مع التأثير الکبير الذي ترکه قرار المحکمة البلجيکية بشأن إدانة الدبلوماسي الارهابي أسدالله أسدي والحکم عليه بعشرين عاما على نظام الجمهورية الاسلامية الاسلامية فإنه من الخطأ التصور بأن هذا النظام سيبادر الى ترك نشاطاته الارهابية والتجسسية المختلفة ويکف عن ملاحقة المعارضين وبشکل خاص المقاومة الايرانية، ذلك إن هذا النظام متعود دائما على الاستمرار والتمادي في نشاطاته المشبوهة مالم يتم ردعه بإجراءات حازمة توقفه عند حده، وهذه الحقيقة قد أوضحتها وأکدتها شرکة “تشيك بوينت”، في تقرير لها نشرته صحيفة “واشنطن بوست”، الامريکية، حيث کشف هذا التقرير بأن هناك مجموعات متخصصة بالقرصنة ترتبط بالسلطات الإيرانية حول العالم، نفذت عمليات تجسس على نحو 1000 شخص.
وأضاف التقرير الذي يمکن إعتباره تقرير صاعق للنظام الايراني لما يحتويه من نقاط ومواضيع هامة وحساسة، في جانب آخر منه بأن أكاديميين، ومسؤولين، ورجال أعمال، وكذلك ونشطاء يعيشون في الولايات المتحدة وأوروبا، تستهدفهم إيران بالتجسس، من خلال مجموعات متخصصة بالقرصنة الإلكترونية، لتشمل عمليات التجسس، تتبع المكالمات الهاتفية، والرسائل النصية، والصور الموجودة على هواتف أجهزة هؤلاء، وأهمها تحديد مواقعهم جغرافيا. وأوضح التقرير أن التقنيات التي تستخدمها هذه المجموعات تظهر مقدارا عاليا من الجهد والموارد، ولها تهدف لانتهاك خصوصية أشخاص ترغب طهران بمراقبتهم. وهذا يعني بأن النظام الايراني يتصرف کما يحلو له ضد معارضيه من دو أن يأبه ويکترث لأمن وإستقرار الدول التي يقطن فيها معارضيه.
والملفت للنظر إنه وفي سياق متصل، کشف التقرير بأن خبراء تمكنوا من رصد مجموعات القرصنة الإيرانية من خلال الأساليب التي يستخدمونها، والتي تتشابه تماما مع مجموعات مختلفة تم رصدها سابقا ولها ارتباطات مع طهران، حيث تستخدم هذه المجموعات أسماء مختلفة أغلبها مرتبطة بالحكومة الإيرانية. وهذا يعني بأن هذا النظام سيستمر على نشاطاته وتحرکاته المشبوهة خصوصا إذا ماأخذنا بنظر الاعتبار العملية الارهابية الاخيرة التي تم من خلالها إستهداف الصحفي اللبناني”لقمان سليم”الرافض لدور ونفوذ النظام الايراني ولحزب الله اللبناني التابع له حيث إن أصابع الاتهام کلها تشير لحزب الله الذي أکد على الدوام عمالته المطلقة للنظام الايراني، وقبل ذلك ماجرى ويجري للناشطين الرافضين لدور النظام الايراني وعملائه في العراق، وهذا مايٶکد بأن الحاجة ماسة للعمل من أجل إتخاذ إجراءات دولية رادعة ضد هذا النظام لاتسمح له بأن يسرح ويمرح في بلدان العالم کما يشاء، حيث إن ذلك سيلحق الاضرار ليس بالمعارضين والناشطين الايرانيين فقط وإنما بأمن وإستقرار دول العالم المعنية بذلك والتي لابد لها من أن تضع حدا لهذا الامر.