23 ديسمبر، 2024 12:36 ص

لا ادري .. لماذا تصورت ان السيد رئيس الوزراء عادل عبد المهدي ، ذهب الى السيد مقتدى الصدر ، وهو يقود سيارة ( التكتك ) قاصدا حي الحنانة ، لتسليم رسالته الشهيرة ، التي اثارت فضول الجميع ، وخضعت بسرعة الى مراكز التحليل السياسي ، وخبراء التحليلات السياسية ، وربما ستخضع لاحقا الى مختبرات تحليلات المرضى ، التي لم تعد تفرق الدم النقي ، من الدم الفاسد .. في زمن ضاعت فيه بهجة الالوان .. وكثر فيه العميان ، وزادت فيه النقمة ، وقل فيه الاحسان .

ولو كانت جريدتي الساخرة ( الكاروك ) تصدر الان ..لرسمت كاريكاتيرا يجسد هذه الخطوة التاريخية التي تخلد ( التكتك ) أيقونة الانتفاضة ، وهي تنقل مئات الجرحى ، من ساحة التحرير حتى مستشفى الجملة العصبية .

التكتك .. يا سادتي وبعد ان أزعجت مديرية المرور .. واصحاب السيارات الفارهة بالبخور ، ادخلت في قلوبنا الاعتزاز والسرور .. دخلت اليوم في عقولنا و قلوبنا كصورة جميلة ، واصبحت أحلى من سيارات المارسيدس ، والفورد، وتايوتا .. وحتى الكاديلاك .. فهي التي احيت فينا الشعور بالحماسة ، وكرهتنا بالساسة ، وألهبت فينا مشاعر البهجة والحبور ، في زمن الحزن والقهر الذي صنعه لنا الفاسدون القتلة ، واللصوص الجهلة .
صدقوني ..
ان المهدي عادل .. في ورطة حقيقية .. وهو في حالة هياج ، في بحر متلاطم الامواج ، فجاة شعر بالخلاص عندما قال له السيد مقتدى الصدر / ارحل .. لكن اين سيرحل والصحابة .. وهو يعلم ان حقيبة السفر قد اصطبغت بدم شهداء الانتفاضة .

في رسالته .. توسل بالماضي ، وصار يذكرنا بطفولته السياسية المبكرة ، منذ ان كان عمره خمسة عشرة عاما .. يوم خرج بمظاهرة ضد ( معاهدة بورتسموث ) البريطانية ..
وكانه يريد ان يقول لنا : ان السياسة في دمي منذ الطفولة .. وحتى الكهولة .

وهنا نسأله .. ونسأل أنفسنا ../ يا دولة الرئيس ، ان كنت تملك كل هذا الحمل السياسي الثقيل الموغل بالقدم .. فلماذا حملتنا بما لا طاقة لنا به .. ولماذا لم تجنبنا المزالق ، والخنادق ، و لماذا لا تكشف لنا عن وجه القناص ، وذاك الخناس الذي يوسوس في صدرك من الجنة والناس .

لم احزن .. على مسؤول سياسي ، كما حزنت عليك يا دولة ومهراجة الرئيس .. لاني وجدتك مثقفا بلا نظرية ، وعقلا بلا رزية ، وسياسيا بلا هوية ..لا تملك من سلطتك سوى ظلك ، حتى اصبحت محكوما وليس حاكما ، متحججا وليس حجة ، غائبا وليس حاضرا .

اعود الى حبيبتنا ( التكتك ) التي اغاضتك كثيرا ، وهي تتحرك مسرعة في ساحة التحرير .. وانت فاقد الحركة والمصير ، وهي تحمل الجرحى بلا توقف ، وانت الذي يطلق غازات مسيلة الدموع بلا اسف ولا تاسف ، وانت تعلم ان جموع الشباب لم يعد يملكون شيئا في هذا الوطن .. انهم لم يطلبوا منك ، ومن حكومتك .. لا ماء ولا كهرباء .. لا خبزا ولا حذاء / انهم اليوم يصرخون صرخة واحدة / نريد وطن .. ولَم يبق سوى ان تسال نفسك. .. لماذا لم يعد للعراقيين وطنا ،،&