18 ديسمبر، 2024 9:35 م

تكاتف جديد ينتشل العراق من الطائفية

تكاتف جديد ينتشل العراق من الطائفية

بعد أن توارى العراق تحت حطام الاحتلال وما عقبته تلك الفترة من زوبعات  التطرف الطائفي التي اقتلعت جذور اللحمة الوطنية التي كانت كحدود منيعة له, حتى باتت ارضه منفذا ومرتعا لشتى اشكال الارهاب, فبات العراق جسدا واهنا تنزف جراحاته تحت تلك الحطام، مترقبا الامل الذي يأخذ بيده وينتشله من ظلمة الاحقاد وشرهم, ففي كل مرة يتحسس بها حبلا تمده له أيادي خفية, يغبط قلبه بهجة ظنا منه بأنه حبل النجاة , ولكن سرعان ما يتفاجأ بأنها سياط اقطاعية طائفية تتلذذ بجلده فترمي به جوف الركام  ليعيش ظلمة الجهل وعبودية الاستبداد.

فلم يبق الحال على ما هو عليه؛ فبعد تلك الالام ونزيف الجراحات تحت عباءة الليل الهمجي , يبصر العراق نورا تشرق به  ارضه القاحلة بأنفاس تعبق الوحدة الوطنية المتكاتفة لتنعش انفاسه المحتضرة من جديد، وترفع عن كاهله ما خلفته تراكمات الزمن الاليم بكفوف طاهرة عراقية، ضمائرها حية اتخذت من قول الله تعالى ( واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ) نبضا يخفق الحب والولاء لوطن جريح, تترقب عينه غفوة الطمأنينة والسلام, وهذا النور بات جليا بما تسعى اليه قوى شيعية من التحالف الوطني تمثلت بالمجلس الاعلى والتيار الصدري واطراف من دولة القانون يقودها رئيس الوزراء حيدر العبادي  من بوادر وحوارات  مكثفة مع قيادات سنية  تكاد بعيدة عن الارهاصات والخلافات التي احتقنت بها اوردة الطائفتين، من اجل الوصول الى انشاء تكتل وطني جديد، يعزز الدور القيادي المشترك بين الحكومة ومجلس النواب، وحسبما قرأت في تفاصيل هذا الخبر الذي خرج من كواليس الاجتماع, ان هناك مساعي لتفعيل دور الاجهزة الامنية والعشائر المقاتلة والحشد الشعبي الموالي للدولة، ودمج هذه القوى لتكون حصنا منيعا  وقوة جبارة ضد هجمات داعش، وتطهير الاراضي المغتصبة  من الارهاب، وبالتالي اعادة النازحين الى ديارهم  كخطوة فعلية لإنقاذ البلد، وكفكفة جراحه بضماد الديمقراطية الرصينة.

وتعتبر هذه الخطوة ضربة قاضية تخرس بها افواه بعض القوى السياسية من كلا الطائفتين، والتي تحاول ان تسحب البساط من تحت  اقدام الديمقراطية، لتعتلي منبر الفتن واثارة النزعات والنعرات الطائفية، فهدمت مخططاتهم  المشبوهة،  وكسرت شوكة الضعف والبهتان التي تسلحوا بها,  ولاسيما بعد ان لاقت هذه الخطوة تأييدا اقليميا ودوليا منقطع النظير, فكانت اولى هذه الاهتمامات هو تشكيل لجنة لدراسة المشاكل العالقة، ووضع الحلول المناسبة لها  والتي ترضي الطرفين وخلال فترة وجيزة نظرا لما تعيشه البلاد من ظروف خطيرة تقود بها الى هاوية الانهيار.

والحقيقية اننا شخصيا لم اعرف من هي الجهة السنية لكن من خلال ما كتب عن الدور الريادي والوقفة الفعلية لهذه الشخصية التي اثبتت جدارتها وولائها للوطن بنهجها المعتدل البعيد عن التطرف وحرصها على وحدة العراق، والتي أأكد ان سليم الجبوري يمكن ان يكون الاكثر ترشيحا لانها تحظى بقبول وطني كبير، فربما يكون هو من يقود الطرف السني في هذا التحالف.

لذا تبادر بالقول ضمائرنا قبل افواهنا بان نكون اليد الواحدة لشد ازر البلد ورفعه من تحت ركام الزمن الجائر، وتضميد جراحه التي تعالت اصواتها استغاثة بالسلام والسكينة من جسد واحد وتعميق صرخات الوعي لرمي الطائفية، وبناء وطن ديمقراطي موحد, وحينما تصفو القلوب , تنبذ الاحقاد…لان الوطنية تعمل ولا تتكلم.