يشهد العراق حربا أهلية طائفية ،تتمثل في التهجير الطائفي الإجرامي الذي تشهده محافظة ديالى وتقف وراءه ميليشيات طائفية ذات طبعة إيرانية واضحة، إذ لا يمكن لعراقي أصيل وشريف أن يهجر أخاه العراقي مهما كانت الأسباب ،ثم التفجيرات الإجرامية في الملاعب والمقاهي والمساجد والجوامع والحسينيات والكنائس وغيرها والتي تنفذ بنفس وحقد طائفي أفصح عنه أكثر مت تصريح لقادة الميليشيات المعروفة وعلى مسمع ومرأى ومباركة حكومة المالكي والأحزاب الحاكمة في العملية السياسية ،الإرهاب يضرب العراق من أقصاه الى أقصاه، والأمم المتحدة تحذر من انزلاق العراق الى الحرب الأهلية الطائفية ،وعودة القتل والتهجير الطائفي (وهي تراه واقعا بأم عينها ويغمض( كلبها) مارتن كوبلر عما يجري ويصرح عكس هذا تماما ؟)، وهناك أيضا تحذيرات أمريكية ،وخوف أمريكي على (تجربتهم الديمقراطية الكسيحة في العراق ) ،في حين تصم حكومة المالكي أذانها وتغلق عيونها عن ما يجري في العراق من انهيار امني كارثي، وقتل العراقيين بالجملة على يد الإرهاب الميليشياوي العلني، كما أفصحت عنه زيارة السيد صالح المطلك الى ديالى وصور عمليات التهجير بالصوت والصورة، وقال (لو اعرض الفلم للعراقيين لقامت قيامتهم وأعلنت الحرب الأهلية الطائفية )،هذا تصريح نائب رئيس الوزراء صالح المطلك ،فماذا بقي إذن أمام العراقيين وهم يدفعون انهار من الدماء الطاهرة يوميا في شوارع العراق ،أو يشاهدون مئات العوائل العراقية تهجر وتنهب بيوتاتها ويستولى على أموالها بقوة الميليشيات الحكومية ،ما تشهده محافظة ديالى واقضيتها ونواحيها من تهجير طائفي وعرقي مقيت في ظل سكوت حكومي مخجل يدلل على رضا الحكومة عما تفعله الميليشيات أو خوفا منها ،دون أن نرى تحركا واضحا من قوات الجيش الذي تدعي الحكومة انه لحماية الشعب ونستغرب أي شعب تقصد الحكومة (شعب موزنبيق)، وكلنا شاهد رئيس حزب الله العراقي واثق البطاط كيف فضح الحكومة وتواطؤها معه في تنفيذ عمليات إجرامية ضد أبناء الشعب العراقي لا لسبب إلا لأنهم يختلفون معهم في الرأي ،باختصار الحكومة ضالعة (شاءت أم أبت )في تهجيرات ديالى وتفجيرات العراق الإجرامية الإرهابية ، لأنها هي المسئولة عن امن وحياة كل العراقيين ،أليس المالكي هو القائد العام للقوات المسلحة ووزير الدفاع ووزير الداخلية ومدير المخابرات والأمن ،فهل يعفيه احد من الجرائم التي تضرب بالعراقيين مهما كان مصدرها والجهة التي تقف خلفها ،دماء العراقيين كلها برقبة الحكومة ،ولا يقول المالكي أن العملية السياسية (تضامنية مع من في الحكومة من الكتل الأخرى ) لا لا وألف لا، إن المسؤولية تقع على عاتق دولة القانون وحزب الدعوة والمالكي نفسه لأنهم هم من يدير الحكومة ووزاراتها وأجهزتها الأمنية وجيشها وشرطتها ،الحرب الأهلية الطائفية على الأبواب،كما حذرت منها الأمم المتحدة وإدارة اوباما التي تتفرج على تجربتها الديمقراطية الدموية في العراق،ولابد من تدارك الموقف من قبل الحكومة والأحزاب المتنفذه فيها قبل فوات الأوان ،وإذا ما اشتعلت الحرب فسوف تحرق الأخضر واليابس لان الجميع مهيأ ضد الحكومة التي هي السبب وراء ما يحصل للعراقيين من قتل وتهجير وتفجير واغتيالات وفساد قل نظيره في العالم ،الحرب الأهلية إذا ما قامت ستكون مع الحكومة وأحزابها وميليشياتها ،وليس مع الشعب ،لان الشعب العراقي موحد ومتماسك ،وكشف اللعبة الإقليمية التي تديرها إيران لإشعال الحرب الأهلية والطائفية في المنطقة كلها وليس في العراق وحده ،والشعب العراقي كله يعاني من الإرهاب وأفعاله الإجرامية فلا تعنيه الحرب الطائفية بل هو صمام الأمان للطوائف والقوميات والأقليات الأخرى وحاميها ،هنا تحضرني وقفة قامت بها امرأة من قبيلة الجبور (عائلة الشيخ مجبل الوكاع ) عندما تعرضت القبيلة الى أخطار وهجوم وظلم كبير لحق بها ،فتناخى أهلها وقالت لهم (تكبعولها عجة وفايتة )أي البسوا للريح الصفراء أو العجاجة هذه غطاء على رؤؤسكم لأنها حتما ستمر وتصبح ذكرى ،ولا تهتموا بها لأنها عابرة أي فائتة حتى إن أهلنا في الغربية يسمون بيت الشيخ مجبل الوكاع بيت العجة ،ونقول لأهلنا العراقيين في ديالى وغيرها من المحافظات التي يضرب فيها الإرهاب الإجرامي أن هذه العجة زائلة فتكبعولها بغطاء الصبر والوحدة والتماسك والرأي الحكيم ،لان الرأي قبل شجاعة الشجعان كما تعلمون ،فالذي يبنى على باطل فهو باطل وزائل سيصبح ذكرى كما صارت (عجة ابن الوكاع ذكرى )بعد أن( تكبعولها )أهل الحكمة والرأي، واستعدوا لها بسلاح الصبر والحكمة …نعم يا أهلنا وقرة أعيننا في ديالى وغيرها تكبعولها لأنها عجة وفايتة،من اجل العراق الواحد الموحد المعافى ….