23 ديسمبر، 2024 5:04 ص

تقسيم .. أم عراق موحد .. (الحلقة الثانية)

تقسيم .. أم عراق موحد .. (الحلقة الثانية)

الدولة الكردية.. والتقسيم :

 

ـ أولى الخطوات للتقسيم كانت مبكرة جداً.. فقد تحرك الأكراد دولياً لتثبيت حقوقهم كشعب.

ـ وطالبوا بتقرير المصير من مؤتمر سيفر العام 1920 الذي ناقش موضوع العراق والانتداب.

ـ ويبدو إن المؤتمر لم يستجيب لمطالبيهم.. باعتبارهم جزء من العراق.. وما يتحقق للعراق يتحقق لجميع شعبه.

ـ وهكذا تشكلت حكومة عراقية مؤقتة تحت الرعاية البريطانية.. وتم الاتفاق على ترشيح الأمير فيصل بن الشريف حسين ملكاً على العراق.

ـ وجرى استفتاء العام 1920على مبايعة فيصل من قبل كل المواطنين العراقيين.. لكن الأكراد لم يشاركوا في الاستفتاء.

ـ على الرغم من ذلك.. فأن كل ما تحقق للعرب والمكونات الأخرى.. تحقق للأكراد يضمنها المشاركة في الحكم.

ـ 29 تشرين الثاني 1936 قام الفريق بكر صدقي معاون رئيس أركان الجيش العراقي.. وهو كردي.. بانقلاب في بغداد.

ـ يبدو إن الأمنيات والافكار أخذت تنتعش لإقامة دولة كردية في منطقة كردستان العراق.. لكنها لم تتحقق لاغتيال بكر صدقي بعد أقل من عام وانتهاء انقلابه.

ـ استثمر الأكراد الحرب العالمية الثانية ليعلنوا ثورتهم العام 1943 التي قادها الملا مصطفى البارزاني وعشيرته في منطقة برزان.

ـ استطاع الجيش البريطاني في العراق القضاء على هذه الحركة العام.. وهرب الملا مصطفى وحوالي 700 برزاني إلى إيران.

ـ ومن ثم إلى الاتحاد السوفيتي بعد فشل جمهوريتهم ( مهاباد) التي أسسوها في ايران العام 1945.. وأقاموا في الاتحاد السوفيتي لاجئين سياسيين.

ـ جاء دستور ثورة 14 تموز 1958 لينص على (إن العرب والأكراد شركاء في هذا الوطن).

ـ وعاد الملا مصطفى البارزاني وجماعته إلى بغداد.. ومنحهم الزعيم عبد الكريم قاسم رواتب مجزية.

ـ وأسكن الملا مصطفى في قصر الرحاب.. وسيارة الأمير عبد الإله (الوصي على العرش) اهداها قاسم له.

ـ ومنح الأكراد حرية العمل السياسي.. فنشط (الحزب الو طني الديمقراطي الكردستاني) في بغداد والمحافظات العراقية.

ـ وصدرت جرائد لهم ( خه باتـ ..التآخي وغيرها).. وشكلوا ميليشيات عسكرية..(البيشمركة).

ـ منذ أيار 1960 بدأ تطبيق قانون الإصلاح الزراعي.. ووقف الأغوات الأكراد ضد تطبيق القانون في كردستان.

 

ـ وبدأت المناوشات بين الأكراد والجيش العراقي.. واستمرت الحرب بينهما.

ـ وفي أوائل العام 1963 التقى وفد من حزب البعث مع وفد من حزب الديمقراطي الكردستاني.. بقيادة الملا مصطفى البارزاني.

ـ تم الاتفاق بين البعث والملا مصطفى.. على قيام الحركة الكردية بمنع أية وحدة عسكرية عراقية بالتحرك إلى بغداد لدعم عبد الكريم قاسم عند قيام انقلاب البعث.

ـ مقابل منح البعثيين حقوق الأكراد.. وسقط نظام عبد الكريم قاسم، لتندلع الحرب بين الطرفين.

 

ـ نجح الانقلاب .. واعدم قاسم ورفاقة.. واعدم وقتل اكثر من 250 الف من قاسميين وشيوعيين من قبل البعث.

ـ واعتقل اكثر من 250 الف مواطن عراقي.. ممن يعارضون البعث.. وجميعهم من مؤيدي حقوق الاكراد.

ـ فيما استمرت الأوضاع في شمال العرق بين حالة الحرب واللا حرب، وفشلت كل الاتفاقيات بين الطرفين.

 

ـ حتى جاء اتفاق العام 1970 بالحكم الذاتي وطبقت كل الفقرات.. لكن قيادة الحركة رفضوا تنفيذ آخر بند بإعلان الحكم الذاتي في 11 آذار 1974.

ـ وطالبوا بضم كركوك إلى الحكم الذاتي.. فاندلعت الحرب.. وجاءت اتفاقية الجزائر لعام 1975 بين إيران والعراق.. التي تنازل صدام عن نصف شط العرب إلى إيران، مقابل عدم دعم إيران للبارزاني.

ـ بعد حرب العام 1991 وتحرير الكويت.. استطاع الأكراد إقامة الحكم الذاتي بعيداً عن سلطة بغداد.

ـ وفرضت الأمم المتحدة حظراً جوياً وبرياً على القوات العراقية خط العرض36 ومنعت تدخل العراق بالشأن الكردي.

 

كردستان بعد 2003:

 

 

ـ انفرد دستور العراق لعام 56 بفصل لإقليم كردستان ومنحه حقوقاً أكبر من حقوق وواجبات الحكومة المركزية.

 

ـ وفي حالة الاختلاف فتفسر الأمور وفق الفصل الخاص بإقليم كردستان.. وهكذا أصبحت كردستان مستقلة دستورياً وقانونياً عن الحكومة الاتحادية.. مثلما هي مستقلة أمنياً وعسكرياً من خلال قوات البيشمركة.

ـ لتبدأ عمليات العمل من قبل حكومة كردستان للانفصال.. وإيجاد المبررات لذلك.. ولابد أن نشير هنا إن رئيس جمهورية العراق جلال الطالباني زار كركوك خلال ولايته ثلاث مرات.

ـ وأعلن فيها أن (كركوك قدس كردستان ).. ومرة ثانية قال (إن كركوك كردستانية).. ولم يجري استضافته إلى مجلس النواب لتوضيح هذه التصريحات.

ـ وجاء مشروع نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن في تقسيم العراق إلى ثلاثة أقاليم (كردي.. وسني.. وشيعي).

ـ رفض المشروع بقوة من قبل: (السنة.. والشيعة )..الذين أصروا على وحدة العراق.

ـ فيما كان موقف الكتل الكردستانية بين مؤيد بشكل علني للتقسيم، وبين موقف غير واضح.

ـ وبدأت الدعوات لاستفتاء تقرير المصير.. وأخذت العملية تتوسع بشكل انفصالي تماما بعد احتلال داعش للموصل في 10 حزيران 2014.. وكركوك.. وديالى.. وصلاح الدين.. وكل المناطق المتنازع عليها.

ـ وانطلقت شعارات وأراء بأن المناطق التي تحررها قوات البيشمركة من داعش ارض كردستانية. وفعلاً تدار المناطق المحررة من قبل كردستان.

ـاليوم كل القوى الكردية بكل قواهم وكتلهم السياسية سائرون لإقامة الدولة الكردية .. (سياسياً ، واقتصادياً ، وثقافياً ، واجتماعياً، وعسكرياً).

ـ اكد الملا مسعود البرزاني: ان الأمة الكردية أن تخطو الخطوة الحاسمة في الحصول على استقلالها.. لكن الظروف الحالية لن تسمح لها بضمان هذا الاستقلال “مؤكداً “.. اهتمام كردستان بحل هذا المسألة حلا سلميا وبخوض حوار مع بغداد حولها).

ـ ليفاجأ العراق والعالم بالاستفتاء على تقرير المصير.

ـ لكن فشل الاجراءات .. وعاد الاقليم الى حضن الوطن.. واستقال مسعود من رئاسة الحكومة.

ـ وما زالت حكومة الاقليم تسلم حصتها من العراق .. لكنها تفرض تسليم 250 ألف برميل نفط يوميا من النفط المصدر من الاقليم البالغ 600 ألف برميل.