أثلجوا قلوبنا، وبيضوا وجوهنا، فجزى الله المحررين خير الجزاء المحسنين، فتحرير تكريت من عصابات داعش فرحةً لا توصف ابدا.
فهذه صفعة مبرحة وجهها رجالنا الأشاوس (الجيش العراقي والشرطة الاتحادية والحشد الشعبي) بوجه من سولت له نفسه لتدنيس أرض العراق، ونأمل من الحكومة العراقية ان تعمل بواجبها الآن من خلال تمكين القوات الأمنية وايعازها بمسك الأرض وادارة زمام الامور هناك بالتنسيق مع محافظة صلاح الدين حكومةً و شعباً. كذلك أملنا كبير بعشائر تكريت الأصيلة الذين لم تتلطخ أيديهم بدماء العراقيين والذين وقفوا وقفة رجل واحد واصطفوا مع المحررين لتطهير محافظتهم العزيزة من الدواعش وأخص منهم بالذكر (عشائر الجبور) أن يعملوا على بسط الأمن والأمان واعادة النازحين الى ديارهم و بيوتهم ومساندة القوات الأمنية في البحث عن المجرمين وبيان حقيقة ما جرى في (سبايكر).
كذلك نأمل أن لا يتحول هذا الانتصار وهذا التحرير من عملية عسكرية إلى عملية سياسية؟
إذ هناك مؤشرات تلوح في الأفق عن وجود (صفقة) جرت احداثها خلف الكواليس بحسب ما نقل من بعض المصادر ومن وسائل الإعلام، وكانت الوكالات الاخبارية نقلت خبراً عمن وصفته بـ”مصدر من وزارة الخارجية العراقية” بشأن عقد “اجتماع سري” بين وفد من دولة قطر و”مسؤولين عراقيين” في العاصمة التركية أنقرة، وان الاجتماع دار حول طلب قطر من العراقيين “السماح لعناصر أجنبية تقاتل في صفوف داعش، محاصرين في تكريت، بالانسحاب إلى خارج الأراضي العراقية باتجاه سوريا عن طريق فتح ممر آمن إلى محافظة نينوى”، في مقابل ان يسهم القطريين في “إعادة إعمار المناطق المتضررة من داعش إذا تمت الموافقة على هذا الطلب”؟.
وتردد كلام عن وجود الفأر “عزة الدوري” و “رغد ابنة صدام”، وشخصيات اخرى، داخل محافظة تكريت. وفيما لم تؤكد الحكومة هذا أو تنفيه، ويا ترى هل هذه الأنباء هدفها خلط الأوراق والتغطية على انتصارات المحررين أم أنه هناك صفقة بالفعل ؟؟.
الجميع بات يدرك أن الموجود في تكريت المحررة “صيد ثمين”، وما يدعم رأيي هذا هو ان “الولايات المتحدة الاميركية والدول الاقليمية اندفعت للاتصال بشكل مباشر بالقيادة العراقية من اجل التوصل الى تسوية عسكرية و سياسية”.
و أعتقد ان المحاصرين في تكريت “ليسوا ربما رموز من النظام السابق فقط”، وان من المحتمل ان يكون فيهم “شخصيات لديها معلومات مهمة وحساسة تخص ما يجري في عموم المنطقة”، وان الاطراف المتورطة “تخشى ان تنكشف الاوراق”.
على اساس هذه الاشارات، أتجه “الجميع مسرعا” نحو ” وجود حل دبلوماسي مع الحل العسكري في معركة تكريت حتى لا يثار الرأي الاقليمي وحتى الدولي”.
بدليل طلب الحكومة العراقية من استقدام طيران ما يسمى بالتحالف الدولي للمشاركة في عملية التحرير ؟
علما ان الجميع واثقا بان الموقف “العسكري محسوم ” لصالح القوات العراقية ورجال الحشد الشعبي على الارض.
و وجود أي صفقة يعني تجاوز السيادة العراقية”، و على حساب دماء العراقيين.