19 ديسمبر، 2024 4:11 ص

تقسيم العراق فكرة ساقطة .. وعلينا النســيان وبرودة الأعصاب

تقسيم العراق فكرة ساقطة .. وعلينا النســيان وبرودة الأعصاب

يـأس ؟  … لا
ألـم   ؟ .. حتمـاً ونزيف لا يعرف له قرار على كل ما يجري في العراق 0
الشعب يطالب بالتعجيل في إنهاء الأزمات ..  وتسمية الأمور بمسمياتها وحتى لو غضب الجميع، فالمهم أن يسلم العراق السيد الموحد أياً كــان الثـمـْـــن.
ان الذين يقولون إن العراق بات يحتمل مزيدا من شّـد الحبــال وعصـــر الأعصاب واستمرار المكاسرة ، يعرفون سلفا إنهم مكابرون  0 فالرغبة في الوصول إلى حلول  ترضي كل الأطراف بدأت تـنضج وتحتـل كـــل العقول 0 وهذه الصيغة المنتظرة مشروطة  بألا تكون حصيلـتـــها غالبـاً ومغلوبــاً ، غانمــاً ومغبـوناً 0
فما يجـري في العراق مغاير لكل طموح ولكل شـعار ولكل منـــطق 0
ندعو إلى عدم إراقة الدماء، ثم نريقها بسخاء، وندين القمع ونطالــــــب بالحوار لننحر هذا الحوار.. نبارك  للشورى والتشاور ونعمل بالضد مما نـــقول 0
ان قتل الارواح  لا تقره الشريعة ..وقد نهى الله سبحانه وتعالى القتل بغير ذنب … ان كثيرا من الايدي  ترتعـش قبل ان تقدم على القتل والايــــــذاء والافنـاء  ، وبعـد ، من هم الذين نتقاتـل وايـاهم  ؟ .. أهلنـا ، اشــقاؤنــا ، أنسـباؤنا ، أبنـاء ربعنـا وعشـيرتنـا 0
والحق يقال .. ان احداً لا يقًـّـر إراقة الدماء ولو تظاهر بأنه يباركهـــــــا ، فعصر القتـل انطـوى وصار مادة ادانـه جماعية والديمقراطية هي أن نقنع  خصومنـا لا أن نزيلهـم .
وهذا الكلام أقوله لكل مناسبة تراق فيها دماء زكيـة طاهرة كرمتهـا العناية بأن تسـفح فــداء للوطن وسلامتـه لا لخلاف في الرأي والموقــف ، لنظــل نشعر اننــا في واحـة جدلية وحوار لا في سـاحة تصفيات  واننـا ضحايـــا ارهاب وذعـر .
ان قسـمة العـراق فكـرة ساقطة ولو تعبـأ لها كل العالم . فالعراقي وحدوي بنشأته واصالته ، وهو يأبى إلا ان يكون سـيدا كامل السيادة في ارضــــــه وتـرابه  ، وهو يحب السـلام  وتستهويه الديمقراطية .
فاذا كانت هناك  مآخـذ وملاحظات فتلك امور يجب تداركها بالحـــــــوار، تفهماً من هنا ،  يقابله تفهـم من هنـاك وحرص مماثل  على قيـم يقرهــــــا كــل العراق ، يؤديان الى حقـن الدماء وسلامة الوطــن وتعجيـــل عــودة العافية واطلاق رحلة العودة الى الذات التي يجب ان يكون فيهـــا كل ذوي القدرة والفعـل فرقـاء , فالناس لايعنيهم من فاز ومن خسر ، إلا لـنـــــزوة مرحلية ، اما ما يهمهم في المدى الطويل فهو ان يفوز العــــراق ويكـــون ساحة رحبة  لمستقبل اولادهم ولتحقيق  أمانيهـم في الوحــــدة  والســيادة والكرامة والوفــاق 0
ان العراق المنـقسم ليس العـراق ، بل صورة مهزوزة عن كيان أبتر يريـد له أعداؤه  أن يكون كذلك .
العراق هو الأنصهار في المفاهيم والعزة الوطنية 0 انه التمرد على كل هوان ، والرفض المتعاظم  لكل بادرة فيها انتقاص  من بريقه 0
ان كل الناس بمن فيهم الغلاة يريدون للعـراق عودة الى الوفاق والعيـــــش المشترك  والوحدة الوطنيـة ، واستقرارا يّمكن اولادهم  من تحصيل العلـم وسيادة القانون هو الطابع المميز لبلدهم .
وهذا شأن قادرون عليه ساعة تزول الاحقاد ، وتنجلي الضغائن  وتصفـــو القلوب ، ويخـتـفي الاشخاص وراء مباديء وشعارات طرحوها ودافعـــوا عنها وحققوها 0
من يريد ان يعيد للعراق  نموذج تعايشــه المحسّـودة  بل المحسّدة لأنهـــــا نموذج وقدوة ان لا يلوح بالانتقام او اللجوء الى العنف .
وأي تفكير وتأمل يجريان ببرودة أعصـاب وبـعد عن الانفعــال  والـنـزوة يؤديان الى الـنـتيجة المتوخاة والحتمية : الوفـاق والســلام الى بـــــــرودة الاعصـاب والنســيان ، ومن المتعارف عن طبيعة العراقي طـيبة القلــب.. وقديمـــا قيل .. تحـــت الرغــوة اللبـــن الفصيـــح 0

أحدث المقالات

أحدث المقالات