وأشتبك ألأسلام بالأسلام !!
مقطع من قصيدة للشاعر ألراحل نزار قباني؛كتبها بعد معركة ألخليج؛تؤرخ لحقبة دموية مرت بها ألأمة ؛بسبب تداخل ألعصبية ألقبلية والعقيدة الدينية ألمتطرفة واتحادهما في نشوء ألدولة العربية ألحديثة ألتي يقودها مجموعة من ألأغبياء والباحثين عن ألسلطة وألمال .وقبل ألدخول في تداعيات ماوصلنا أليه من تخلف وجهل وصراعات دموية عبثية؛دعونا نقرأ ماقاله عالم ألأجتماع علي ألوردي{أن ألدين والدولة أمران متنافران بالطبيعة ؛فأذا أتحدا في فترة من ألزمن كان أتحادهما مؤقتا؛ولامناص من أن يأتي عليهما يوما يفترقان فيه ؛وأذا رأينا الدين ملتصقا بالدولة زمنا طويلا علمنا أنه دين كهان لادين أنبياء}.مما تقدم يمكنا ألقول أن مشيخة أل سعود ودولة أيران ألحالية يمثلان دين كهانة ؛وأن السلطات في هذين ألبلدين يستغلان ألدين كأداة لتركيع ألناس بأستغلال مجموعة من دعاة ألدين لتسويق هذا ألنهج لتضليل ألناس واستعبادهم.تعتبر ألأنظمة ألتي تتخذ من ألدين وألعشيرة أداة للبقاء في ألسلطة ؛مخالفة لشرعة ألسماء وللقوانين ألوضعية ألتي تنظم ألعلاقات بين مكونات ألشعوب.فشلت ألدولة ألأسلامية ألتي نشأت في ألمدينة ألمنورة بعد فترة وجيزة ؛عندما تحولت ألى دولة {ألملك ألعضوض}؛عندما أتحدت ألعشيرة {بني أمية؛بني ألعباس وبني عثمان….ألخ}؛مع مجموعة من وعاظ ألسلاطين ؛ولا غرابة أن يقف شاعر ويلصق صفة ألربوبية بسلطان فاطمي في مصر فيقول{ماشئت لاما شاءت ألأقدار فأحكم فأنت ألواحد ألقهار!!!}.في أيامنا ألحالية لم يعد لا ألدولة ألمدنية ولا للشعوب قيمة ؛فقد تم تسليم ألأمور الى ألقبائل وألعشائر وعلماء ألدين ؛ولكن بطريقة أكثر تخلفا ودموية مما سبقها من ألأمم !!فدولة ألعراق وألشام ألأسلامية ؛تعتمد في شرعيتها على أحاديث أخترعها علماء ألناتوا ومشايخ ألدولار أو على ألعشائر ؛وخاصة زعمائها ؛بأعتبارهم قادة للرعاع ألذين ينظرون أليهم بقدسية وأحترام.من يراقب خارطة تمركز ألمجموعات ألأرهابية كداعش وألقاعدة وألنقشبندية ؛وعصائب ألحق وأتباع ألصرخي سيجد أنها تتغلغل في أوساط ألعشائر كملاذ لها وداعم!!فلو قارنا أعداد من يقاتلون مع عصابات داعش في ألعراق؛ألقادمين من كل أنحاء ألعالم لايتجاوز10%وألبقية هم من ألعشائر في غرب ألفرات أو من حزام بغداد؛ويمكن تعميم ذلك على بعض ألمليشيات ألشيعية!!.أن سيطرة ألعشائر وعلماء ألدين على مقدرات ألدولة تعني نهايتها ؛لأنه لايستقيم أقامة دولة حديثة ؛على مبادئ وأعراف ألعصبية ألقبلية !!وألدليل على ذلك؛أن معظم ألدول ألتي تستند الى ألعشيرة أوعلماء ألدين فاشلة ؛مهما أمتلكت من مصادر للثروة.فمثلا بمقارنة سنغافورة على صغر مساحتها وعدد سكانها وألصين وألهند على كبر مساحتهما وعدد سكانها بدول عربية مثل مشيخة أل سعود ومشيخة أل خليفة؛ نجد ألأختلاف واضحا؛فالمجموعة ألأولى ؛تعتبر من أكثر دول ألعالم تقدما تكنولوجيا وصناعيا رغم تعدد قومياتها ودياناتها ألتى تزيد على ألعشرات ؛بينما ألمجموعة ألثانية ؛تستورد حتى ملابسها من ألخارج ولولا ألنفط ألذي أكتشفه ألغرب ؛لبقوا يعتمدون على ألبعرور وألمطال في طبخ طعامهم!!. فليبيا مثلا كانت في حالة أقتتال عشائري بين مناطقها ألأربعة ألمعروفة ؛فزان؛برقة وغيرها ؛حتى أستطاع ألنظام ألملكي توحيدها ؛ثم جاء حكم ألقائد ألهمام ألقذافي !!حيث سلط جلاوزته على ألناس ؛فهدأ ألصراع بين ألقبائل لفترة ؛وبعد سقوطه ؛أستعادت ألقبائل سطوتها وتحولت ليبيا الى دولة فاشلة ؛تتحكم فيها ألعشائر وألتنظيمات ألسلفية ألتكفيرية ألمدعومة قبليا.بينما لم يحصل هذا ألأنهيار ألمدمرفي ألدولة ألمجاورة تونس ؛لأنحسار سطوة ألعشيرة وألتطرف ألديني ؛قياسا بدول كالعراق وليبيا؟!!. أقامة دولة ألمواطنة هو ألحل ألوحيد لحل مشاكلنا ؛وتجارب ألعالم ألمتحضر تثبت ذلك ؛وبقاء سيطرة ألعشائر وعلماء ألدين على أمور ألبلا د وألعباد ؛تعني أنتهاء مفهوم ألدولة ؛واستمرار ألصراعات وألعودة الى حروب داحس وألغبراء وحرب ألبسوس .أنتظروا قليلا لتتأكدوا مما قلته ؛فأذا هدأت ألمدافع وألرشاشات في أرض ألرافدين ؛ستشتعل معارك بينية بين أبناء ألعشائر في ألمناطق ألغربية وألوسطى والجنوبية في ألعراق
؛لحصد ألمكاسب وألمغانم ؛وعلى ألسلطة وألحكم!!.يقول نزار قباني:في كل عشرين عاما؛يجيئنا مهيار ؛يحمل في يمينه ألأنهار ويرسم ألجنات في خيالنا وينزل ألأمطار.وفجاءة؛يحتل جيش الروم كبريائنا ؛وتسقط ألأسوار ؛تقاطعت في لحمنا خناجر العروبة ؛وأشتبك ألأسلام في ألأسلام ؛هل ألنظام في ألأساس قاتل ؛ام نحن مسؤولون عن صناعة ألنظام؛في كل عشرين سنة ؛يأتي ألينا حاكم بأمره ؛ليحبس ألسماء في قارورة ؛ويأخذ ألشمس ألى منصة ألأعدام