هل هم قادة
المقال توصيف لحالة قد تفيد القارئ لبناء فكرة عن عودة ترامب للحكم.
من يراقب تصريحات رؤساء الولايات المتحدة المتأخرين المتأثرين بالتيارات أو بجماعات الضغط يجد انهم ليسوا قادة يحملون ايدلوجيا وإنما هم واجهة لدولة عميقة قد يظهر من جبل الجليد بعض ما يتحرك فوقه ما يسمى باللوبي، وان كان لوبي الأشكنازيةمنظما وعتيقا مؤثرا وقويا فهو ضمن النظام يحكم القائمين على القرار ينفذون ليس بشرط القناعة لكن لا يشعر بتأنيب الضمير، فما يُحاول عمله من دول عربية أو شخصيات تريد دعم مناصبهابتشكيل شيئا مشابها يحتاج اختراقا؛ واختراق التقاليد يحتاج لتأسيس وزمن.
ترامب أكثر رؤساء الولايات المتحدة تجسيدا للنفعية وشفافيته أظهرت مواطن الضعف في إحكام قبضة أصحاب المصالح، هم يحتاجون من يستجيب لهم وليس لشخصية نرجسية فيضطرون للعمل على إزالتها أو تعليق الأمور لحين مغادرتها لذا فليس هو ونمطه صالحا لكل العصور.
ترامب من دورته السابقة عند تصفح راي المراقبين تستخلص انه شخص عادي الموهبة لكنه يجيد جباية المال، ليس لديه حواجز ومحددات، يتعامل مع الحكم كإدارة حلقات سينما الواقع، ظهر كمزاجي في الأولويات حسود ينظر بفوقية الى المخالف والدول الضعيفة كالدول العربية، ويعتبر أن أي مدنية عندها هي مدنية مستوردة وهذه حقيقة لكن يضيف انهم لا يستحقون هذا وانهم ينبغي أن يدفعوا للولايات المتحدة نظير حماية نظمهم وهذا أيضا يحتاج نظر من حكام العرب، لان قوتهم في شعوبهم ودعمهم من داخلهم، فمن يحتمي بدولة ممكن أن يحكمها أناس تحسدهم وتنظر إليهم بدونية ليست موثوقة وممكن أن تساوم عليهم إن حققت مصالحها.
ترامب كان يعرض بضائعه على الوفود العربية بأسلوب السمسار وليس دبلوماسيا، رغم أن من يعرض عليه قد يحمل شهادة علمية لم يصلها ترامب.
ليس خيارا:
مع كل ما ذكرنا فهي ليست معايير عند الولايات المتحدة والدولة العميقة (نفوذ وسلطة أصحاب المصالح) لكن ما ينظر له:
هذه النقاط الظاهرة التي دخلنا في نقاشها ليس تأييدا لطرف على آخر فهذا خيار الشعب الأمريكي ودولته العميقة، لكن لينظر فيه من يقرأه من أصحاب القرار من الأطراف كلها عربية أو أجنبية، وان فاز ترامب فلابد أن يعيد النظر في سياسته تجاه المنطقة وبالذات دول الخليج من خلال مستشارين ومراكز دراسات تعطيه المنهج والأسلوب ونوعية الخطاب بل الكلمات التي يختارها في أي تطرق للمنطقة ، لانها كانت في دورته السابقة مستفزة وماراه من صبر هو صبر أناس تربت لتكون ملوكا وأمراء يتجاهلون الأساليب السوقية ويتعاملون مع دولة لا مع أشخاص.