يبدو أن عهد بلفور ما عاد له فعالية و بدأ يظهر عدم توازنه و فقد هيبته المصلحية عبر المعمورة. و بات من ضروري بعد الهزات المستمرة في أطرافه منذ 2014، أن يجد برنامج وتخطيط جديد لإستمرار القيادة أو على الأقل المشاركة الفعالة في سير السفينة.
لا يمكن أبدا لمَنْ خططوا لتفكيك القطب الأحادي أن يقفوا أو يتراجعوا و أيضا لا يمكن أبدا لمَنْ يقود السفينة أن يسلم قيادتهابسهولة. و تلك هي المعادلة التي يجب إستدعاء أَلْبَارْ أنشتاين لحلها. مَنْ هو شبعان لا يريد أن يجوع و مَنْ هو جوعان يريد أن يشبع و مَنْ ضاع حقه يريد إسترجاعه، كل الأطراف متشبثة بتنفيذ ما تم تخطيطه. و من جهة أخرى هذا ساعد فئة العالم الثالث للمطالبة و التحرك و تمرمر في إتجاه التكتل و التكلم و حتى التنديد هنا و هناك. فكيف يكون توازن هذه الأطراف في ميزان القوة لتسيير القطب الأحادي أو المتعدد ؟.
الصراع الحقيقي الذي بدأ يظهر و فَطٌن شعوب الغرب و بعض الغافلين من الدول الضعيفة المتسلط عليها من بني جلدتهم عن طريق حركة تأسست للسيطرة على جمع المال و ثروات الشعوب بتحطيم كل الحواجز التي لا تخدم مشروعها ألا و هي الحركة الصهيونية التي هي كالجرافة تزيل أي عائق. فمَنْ تنبأ بحرب عالمية بين الصهيونية و الإسلام، فهو صادق و مًنْ تنبأ بتفكيك القطب الأحادي، فهو صادق و مَنْ تنبأ بزهوق الباطل فهو أصدق.
كل ما يقال و يشاهد عبر وسائل الإعلام في هذه قمة “ألاسكا2025″ بين الرئسين الروسي و الأمريكي ما هو إلا جزء من السؤالالأهم الذي هو كيف يسير العالم في المستقبل؟ و هذا لا يعرفه إلا أهل الدراية و مَنْ يخططون له من الدولة العميقة التي تسيطر على العالم و ستظهر نتائجه بعد حين. كيف تكون خريطة العالم في تسيير مشترك؟ هذا ما يشرحه لاحقا كل ماهر في الإستراتيجية النفوذية و ما يخفيه من خلفيات المستترة لمواجهة تحديات الصحوة الحالية أو الغليان المفتعل بوسيطة الإعلام الذي أصبح يفوق الاقتصاد و السياسة من أجل إيجاد مخطط تخدير الرأي العالمي و ترويضه لتنفيذ البرنامج المتفق عليه و إقناعه على أساس أنه مفيد للإنسانية في إطار السلم و الأمن للمعمورة جمعاء.
لم أجد الوصف بل أتعجب من الذين يعتقدون و ينتظرون و يؤمنون بمصطلح السلم و الأمن و الديمقراطية اليوم بعدما إنكشف الستار و سقط القناع عن القناع. إذا حصل هذا فلمَنْ تباع الإسلحة و كيف يتم نهب الخيرات الباطنية و الخارجية للشعوب المغفلة التي وضع على أبصارها غشاوة عن طريق المغريات المسمومة و إفتعال النزاعات عند الضعفاء عن طريق الهوية و الحسابات الدينية المفتعلة من أجل السيطرة و العيش على عاتقها بسهولة و نشوب الفتن لها في أرض خصبة نتيجة الجهل المسلط عليها من زرع السموم ( سورية الشقيقة مثلا التي كانت تقود العالم و تعلم الغرب كيف يقضي حاجته، اليوم أصبح فيها الفتنة لحاجة لبني …) و هي كثير في الدول النامية (الحرب في السودان التي تعتبر سلة غذاء إفريقيا بل أكثر من ذلك أصبح شعبها يتقاتل من أجل شركات تنهب خيرته و هو يموت جوعا ) و الفكرة المصطنعة هذه قديمة منذ عهد بلفور.
فمن المؤشرات الواقعية و الملموسة و الظاهرة، أن عكس ما تراه في دول الغرب من الضغينة و الإختلاف الموجود في كل شيئ و لكن عالجوه بطمس مؤقت بالتفتح و التبرج و تحطيم كل القيم الإنسانية و العقائدية و تجريد الفرد من كل ما يملك من قيم إنسانية و جعلوه صالح لغير ما خلق من أجله و أباحوا له كل ما يُمْلِي له الشيطان و النفس. ( المثلية – تبديل الخلق و القائمة طويلة) و إدخال ذلك على الدول الإسلامية لتمهيد الطريق المسطر.
إنه قد جاء وقت إعادة التفكير في التفكير الذاتي و بل يستوجب النظر تكتل كدول عدم الإنحياز أو تفعيلها بعدما تم تفكيكها كل مرة بعد لم أطرافها و قتل قاداتها لأنها لو عادت كما كانت وقت تأسيسها و في سنة 1973، لما أصبحت قطبا وازنا في المعادلة.