أثار قانون التقاعد (غير) الموحّد الذي صادق عليه البرلمان العراقي في جلسةٍ أصبحت حديث المجالس العراقية لعقدين قادمين، لأن لم يتم التراجع عن الذي أقرّ في المادة (38) من هذا القانون، لأنّها المادة التي كشفت أكبر عملية تمايز أرادها ممثلو الشعب والرئاسات الثلاث والوزراء والوكلاء وأصحاب الدرجات الخاصة أن تضعهم فوق مصالح من أتوا بهم وليتهم لم يأتوا!. رواتب تقاعدية خرافية يمكن لها أو لنصفها أو حتى ربعها أن تنتشل رياضتنا العراقية من واقعها المزري الذي تعاني منه بسبب إهمال كل من أشرنا لهم، هؤلاء الذين لا يعرفون أهمية الرياضة على رقي الأوطان وزرع الحب والوئام بين أبناء الشعب الواحد المتعدد الديانات والاتجاهات والذي شاهده الجميع كيف ينصر في بوتقة واحدةٍ تحت لواء الرياضة ويتغنّى بحب العراق وهو يوشّح براية الله أكبر. وقت قياسي سجل باسم أعضاء مجلس النواب العراقي للمصادقة على قانونٍ تأخّر لسنواتٍ طويلة وهو يتنقل بين جهة حكومية وغيرها تشريعية، لكن ما أن تم حشر ما يتعلّق بتقاعد البرلمانيين حتى كانت الموافقة التي تبرأ منها كل من صوّتوا، لأنّهم انكشفوا أمامنا، وكيف لا ينكشفون وهم ذاتهم من جعلوا قانون منحة الرياضيين الرواد يرقد في قبّة البرلمان لأكثر من سنتين وعندما خرج إلى العلن وقد أقرّ، كان قانوناً مشوّهاً لا يلبي طموح أي رائد خدم الرياضة العراقية ورفع علم بلاده وردده في أصقاع الدنيا، أما قانونهم الخاص، فرأينا كيف اتفقوا على تمريره، ليس حبّاً بالمتقاعد البسيط الذي لم يحصل إلا على بقايا الفتات المتناثر من الموائد التي تمدّ لأبناء البرلمانيين (المجاهدين) خدم الشعب الذين نشك أنّهم يحفظون حتى السلام الوطني للعراق، ولا نلوم الكثيرين منهم، بسبب الازدواجية بحمل الجنسية التي نعلم بتأثيرها عليهم!. الرياضة العراقية يمكن لها أن تتسيّد العالم بتنازل البرلمانيين وأصحاب الدرجات الخاصة عن الذي سيجنونه من أموال الشعب، وإن حدث هذا ونشك أن يحصل، سنرى كيف يستتب الأمن ويعم الرخاء أرض الوطن، وساعتها يمكن لأي برلماني عراقي أن يطوف الشوارع الباردة والساخنة وغيرها مشياً على الأقدام وليس وسط مجاميع مسلّحة من الحماية التي جعلت أبناء الشعب وعلى رأسهم أهل الرياضة ينفرون من رؤية أي برلماني أو مسؤول كبيرٍ أو صغير، لأنّه سيؤثّر عليهم وعلى المكان الذي سيتواجد فيه، بسبب جماعته (الحرّاس)!.. أصحاب الانجاز ومن خدموا في الرياضة العراقية لعقود خلت باتوا يدعون على من حرّموا عليهم نيل حقوقهم التي يستحقون، وحللوا لأنفسهم ما لا يستحقون، وبين دعوات المظلومين على الظالمين ليس أكثر من بابٍ فتحه الله ليستقبل المظالم ويقتص بطريقته من كل الظالمين الذين يمكن أن يتوبوا الآن وليس غداً، لأن التوبة إلى الله والشعب كلما تأخّرت، زادت النقمة وكثر الدعاء، وساعتها ترقبوا أشد أنواع البلاء من الله أولاً، والشعب الذي وعدتم أن يعيش بوجودكم برخاء.. ولا عزاء..
رئيس تحرير صحيفة رياضة وشباب العراقية