تقرير الموصل عبارة عن إدراج جميع الأسماء المتصدية للعمل الأمني في ذلك الوقت ليس إلا ؛ فهو تقرير ليس مهنيا وجاء تماشيا مع مطالب المتظاهرين والجو العام السائد هذه الأيام
لا أريد أن أبرئ الأسماء التي ذكرت في التقرير فهي تتحمل المسؤولية بلا أدنى شك لكن أتساءل عن الذين كانوا سبابا مباشرا في السقوط ؛ ليس من المعقول أن تكون كل هذه الشخصيات تورطت وخانت بنفس القدر ؛ ونحن نعرف جيدا إن القيادات الأمنية لها خلفيات سياسية مختلفة ولها مصالح وأجندات و لايمكن أن يتفق الجميع على القيام بهكذا جريمة
التقرير لو كان مهنيا لسمعنا أدق التفاصيل وسمعنا مكالمات هاتفية بالساعة وباليوم ورأينا أشرطة فيديو وماشابه ذلك من التقارير المهنية المتبعة والمتعارف عليها ؛
م يجرؤ ” أبطال التحقيق ” على إتهام المالكي في وقته ولم يعلنوا عن نياتهم الا حينما خرج المالكي خارج العراق ؛ اللجنة صامت ففطرت على إتهام الجميع وفقا للتوازن الطائفي والقومي ومراعاة المصلحة الوطنية !
ستبقى الأمور في العراق تدار بالتوازن ؛ لكن الإنتقالة التي نشهدها الآن هو الإتفاق على تقاسم الضرر وقبول الخسارة بروح رياضية ؛ لقد شعر الساسة إن العمل السياسي أشبه بالعمل الإقتصادي فهو معرض للربح والخسارة وبما ان العاملين بالعمل السياسي قد ربحوا بما فيه الكفاية طيلة تلك السنوات لابد أن يقتنعوا ببعض الخسائر الطفيفة التي طرأت على السوق السياسي العراقي نتيجة لظروف غير معروفة ؛ وهم يدركون أيضا ان هذه الظروف الطارئة ستتلاشى وسيتحسن السوق في الايام القادمة ويعوضوا ماخسروه باضعاف ؛ لذلك قد يوافق الجميع على اتهامات بعض الشخصيات بشرط ان تطال الاتهامات الجميع وبالتساوي من دون تمييز ومن دون زيادة او نقصان لهذا الطرف أو ذاك ولسان حالهم يقول يجب ان تتوزع الخسائر علينا كأسنان المشط
التقرير كان عبارة عن مقال في الصحافة يعتبر إن جميع القادة تورطوا في سقوط الموصل ؛ ولو إتصلنا بكاتب المقال وأعطيناه الحق في إجراء التحقيق القضائي لرفض رفضا قاطعا ؛ ويعترف لنا إن التحقيق يتطلب عملا مهنيا لا يستطيع القيام به ؛ هذا الكلام يطلقه كاتب المقال إذا كان مهنيا
نحن في العراق لا أحد يهتم لمعرفة حجمه وإمكانيته وقدرته على القيام بعمل ما ؛ لذلك نرى الأمور تدار بفوضوية مطلقة ؛ لقد كان الخلل مرافقا للجنة الزاملي منذ البداية ؛ لو كانت اللجنة تريد الوصول الى الحقائق الأصلية للموضوع لما ترأست اللجنة وتركت الأمر للجنة قضائية محترمة مختصة تشرك أحد النواب كمراقب على عملها
لقد إعتاد الساسة على اساليب الضحك على بسطاء الشعب ؛ كل يوم نصحى من نومنا على أضحوكة جديدة و ” فيكة جديدة ” وبما إننا لانعرف الصراحة سنبقى ندور في دوامة متلاطمة الأمواج ؛ تارة تأخذنها أقصى الجنوب وتارة أخرى أقصى الشمال ؛ والمتضرر الأكبر هو الشعب في نهاية المطاف.
[email protected]