أن تجزّأ شيء الى عدّة أجزاء أو أقل أو أكثر لن يغيّر من طبيعة ذلك الشيء , ما الّذي تمتلكه الكويت من تراث أو خلفيّة تاريخيّة مؤثّرة كي تحلّ “بالمرتبة الثانية” بعد العراق بنسبة الذكاء بين العرب ؟ ثمّ ما الّذي يجعل من الفرد الكويتي يتمتّع بمزايا ذكاء قياسي سوى المال ؟ , لا شيء طبعاً ؛ لكنّنا نستطيع عزو ذكائه المتميّز بين العرب إلى جهة “متميّزة” تناسل منها طبعت طابعها عليه في بيئته “الجديدة” أو هو منها من نفس تلك “الجهة”, فميّزة مثل “الذكاء” تتطلّب وسطاً مناسباً تعكس تلك الميزة تطبيقاً عمليّاً , رغم أنّني أجهل المعايير الّتي اعتمدتها الآي كيو Intelligence Quotient في تقييمها للمفاضلة بين نسب الذكاء بين شعوب العالم وخاصّةً مع شعب في بلد مثل الكويت يعتمد كلّيّاً على مورد مالي ريعي لا تعب فيه ولا نَصَب , لذلك وبحسب رأيي الشخصي “ملاصقة” الكويت للعراق تركت على الشعب الكويتي طابعاً معيّناً في الممارسة اليوميّة أو في غيرها “فنون آداب تجارة خارجيّة” هي من حقّقت للكويت المرتبة الثانية في درجة ذكاء شعبها على العرب بعد العراق الّذي حقّق المرتبة الأولى على كافّة البلدان العربيّة وبنسبة فرق عالية مع ما في التقرير من غبن للعراق وظلم واضحين على مستوى العالم جاء في التقرير , أو ممكن عزو ذلك لأسباب الأحداث المزلزلة الّتي تنزل فوق رؤوس العراقيين منذ ثلاثة عقود ونصف من السنين , فليس مصادفةّ أن يشخّص هذه الصفة الميزة سياسي ودبلوماسي مصري عتيد ك”الفقي” ومن أهمّ أركان النظام المصري السابق حين وصف شعب العراق في حلقة من حلقاته على فضائيّة “النهار” المصريّة ؛ بالأذكى والأشرس على مستوى العالم ! فوصفه هذا من المؤكّد لم يأت من فراغ إنّما من تأمّل منه لشعب خصّ به شعب العراق بعدما التقاهم كثيراً أو عايش البعض منهم .. أقول ليس مصادفةّ أن تكون الكويت , وهي ملاصقة للعراق “جغرافيّاً” وهي في الحقيقة امتداد له , أن تحرز المرتبة الثانية بين العرب ! , بل هي الأولى أيضاً مع العراق ! لكونها أرض عراقيّة وشعبها شعب عراقي , ولكن ؟ فمثلما اقتضت السياسة الغربيّة اجتزائها منه لأسباب استراتيجيّة ولوجستيّة حسبتها بريطانيا جيّداً قبل أن تعمل على فصلها عن العراق الأمّ قبل مئة عام , أيضاً فصلها عن العراق التقرير هذا عن وطنه الأم حين تمّ منحها المرتبة الثانية ! .. كما وأنّ “الأوّل على العرب” ذلك يعني إقرار من كتّاب هذا التقرير العلمي أنّ العراق بلد عربي رغم أنّ “العربيّة” أصلها “عراقيّة” ولي بذلك دراسة مقتضبة , وثانياً أنّ العراق فاز في ظروف يُصعب أن تقاس “عيّناته” في أيّ دراسة أو بحث من هذا القبيل في الوقت الحالي كونه يشهد أعقد حرب كونيّة دمويّة مدمّرة تجري وقائعها بصمت دولي , على أرضه ..