من البديهي ألا تستقيم الحياة أبداً بدون بسط الأمن وبفقدانه تتباطئ تلك الحياة وربما تتوقف عجلتها.
وهنالك عوامل عدة تعجل من انحدار المجتمعات في إتون الفوضى والانفلات الأمني وأهمها على الإطلاق الركون إلى حليف ماكر مخادع والغفلة عن دسائس العملاء والخونة ومجاراة ومسايرة المنظمات الأممية والرضوخ لمقرراتها الظالمة ومنها منظمات حقوق الإنسان والتي أثبتت بما لا يدع مجالاً للشك عدم مهنيتها في كثير من مناطق الصراع..
وليس بمقدور العدو المتربص ان ينفذ للمجتمع دون ان يكون له تنسيق واتصال مع عملائه الذين يمثلون اخطر حلقة في زعزعة المنظومة الامنية وأخطر أنواع العمالة والخيانة قاطبة هي تلك التي تعمل داخل المجتمع بأريحية متخذة من شخوص ما يسمى بـ«المعارضة» وأحزابها وجمعياتها قاعدة مخفية ومتخفية بأقنعة سميكة دافعة بأفرادها كعيون داخل الوزارات والمؤسسات والهيئات والنقابات وتغذي أسيادها أولاً بأول بالموقف اليومية، وترصد الشاردة والواردة بحيث توفر لغرفة العمليات المركزية قاعدة معلومات ومسوحات تمكنهم في اللحظة المناسبة وبعد توافر الظروف الدولية والإقليمية بالالتفاف على الشرعية دون جهد يذكر!!
ليتربع بعدها وبتنسيق ومهنية عالية كل قيادييهم متخذين مواقعهم المرسومة لهم ولتنتشر مجاميعهم المسلحة لحماية مكتسباتهم,, وكخطوة استباقية سيعملوا على تسيس القضاء وسيستصدرون القرارات تلو الأخرى بدءاً بإزاحة الطاقم الحكومي القديم بأكمله وبقوانين معدة سلفاً للاجتثاث، ثم وبخطة محبكة يتم الأحكام بعدها على مقاليد الأمور مثلما حدث ويحدث في كثير من الدول العربية والإسلامية التي انهارت شرقية أو غربية
فالأعداء المتربصون بالأمة كثر، وهم مع كل متغير يعيدون رسم خططهم وتحصين قياداتهم وهم لا يكلون ولا يملون وإن خسروا جولة فلا يمنعهم ذلك من خوض جولات.
إذن نحن أمام تحدٍ كبير ومرحلة مصيرية نكون أو لا نكون!!
فهم يخططون ويتربصون ليل نهار لقذفنا من المركب دون رحمة وما زال البعض لاهيا او هو غاط في نومه او هو متفرغ بالحفاظ على اموله ومكتسباته التي سيفقدها حتما مع اي تغيير في المعادلة وربما حتى لا يتسنى له النفاذ بجلده .
اذن فليس من الحكمة في عصر المراوغة والدسائس الإبقاء على حليف واحد لا تعلم خبايا سياسته في عالم مضطرب ضاعت معه كثير من القيم واندلست كما أنه ليس من الصواب أن تبقى القيادات الأمنية في بعض من دولنا العربية المستهدف أمنها ووجودها تعمل بنظام أمني متهالك لم يعد مناسبا للمرحلة..
فلقد عبر العدو الخطوط الخلفية بل تجاوز حتى الحمراء منها التي ترن معها صافرات الإنذار، وبات من الضرورة بمكان مراجعة وتحديث أمنهم وخططهم وتحالفاتهم وألا يتراخى البعض معتمداً في مثل هذه الظروف على الأمن الزائف الذي توفره تحالفات و دول يتوهمون أنها صديقة حتى وإن كان هنالك اتفاقيات وتعهدات مسبقة فسرعان ما تتخلى تلك الدول عن تعهداتها وتغدر بحلفائها ان وجدت من يدفع الأكثر!!
وكلامنا وتحذيرنا هذا ليس تنظيرياً بل هو واقع أليم ونابع من تجارب حلت ببلدان و قيادات ليسوا عن ناظرينا ببعيد وقد أورثوا أوطانهم الهلاك وأحلوا انفسهم و قومهم دار البوار..
فالأمن والأمان صنوان وجناحان تحلق بهما الأمم عالياً فوق فوهات البراكين، وهما نتاج لجهد عقائدي ووطني مضن يتم إرضاعهما للأجيال ويتم توريثهما كابراً عن كابر لتحفظ بهما بيضة الأمة ولا يتم استجداؤهما من أحد..
والحصيف هو من يعلم يقيناً أن أمن بلاده وكيانه لا توفره الأسلحة الحديثة والتكالب على امتلاكها حتى لو كلفت الميزانية الكثير وانعكست سلبا على الوضع الاقتصادي للمواطن فحسب!!!
فإن لم يكن قد تم التخطط مسبقا واعداد وتوجيه العقول والسواعد التي تتعامل معها ويرافقها بناء رصين لجيل واعٍ مؤمن بعقيدته وبقضيته ووجوده وإن وقوفهم خلف المدفع والمدرعة ومنظومة الصواريخ أو حتى تحليقهم في السماء هو ليس دفاعاً عن أشخاص بل دفاعاً عن عقيدة وأمة ووطن وشرعية تستحق الغالي والنفيس وإلا فسرعان ما ستنقلب تلك الترسانة عند المنازلة إلى أدوات جاهزة بيد العدو أو المجاميع الإرهابية بعد أن يعافها الجند غير المحصنين ليس تعبوياً فحسب، بل الفاقدين للفكر والعقيدة السليمة…فحصنوا شعوبكم وانفتحوا عليه فهم من يحمونكم لا تكديس السلاح الذي ربما به الحليف والعدو قد يزيحكم..والله من وراء القصد