23 ديسمبر، 2024 7:27 م

تكريت مدينة أفلاطون الفاضلة!

تكريت مدينة أفلاطون الفاضلة!

بغية الوصول الى مدينة فاضلة بالقدر البسيط الذي نحلم به، لابد من التبصر في مجمل الأحداث الجارية في عمليات تحرير صلاح الدين، فليس كل ما يقال في هذا العالم قابل للتصديق، فمن وجهة نظر الناس العاديين من رجال الحشد، الذين لولا تضحياتهم ما كان الحق يولد ويهزم الإرهاب، فأهل تكريت قسمان: صنف باق فيها مغلوب على أمره، وصنف إحتضن داعش وهيأ لها أسباب البقاء، أما الساسة فهم يمارسون العشق التكريتي لموسيقى النشيد الصدامي الدموي، على أمل العودة لحزب العوجة الأوحد.
وجهة نظر رجال العشائر الأصيلة، التي إندفعت لمساندة القوات المسلحة البطلة، وغيارى الحشد الشعبي، بأرواحها وأموالها، لتحرير الأرض والعرض من براثن الدواعش الجبناء، فقد رسموا لوحة عظيمة للتلاحم الوطني بالدماء، التي سالت على أرض تكريت ورفرفت راية العراق، وأشرقت شمس التحرير، وزغردت نساء سامراء والعلم والضلوعية، للنصر المؤزر، وهن يوجهن كلامهن لساسة الفنادق في أربيل وعمان، هل داعش تستحق السكن في بيوتنا، وندين بدينها الإرهابي ونحن تحت هذا الإذلال؟، أترفضون حشد الصقور وهو يعبر السماء من أجلنا؟، أفحكم الجاهلية تبغون؟.
التوافقات السياسية وما وراءها من كواليس، لا يعرفها إلا الراكبين في فلكها، ولكن الذي ما يحدث لرجال الحشد الشعبي لا يمكن السكوت عنه، وإلا فلماذا هذا التهويل الإعلامي حول بعض الخروقات، التي جرت أثناء عمليات التطهير؟ وهل سأل الساسة أنفسهم مرة واحدة، ما الذي دفع أبناء الجنوب للتخلي عن حياة الهدوء، وتلبية نداء المرجعية والتوجه لساحات الوغى لنصرتهم؟ إنه الولاء والغيرة والإخلاص للوطن وأهله أينما كانوا، فهل هم محتاجون للثلاجة أو المولدة أكثر من أرواحهم، التي قدموها لأهالي تكريت الكرام!.
المنصفون والمعتدلون في خضم هذه الأقاويل، ينظرون بأم أعينهم أن هؤلاء الأبطال، قاموا ببناء حجرات العثرة، التي وقع بها أخوتنا من السنة، وطردوا الإرهابيين وجعلوها سلماً، ليصعدوا به نحو الذرى ويحرروا الأرض من داعش، رغم أنوف الحاقدين والفاسدين، والحقيقة شاهدها العالم بأجمعه في وسائل الإعلام، فالنجاح لا يأتي إلا بالإصرار والتحدي والجهد المتواصل يداً بيد قلباً وقالباً، ومع بعض الأصوات النشاز، فقد ظهر أبطالنا بقوافلهم الشجاعة، وهم يتقاسمون الماء والطعام فرحة الإنتصار، مع أبناء المناطق المحررة ما لكم كيف تحكمون؟.
الأكاذيب هي جرعة مسكنة ضد الحقائق ولكنها لا تستمر، لأن عالم الصدق أوسع منطقاً من الكذب، وأسرع وصولاً الى قلوب الصادقين، ولهذا فرجال المرجعية الشرفاء لا يريدون للشعب ان يموت، ولا أن تعرقل مسيرته من أجل مكاسب دنيوية، لا تعادل مقدار قطرة دم تنزف للعراق، وبرغم فداحة الخسارة يجب إنهاء عصر الخوارج الجدد، الذين يسعون لإطفاء نور الإسلام، وبناء مدينة تكريت بشكل أفضل من السابق، ودعوا الغربان تنعق وتذكروا، (فأما الزبد فيذهب جفاء واما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض).