23 ديسمبر، 2024 9:59 ص

تقسيم العراق أهم ورقة شيعية ضاغطة وهبوها للكرد والعرب السنة

تقسيم العراق أهم ورقة شيعية ضاغطة وهبوها للكرد والعرب السنة

لقد لعبت جميع القوى المشاركة في العملية السياسية بأوراقها من أجل الحصول على مكاسب سياسية أو فئوية أو شخصية ، ومن أهم الأوراق الضاغطة التي لعبت بها القوى السياسية وأرقت الشعب العراقي لما لها من مخاطر وتداعيات على وجود العراق كوطن هي ورقة التقسيم ، هذه الورقة التي لعبها الأخوة الكرد بشكل محترف واستنزفوا بها خزانة وخريطة الدولة العراقية ، وقد اكتسبوا الخبرة الكافية في الوقت والظرف التي تطرح به هذه الورقة ، ولنجاحها وتأثيرها الكبير في تحقيق ما لم تحقق بقية الأوراق الضاغطة في حصد المكاسب بمختلف أنواعها ، تبنت القوى السياسية السنية ورقة التقسيم والإنفصال عن سلطة الحكومة المركزية ، ولخطورة هذه الورقة وحساسيتها فقد أربك الشارع العراقي مشروع الكونغرس الأمريكي الذي يتبى فكرة الإنقسام وتوزيع السلاح بشكل مباشر للكرد والعرب السنة بدون الرجوع الى بغداد ، حتى اصبحت هذه الورقة أهم وأخطر ورقة يهدد بها الكرد والعرب السنة الأغلبية الشيعية من أجل تمرير الصفقات التي لا يمكن تمريرها عن طريق الطرق الديمقراطية المشروعة ، علماً ظاهر هذه الورقة يفزع لأنها تمثل الإنقسام ومن ثم التهديد بوحدة العراق كوطن واحد يحتضن جميع مكوناته ، ولكن حقيقة فكرة الإنقسام وتكوين الدولة المستقلة لا تمتلكها إلا الأغلبية الشيعية ، لأن الكرد لا يمكن أن تقام لهم دولة إلا بموافقة تركيا وإيران بالإضافة الى سوريا والعراق ، نعم الظروف التي تمر بها المنطقة وخصوصاً سوريا والعراق تعتبر مثالية بالنسبة للكرد في تحقيق مكاسب كبيرة وهذا ما يحصل الأن، ولكن ليس تكوين الدولة ؟
والكرد أنفسهم يعون ذلك على الرغم من تصريحات البرزاني النارية من أجل الإستقلال والإنفصال عن الدولة العراقية ، لأن خطر تكوين الدولة الكردية في شمال العراق يهدد وحدة الأراضي التركية والإيرانية بالإضافة الى السورية بسبب ما تحتوي هذه الدول على نسب كبيرة من السكان الكرد حيث يصل العدد في تركيا الى ما يقارب العشرين مليون كردي وإيران الى ثمان ملايين كردي بالإضافة الى سوريا التي تمتلك مليونين كردي ، وكردستان العراق لا يمتلك أي منفذ بحري أو بري الى العالم الخارجي إلا عن طريق هذه الدول التي تحيط به تركيا وإيران والعراق وسوريا والتي ترفض جميعها فكرة تكوين الدولة الكردية ، بالإضافة الى أستقلالهم الحقيقي الحاصل الأن عن الدولة العراقية ولكن من غير اسم دولة مستقلة وميزانية هذه الدولة المستقلة بدون اسم من بغداد مع تقبل جميع دول الجوار بهذه الفكرة ، وأما العرب السنة فأن فكرة أستعادة حكم العراق من جديد لا يمكن أن يتركوها وأن طرحوا مختلف الأفكار أو حصلوا على أهم المكتسبات ، فهذه جميعها يجب أن تدفع الى السيطرة من جديد الى حكم العراق الذي كان تحت سلطانهم لمئات السنين بالرغم من وجود الأغلبية الشيعية المضطهدة من قبلهم على مر الأوقات ، بالإضافة الى هذا الهدف والغاية فأن فكرة التقسيم التي يطرحوها غير حقيقية لأن الأراضي التي يقطنوها لا تمتلك من الثروات الطبيعية التي تجعلهم يبنون دولة بأستطاعتها الأستمرارية والتطور بالإضافة الى فقدانهم الى عاصمة الخلافة الإسلامية السنية بغداد وهذا ما لم يقبل به العقيل العربي السني أن تكون دولتهم بدون بغداد على الرغم من المحيط العربي السني الذي يقع على حدودها ، وأما المكون الوحيد الذي بأستطاعته تكوين الدولة الناجحة هو المكون الشيعي نتيجة الثروات الطبيعية العظيمة التي تمتلكها الأراضي التي يسيطرون عليها حيث أحتياطي النفط في وسط وجنوب العراق يعتبر ثاني أكبر أحتياطي نفطي في العالم بالإضافة الى الغاز وبقية الثروات الطبيعية الأخرى .
أمتلاك المنافذ البرية والبحرية مع مختلف الدول التي تحيط بالعراق إن كانت على وفاق مع المكون كإيران والكويت أو التي تخالفه كالسعودية ، ويتميز هذا المكون على باقي المكونات سيطرته على عاصمة العراق التاريخية بغداد والمرتبط أسمها إرتباطاً مباشر بإسم العراق فلا وجود للعراق بدون بغداد أو بغداد بدون العراق ، وأهم من هذا كله التداعيات الدولية التي ستثيرها طرح فكرة أنفصال المكون الشيعي عن باقي المكونات بل التهديد الكبير الذي ستشعر به كل دول المنطقة وخصوصاً دول الخليج لما تمثل هذه الفكرة من مخاطر على سلطانهم نتيجة بروز دولة عربية شيعية تمتلك كل مقومات الدول القوية ، لهذا فأن طرح فكرة التقسيم وتبنيها من قبل المكون الشيعي سيرعب كل دول المنطقة وحتى الأمريكان مما سيدفع الكرد وكذلك العرب السنة الى التنازل أو عدم تبني الكثير من المطالب الغير مشروعة التي يهددون بها الأغلبية الشيعية في كل لحظة من أجل الحصول عليها ، ولكن ثم ولكن هذه الورقة المرعبة التي يمتلكها الشيعة فقد تنازلوا عنها بشكل طوعي وبدون أي مقابل الى الكرد ومن ثم العرب السنة ،لأنهم يرفضون مجرد التفكير بهذه الفكرة نتيجة تمسكهم الكبير بوحدة العراق كبلد يحتضن الجميع بكل طوائفه وقومياته ، وهكذا وهبت الأغلبية الشيعية أهم ورقة يمتلكونها من أجل الضغط على باقي المكونات وجميع دول الجوار والقوى الكبرى من أجل تكوين عراق ديمقراطي موحد وقوي .