23 ديسمبر، 2024 7:07 م

تقتيلُ وتهجيُر أهلَ العراق دعاية ٌ إنتخابية …!?

تقتيلُ وتهجيُر أهلَ العراق دعاية ٌ إنتخابية …!?

يُروى أن شابة ً قد مَنّ اللهُ عليها بجمالٍ يسحرُ العيون ويجعلُ القلوب تهيم بها عشقاً الأمر الذي شغف أفئدة الرجال وأشباههم لذا خطب ودها الكثير من سادات القوم ورعاعهم ، أشرافهم وأراذلهم ، شريفهم ووضيعهم ، فتعاقب عليها الأزواج ما أن يهلك الأول حتى يترادفها الثاني ثم الثالث وهكذا دواليك ، بعد ردح من الزمن بلغ أبنائها من شتى الأزواج مبلغ الشباب وكلٌ يُفاحرُ إخوته أن أباهُ كان الأفضل لذا قرروا أن يحتكموا إلى والدتهم ليكون حكمها هو القول الفصل في حسم الخلاف ، ما أن إبتدروها بما يختلج في خواطرهم حتى اعتلت صدرها تنهيدةٌ حبيسة تتقطع لها نياط القلب لتقول للجميع : (مَحّد ولاني ورحم حالي) أي لم يتسلط عليّ أي من آبائكم فيّرِقُ لحالي ويرحم ضعفي .
فما أشبه حال العراق بهذه الفتاة المنكوبة ذات البعول الكثيرة والقياس مع الفارق ، حيث سيبقى العراق حاضرة الدنيا ودنيا الحضارة كعبة العلم ومنارة الدنيا شاء من شاء وأبى من أبى ، أما وقد إستحر القتلُ بأهلنا في العراق لدواع ٍ لعل من أبرزها الترويج للإنتخابات المُقبلة كان حقيقاً علينا أن نجرد أقلامنا من أغمادها ونسمي الأشياء بمسمياتها ونضع النقاط على الحروف عسى أن تلامس كلماتنا قلوباً قد ران عليها غُبار الطائفية بعد أن إختلطت عليها الأوراق ليضيع الحابلُ بالنابل وأصبحت الصورة أمام تلكم النواظر ضبابية قد شابها الغبش والزيف وانطلت على تلك العقول شعاراتُ سياسي الصُدفة , وهواة السياسة التي لا تغني من جوع ولا تسمن .
 فيما سلف كان الترويج بالشعر تارةً وبالنثر أخرى وبإستذكار المواقف التي يتباهى بها الرجال في الملمات في ذودهم عن الشرف والغيرة والإنتصاف للمظلوم وإقراء الضيف وبذل الغالي والنفيس والتضحية من أجل الأرض والعرض والدين و …. وللإستئناس نذكر تاجر الخُمُر السود مثلاً : شاع في المجتمعات العربية إرتداء النساء للخمار الأبيض ففكر أحد التجار أن يصنع نوع جديد ولكنه باللون الأسود عسى أن يكون صاحب سبق ليجني من إبداعه المال الوفير ، لكن ما أن وطئ التاجر ببضاعته المُزجاة سوق البلد حتى عَفْتها الأنفس كونها قد ألِفتْ الخمار الأبيض وحينما أدرك التاجر بوار بضاعته وكسادها لجئ إلى أحد الشعراء عسى أن يسعفه مقابل نسبة من الأرباح إن أفلح الأمر .
في اليوم التالي وقف الشاعر على مقربةٌ من التاجر وهو يرتجل أبياتاً من الشعر يقولُ فيها : قُل للمليحةِ في الخِمار الأسودِ …ماذا فعلتِ بزاهدٍ متعبدٍ…قد كان شَمر للصلاة ثيابه … حتى وقفتي له ببابِ المسجد ….لم يوشك الشاعر الإنتهاء من قصيدته حتى لم يتبقى خماراً واحداً واليوم في عراقِ أبا الأنبياء إبراهيم خليل الرحمن (عليه السلام) ، عراق حمورابي ونبو خذ نصر وسنحاريب عراق الأمام عليّ والحسن والحسين وموسى الكاظم وعلي الهادي (عليهم السلام) عراق الحسن البصري وابن سيرين وهارون الرشيد وأحمد بن حنبل الشيباني والشافعي وأبو حنيفة النعمان (رضي الله عنهم) عراق عبد القادر الكيلاني و نور الدين زنكي وصلاح الدين الأيوبي وعدي بن مسافر عراق محمد سعيد الحبوبي وشعلان أبو الجون ومحمود الحفيد البرزنجي الحسيني ومحمد يونس السبعاوي و…. عراق البطولات والأمجاد ….نقولها بمرارة للأسف اليوم في عراق أؤلئك العظام أصبح قتل أهل العراق وتهجيرهم دعاية ٌ انتخابية سَمِجَة تمجها وتمقتها الأنفس ولكن من وجهة نظر المتربصين بالعراق وأهله شر المنون عسى أن يتمكن شُذاد الآفاق بأفعالهم الدنيئة من إعادة الإصطفاف والتخندق والتمترس الطائفي ليدفع ثمن تلك الفعال الرديئة الأبرياء من أهل العراق سنتهم وشيعتهم عربهم وتركمانهم وأكرادهم مسيحييهم وصابئتهم و… ألا تباً لتلك الكراسي العائمة فوق بحرٌ من الدماء وأنين الثكالى وصرخات اليتامى ؟؟؟
أيُ قتلٍ ذاك الذي يُرضي جمهور السياسي من الناخبين ؟؟؟ بل أي قتل ذاك الذي يدفع الشعب للزحف نحو صناديق الإقتراع ؟؟؟ هل تعلمون سادتي الكرام أن نسبة مشاركة محافظة نينوى في مجالس المحافظات بلغت مع التزوير 4% فقط نعم أربعة ُ بالمائة فقط حيثُ عاقبت نينوى ساستها بعد أن خذلوها وفي الإنتخابات القادمة ستشهد نينوى عزوفاً لا نظير له فماذا قدم كلُ ساستنا في نينوى خاصة ذات 35 برلماني والعراق عامة ببرلمانيه ووزرائه للشعب المنكوب المبتلى ؟ هل تمكن كل ساسة السُنة من اطلاق سراح معتقلة عراقية واحدة والكل يعلم أن المرأة هي شرفٌ لكل الرجال وقد دنس الشرف وامتهنت الكرامة ومرغ أنف الكبرياء بالتراب ؟ وهل أسهموا في تنفيس كُربة مواطن عراقي واحد؟ لله دركُ يا عراق في شهرٍ واحد وهو تشرين الثاني المنصرم تجاوز عد الشهداء 985 شهيد وما يقارب 10000 جريح (عشرة الآف) جريح ، بالله عليكم  عن أي انتخابات تتحدثون وبالأمس كركوك لوحدها دفعت ما يزيد على 120 مابين شهيد وجريح في عملية إقتحام جوهرة مول وقبلها بيوم تكريت والطارمية في بغداد ؟؟؟ عن أي انتخابات والمواطن غير آمن لا في مسكنه في بيته ولا في مكتبه وغير آمن على أطفاله وعياله ، في ما مضى كنا نحتفل إذا طُرق باب الدار احتفاءاً بالضيوف الوافدين واليوم إذا طُرق الباب يقف أهل الدار طابور خشية الخطف والإغتيال ؟؟؟ في ما مضى كنا نجلس لنتدابر أمرنا في أي مصيف أو منتجع نقضي عطلة الأسبوع واليوم ما من عراقي إلا وينبطح تحت سيارته ليتفقدها خشية أن تكون عبوة لاصقة تحت مقعده ليكون مصرعه عبارة عن رقم يُذاع في نشرات الأخبار !!!
يا شيعة العراق إعلموا أن سُنة العراق ليسوا أعدائكم ، ويا سُنة العراق إعلموا أن شيعة العراق ليسوا أعدائكم ، يا أكراد العراق إعلموا أن العرب والتركمان ليسوا بأعدائكم ويا مسيحيي بلادي إعلموا أن المسلمين ليسو بأعدائكم بل أعداؤنا وأعداؤكم من أوغلوا في عقولكم أنكم أعداء بعض ليلبسوا عليكم الأمر كي يتسنى لهم البقاء على كراسيّ تطفوا فوق دماؤكم وآهاتكم وأنّاتكم وصرخاتكم وأعلموا أن آلة القتل لن تكف رُحاها عن الدوران حتى يُصبح العراق ضيعة خانعة ً ذليلة لدول الجوار الإقليمية !!!
عزاؤنا بعد هذه الصورة السوداوية التي تترجم واقع الحال أن العراق عودنا أن ينتفض بعد كل كبوة ليعود أقوى مما كان عليه ورهاننا على أهلنا في العراق الغالي من شماله إلى جنوبه ومن شرقه حتى غربه رهاننا على عمق إدراك أهلنا وسعة أفقهم ويقيناً لن يصلح حالنا ما لم نتكاتف لنعود إلى سالف عهدنا ولن يُصلح أمر هذه الأمة الإّ ما صلح عليه أولها …
يا نار كوني برداً وسلاماً على أهلنا في العراق وكل بلاد المسلمين …
اللهم من أراد بالعراق شراً فصب الشر فوق رأسه
اللهم وأجعل كيده في نحره وأجعل نحره في كيده
اللهم واجعله عبرةً لمن أراد أن يعتبر
 اللهم إحفظ العراق وأهل العراق وكل بلاد المسلمين