8 أبريل، 2024 8:31 ص
Search
Close this search box.

تقليد بلا نظام .. ما احوجنا للنظام ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

بمجرد أن ينجح احدنا في مجال أو “صنعة” ما لا تتوقع أنه سيجد الدعم “الوافي والشافي” حتى يستمر بهذا النجاح ويقدم الأفضل،وعلى العكس من ذلك تجد لغة”سمجة” حاضرة من شأنها تضعف أو تحجم وتقلل من شأن هذا النجاح بطريقة غريبة عجيبة!،ولا تقف عند هذا الحد والعد،ستجد إلى جانب هذه اللغة “السمجة” تقليد لهذه “الصنعة” فبدل أن يكون لدينا محل إكسسوارات ناجح أصبح لدينا 10 وبدل ان يكون لدينا مطعم سياحي 1 أو أكثر أصبح لدينا أكثر من 10 وسط انحسار أكل الفلافل والتوابل ؟ وبدل أن يصبح سوبر ماركت واحد أو أكثر أصبح لدينا “عشر طعش” بكل حي غير السوق “والمسلوق”،فنحن قوم نعشق على ما يبدو التقليد”والتشهير” فما ان نرى صاحب محطة وقود ينجح أو صاحب محطة إذاعية ينجح أو صاحب معرض هو الآخر ينجح حتى يسارع أصحاب المال والنفوذ إلى فتح محطات ومحطات ومعارض مدعومة”بالسريات والصفقات” وما ان ينجح احدنا في مجال وصنعة ما فلا تستغرب أنه لم يقلد بعد”.
 
ولا تتعجب! فنحن مجتمع عاشق للزحمة ومتخاذل في الرحمة و”يكتل روحة على اللحمة!!” فما أن تقع عينك على طابوراً طويلاً عويصاً حتى وان كان سيطرة تفتيش  فتجد المشاركة والاطلاع  حاضرة من الكثيرين على الأقل على ما يدور مزاحمين الآخرين دون أن يعرفون سبب ذلك!،وبجرد مرور حسناء أو حسن “جميلة جميل حلوة حلو” فلا يمكن لهما ان يسلموا من عيون البشر ! وإطراء هذا أو تلك بما لذ وطاب من عبق الكلمات الحسنة وفي الغالب “أكلبها بكرك” ويذهب سوء ظنهم مصاحباً الشيطان والعياذ بالله؟،بالإضافة إلى ذلك عند وقوع مشاجرة هنا أو هناك”بوكسيات دفرات كلات ” أو “كلامية” بين أثنين حتى تجد الجمهور يتجمع من كل صوب وحدب فيما تستمر” نكرة اللي يتعاركون” الذين غالباً ما يبحثون عن حكم في هذا الأوقات الحرجة خاصةً وان  كانا ليس من ذوي الاختصاص في الشجار؟ حتى يبقى الجمهور مستمتع بالفرجة ويصبح تفرجهم لا جدوى منه غير”الأذية” للجميع ،وبالمحصلة ينتهي هذا الشجار بما لا يحمد عقباه بعد تدخل خير أو خيرين”لفضه بأقل الخساير والدماية تجري” حقاً عجيب غريب نحن مجتمع نبحث عن الزحمة والازدحام على الدوام “حشرية زيادة علة اللزوم” فقد لدينا مظاهر النظام في الحياة عن التسوق أو والانتظام في طوابير الصمون أو الخبز أو الوضوء أو الصحيات المقصود “دورات المياه” أو التزود من محطات الوقود أو مراجعة الدوائر الخ..فعلى الدوام”السرة مضروب” ومن ينتظم”يضرب ويكلولة اشكد قديم قابل أحنة باليابان” والله يرحم حجي عارف أبو الطوابع أيام اجدادنة؟ فهو سيد اليابان والنظام و يقضي اغلب وقته في تنظيم الطابور ويطرد كل من يخالفه حتى أصبح سنة لدينا آنذاك؟.
 
ما أحوجنا اليوم إلى مراجعة واقعنا المر والسعي إلى المساهمة في نضوج كل الفعاليات والشخصيات العامة الهادفة إلى إعادة التوازن في نظام الحياة التي تدعم الفاشل لينجح وترتقي بالناجح ليتجدد نجاحه بتواصل الإبداع،ما أحوجنا اليوم لرؤية حسنة “تحب ما تحب لنفسها” وتصلي على محمد وال محمد عند نجاح مشروع هذا أو ذاك حتى لا نبتكر الطرق الضعيفة للتقليد والتقريع ؟ وتضيع أموالنا وجهودنا في مشاريع مكررة تسهم بتأخرنا أو نسهم بتوتر وإضعاف الطاقات الناجحة ؟.
 
آه كم نحن بحاجة إلى فرض النظام بعيداً عن عجز وتعكز حكوماتنا ومجالسنا المحلية،والسعي لتطبيق النظام في مفاصل حياتنا من خلال أحياء كل ما هو جميل ورائع يسهم “بسلاسة ” الحياة كما هي في الدول المتقدمة ومنها الغربية التي فاقتنا في التطبيق في هذا الإطار،المطلوب أن تتوسع القاعدة الشعبية لتفعيل النظام فضلاً عن القواعد الدينية والإعلامية والثقافية،باتجاه التثقيف نحو النظام العام وتفعيل كل المشاريع والدعوات والحملات الهادفة إلى التوعية في هذا الجانب خصوصاً في جانب الصدق والنظافة العامة،فكم هي جميلة المبادرة التي أطلقتها العتبتين الحسينية والعباسية في أربعينية الإمام الحسين ع هذا العام والتي دعت فيها إلى العهد بالالتزام باحترام النظام ووضع النفايات في مكانها المناسب إضافة إلى أمور أخرى تخص حياتنا،حقيقةً قضية النظافة من أهم أسوء ملفات حياتنا والتي نعاني منها كثيراً في الشوارع العامة والمناطق السكنية وهي تثير الاستغراب والدمار النفسي وأصبحت أمراً معتاد عليه للكثيرين مع بالغ الأسف؟.
 
نأمل في المستقبل القريب برغم الصعاب التي تواجه المشهد العام،أن نسهم كمجتمع ونخب واعية في مختلف المجالات بترسيخ ظاهرة النظام والانطلاق بها من أنفسنا ومنازلنا وشوارعنا بالاتجاه العام،ومن ثم رفض حالات التقليد وغيرها من الحالات الشاذة التي تنهك اقتصادنا وتجعلنا نتخلف كثيراً عما يحصل من تطور كبير في حياة العالم المتقدم وهذا ما يسعى إليه كل وطني شريف ومخلص يؤمن بان الحياة نظام وهكذا يجب أن تُعاش ولو كره”غوغاء الحياة” والقتلة والسراق والمفسدين والمنتفعين والوصوليين ؟.
 [email protected]

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب