19 ديسمبر، 2024 4:22 ص

مِّن الله تعالى على المسلمين بنعمة الاسلام ، كون الاسلام خاتم الرسالات السماوية فقد حباه الله بما يلائم خاتميته ، كيلا يكون الناس بحاجة الى شيء مكمل للرسالة ، او يسد نقصها برسالة اخرى ، فوضع فيه اصولاً للدين هي خمسة أصول ، من ضمنها أصل الإمامة ، وهي رحمة وهداية لمن لم يولد في زمان الرسول الكريم (ص) ، وبعد غيبة الامام الثاني عشر (عج) امر قبل غيابه بنص نواب يكونون هم المؤتمنين على الامة بعد غيبته ، فقال (عج) ( اما الحوادث الواقعة فأرجعوا فيها الى رواة حديثنا فهم حجتي عليكم وانا حجة الله عليهم ) ، ووضع عدة شروط للنواب ( المراجع ) لا يتسع المجال لذكرها ، المرجعية هي امتداد للإمامة من دون العصمة سلطة المرجعية معنوية وليست مادية اذ ان المرجعية لا تجبر أحداً على عمل شيء ، وانما هي توجه وتصير الى ما تعتقد بصحته وملائمته للواقع ، اذ عند متابعة الخطاب الالهي الموجه الى الرسول الكريم (ص) بقوله تعالى ” إنما انت مذكر لست عليهم بمسيطر ” فالمهمة هي التذكير والتنبيه والتحذير والتبشير ، والمرجعية يشملها التوجيه أنف الذكر ، اذ ان الله تعالى جعل البشر أحراراً في اختيار دينهم وعقيدتهم وحياتهم ، ولم يسلط أحداً على احد ، وبهذا فالمرجعية كما عهدناها تقوم بالتوجيه والتحذير ومن شاء فاليأخذ بكلامها ، ومن شاء فاليرفضه ! 
الامر الذي يستوجب الإشارة اليه كما قال امير المؤمنين (ع) ( لا امر لمن لا يطاع ) ، الشعب العراقي أطاع المرجعية في الصيام والفطور فقط ، اما باقي الأوامر فمنطيها (الإذن الطرشة ) كما يقال ، دعت المرجعية الى التغيير فعدنا لانتخابهم ، دعت المرجعية الى التهدئة فصعدنا ودعمنا كل من يتكلم بالحس الطائفي ، وبعد ان جنينا ثمار خياراتنا الحرة ، عدنا للتساؤل أين المرجعية ولماذا لا تتدخل ؟ ، هل تخلت عنا ؟ بينما نحن من تخلى عنها ! 
هنالك حقيقة يجب الانتباه لها وهي خاصة بأتباع المرجعية ولا تشمل غيرهم ، المعصوم ( النبي والامام فقط ) كالكعبة يؤتى لا يأتي ، وخاتمتي ستكون بلغة الشارع او الحسجة كما يسميها البعض، المرجع بأعتباره نائب الامام فيجب ان تتعب نفسك وتكلفها شوية وتروح للنجف وتسألها ، مو تكعد تنتظر ببيتك وما عاجبك العجب ، وتنتقد بكيفك من دون ان تضع بمخيلتك ظروف المواقف وزمكانية الفتوى او الامر وما يحيط به من ارهاصات لتكتمل عندك الصورة وتعرف علة الامر والموقف المتخذ ، والا فأنت مخير بين النجف وقنوات الفتنة ، فأختر من تتبع ! . 

أحدث المقالات

أحدث المقالات