18 ديسمبر، 2024 5:52 م

تقسيم المقسم وتجزئة المجزأ لن تنتج دولة

تقسيم المقسم وتجزئة المجزأ لن تنتج دولة

بعد تقسيم العراق مكوناتيا وهي الحالة التي يذمها أغلب ” المثقفين” و ” الوطنيين” وهي حالة سيئة متوارثة لاخلاف على سيئاتها، لكن المؤسف إن هؤلاء المثقفين راحوا يروجون لفكرة تقسيم المكون الواحد إلى فئة ” الجوكرية ” وفئة “الذيول ” أي فئة التابعين إلى أميركا والتابعين إلى إيران !!!
ومادام هذا الانقسام موجودا وتتم تغذيته ماديا ومعنويا من قبل جهات تعتاش عليه فلايمكن أن ينتج دولة محترمة،
الدولة لاتبنيها مجموعات متناحرة تريد إلغاء بعضها بل تبنى بتقبل الآخر وفسح المجال أمام الجميع ماعدا القتلة للمساهمة في البناء
لم ينتج الشعب العراقي ثورة ” وطنية ” أي متفق عليها من الجميع بل إن كل الثورات جاءت للإطاحة بمجموعات عراقية وبعد فترة تقوم هذه المجموعات بالاطاحة بالمجموعات السابقة وهكذا دواليك ولذلك يستمر الفشل في ولادة الدولة الحقيقية التي يبحث عنها العراقيون ولن يجدوها إلى الآن، في حين ان دولا حديثة النشأة قد سبقت العراق بمئات المرات وشكلت دولا محترمة لأنها إستطاعت القضاء على الانقسام المجتمعي وإنطلقت إلى الأمام
لحظة سقوط الديكتاتورية في ٢٠٠٣ كانت فرصة ذهبية لتأسيس الدولة العراقية المدنية التي تجمع الجميع تحت ظلها لكنها ضاعت بسبب مصالح السياسيين الذين حولوها إلى مكونات متناحرة ليزيدوا طين الإنقسام بلة
نحن الآن ليس بحاجة إلى إسقاط النظام السيئ الذي تشكل بعد ٢٠٠٣ لنأتي بنظام أسوأ منه، فإذا كنا نتهم هذا النظام بأنه قائم على الإجتثاث والإقصاء بحق مجموعات فهل يعقل أن نأتي بنظام آخر أكثر منه سوءا بالاجتثاث والإقصاء!!!؟
إعطني نظاما أشعر بأنه يمثلني ويشعر الآخر بأنه يمثله قولا وفعلا ويبث الطمأنينة في نفوس الجميع عندئذ يمكن أن يحقق هذا النظام الدولة المرجوة أما الاتيان بالشتائم والسباب بحق مجموعات كبيرة لها ثقلها فلا يمكن أن أطيعك ولاأطيع نظامك أو أطيع الدولة التي تقوم على هذا الأساس.