23 ديسمبر، 2024 5:30 ص

تقشقوا…وبيعوا الجكسارات

تقشقوا…وبيعوا الجكسارات

أصبح معلوماً لدى الجميع الآن، أن الحكومة العراقية متخمة، أو متخومة بآلاف المسؤولين الزائدين عن الحاجة واللي في الحقيقية، مالهم داعي. يتمتعون بامتيازات ورواتب عالية ويكلفون ميزانية الدولة المليارات بلاطائل. فلدينا مثلاً أكثر من 4500 مدير عام، وأكثر من 750 وكيل وزير، أما الآخرين بصفة مستشار، فحدث ولاحرج…رئيس الجمهورية لديه 90 مستشار!…ماذا يفعل هؤلاء؟…لو فرضنا أن رئيس الجمهورية يلتقي ساعة واحدة في الأسبوع بكل مستشار، فذلك يعني 90 ساعة أسبوعيا، وبما أن الأسبوع فيه 168 ساعة، نطرح نوم وتناول الطعام وغيره من الفعاليات من أستقبال الوفود والسفر وغيره، نصل الى خلاصة أن رئيس الجمهورية في الحقيقية، زين أذا التقى كل مستشار ساعة واحدة في الشهر!…ترى ماذا يفعل المستشار بقية الساعات والأيام في الشهر…خدّه وخدر…بلاشك. ولم لا؟ أمتيازات هائلة، راتب 12 مليون عدا رواتب الحماية، بدل أيجار وأقامة، وجبات طعام على حساب الدولة، وحتى رصيد التلفون…كل شيء على حساب الدولة!..
هناك بلاشك عدد مماثل من المستشارين لرئيس الوزراء، وعدد مماثل لرئيس مجلس النواب، وأعداد هائلة في الحقيقية بصفة مستشارين في الوزارات. بالأضافة الى أعضاء مجلس النواب، ومجالس المحافظات، وغيرهم كثير. كل أولئك وهؤلاء يملكون، أو خصص لهم سيارت من نوع يطلق عليه العراقيون ( جكسارة)، سعر الموديل الحديث منها تسع دفاتر (بالعراقي)، أو 90 ألف دولار باللغة الرسمية. اذا فرضنا أن عدد هذه الجكسارات هو 20 ألف سيارة ( وهو رقم أقل من الواقع أذا أخذنا بنظر الأعتبار أعداد المسؤولين في الدولة) حيث نضرب عدد المسؤولين ب 4 أو 5 معدل، أو حتى x 2، نجد أن هذه الجكسارات يفوق عددها الفعلي ربما 30 أو 40 ألفاً. بس المدراء العامين 4500، x 2 ، معناها 9000 جكسارة…وعندك الحساب.
لماذا تصر الدولة أو يصر المسؤولون أن تكون سياراتهم جكسارات؟…لأنها تحفة؟ بتعبيرنا…لماذا لاتكون سياراتهم من نوع باجيرو بدل جكسارة. كانت سيارات المرحوم الجلبي كلها باجيرو، ولم يمت أو يقتل بحادث سيارة، بل مات أو قتل في بيته؟…
لنفرض أن الدولة والمسؤولين صاروا خوش ناس، وقرروا بيع جميع الجكسارات التي بحوزتهم، واستبدالها بباجيرو أو مايماثلها ( سعر الباجيرو الحديث – زيرو 35 ألف دولار أو أقل) أي ثلث كلفة الجكسارة الحديثة تقريباً. فأذا فرضنا أن الجكسارة اللي عمرها سنتين أو ثلاث لدى المسؤول تباع ب 60 ألف دولار– ست دفاتر، أن ذلك يعني توفير 25 ألف دولار من كل سيارة. نضرب هذا الرقم ب 20000
سيارة، المجموع 500 مليون دولار!…ألا يعني هذا المبلغ شيئاً؟… رافداً آخر ممكن أن يساعد في أنقاذ الميزانية. في الوقت نفسه، يضرب لنا المسؤولون الحكوميون المبغضون جداً من قبل الشعب الحانق عليهم جداً هذه الأيام، يضربون لنا مثلاً جيداً في التقشف والتضحية ببعض الأمتيازات ( ولو أن سيارات الباجيرو ماقاصره)…بس ميخالف نعتبرهه تضحية من قبل المسؤول…هل سيفعلون ذلك؟…
لانعتقد…لماذا؟…لأن الكلام الذي ستسمعه في نهاية المطاف والذي يركنك الى اليأس من أصلاح البلد هو: هيه ظلت على هاي؟…
في أشارة واضحة الى السرقات الهائلة والفساد المستحكم والجاثم على صدرونا، واللي ماتصيرله جاره غير…شلع قلع…على كولة السيد…
[email protected]