بعد الآخر ..
تكريم الشعر
لم يكن فعل الشعر كما كان في السابق ، فذائقة المتلقي تغيرت وكذلك انتقالات الشعر من مرحلة الى أخرى جعلته صعب الوصول الى مسامع الآخرين وأختصر على النخبة ، لكن بالمقابل كان وظل الشعر الاقرب الى الذائقة من كتابة الرواية او القصة او الكتابة النثرية .
يبقى الشعر صاحب الدور الاول الفعال داخل القلوب . في السابق كانت العرب تعيش على قتل وقتال فكان لا بد للشعر في حياتهم أن يعمل على تخليد رموز القتل واعطائها دوافع معنوية مقابل حفنة من المال الامر الذي اختصر الشعر على المديح ، لكن الشعر تطور في الكتابة والشكل وفي الدور المرسوم إليه منذ عقود طويلة أخذ دوراً آخر ، فالشعر الآن له دوره الكبير في تأجيج الثورات والانتصار الى الانسان المظلوم ، وهذا لا ينطبق على العرب فقط ، انما على العالم برمته . في أوروبا بشقيها الغربي والشرقي كان للشعر دوره الكبير في تخليد ثورات تلك الشعوب وما وصلت إليه اليوم من احترام لحقوق الانسان والبحث المستمر عن رفاهية المجتمعات . وعلى الرغم من دور الشعر داخل وطننا العربي الكبير إلا أن مجتمعاتنا ظلت ومازالت تتحكم بها الدكتاتوريات وأن كانت دكتاتوريات متفاوتة .
لهذا فان الشعر العربي عامة والعراقي خاصة لم يتمكن من الوصول الى مراده في هذا الزمن الذي تتسابق فيه التكنالوجيا وهي في صعود نحو ما كان حلماً . لقد كان دور الشعر داخل العراق ومازال هو دور مشرف في تمجيد الوطن واالانتصار الى المظلوم باستثناء قلة من الاصوات التي كرست مهمة الشعر للمديح ، وظل شعراء العراق يكتبون قصائدهم في محاولة لرقي المجتمع وتحريره من القيود . وقد لاقى الشاعر العراقي من التهميش والاعتقال والقتل على ايدي الدكتاتوريين الامر الذي أضطره الى الهجرة خارج الوطن وعلى مدى عقود طويلة من السنين التي عاش فيها المنفى بكل صعابه وتجلياته ومأسآته ، إلا ان الشاعر العراقي ظل مخلصاً على طول تلك السنوات لوطنه ، لا بل كانت قصائد شعراء العراق بالمنفى تقّطر الحنين والوفاء والحب بكل اشكاله ، وكان الجواهري والبياتي وبلند الحيدري ومصطفى جمال الدين وسعدي يوسف ومظفر النواب والعشرات ممن اضطرتهم الظروف القاهرة الى الهجرة خارج الوطن
وماتوا بعيدا عن وطنهم العراق بعد رحلة طويلة ومريرة من العذاب والألم والفراق والبؤس والتشرد .
لكن دور الشعر كان اكبر واعظم داخل قصائدهم التي انتصروا فيها للوطن والانسان .
الكثير ممن رحلوا عن الدنيا قبل سنوات دفنوا خارج العراق بسبب بقاء الدكتاتورية التي جثمت على صدر العراق لاربعة عقود من الزمان وقد دفن شعراء العراق في دمشق ولندن والقاهرة ومدن أخرى ، وبعد أن تحقق حلم العراقيين في ازاحة الدكتاتورية كان يفترض على الحكومات المنتخبة ان ترد اعتبار هؤلاء الشعراء الكبار وان يقوموا بتكريمهم بعد رحلة طويلة عريضة من العذاب في الغربة وكذلك الموت في الغربة .
أن مهمة وزارة الثقافة العراقية واتحاد الادباء والمؤوسسات الثقافية داخل العراق أن يردوا اعتبار شعراء العراق الذين اخلصوا للوطن ولاهلهم وناضلوا عبر قصائدهم التي جعلت من عروش الدكتاتوريين ان تتهاوى وتضمحل ! فكان للشعر دوره ومازال فهو دائما ما يقلق مضاجع الطغاة ويجعل من الناس ان تتمرد لتنتصر لمظلوميتها .
انها دعوة ليس إلا لتكريم شعرائنا الذي تلاقفتهم المنافي وماتوا الواحد بعد الآخر ..