لا ريبَ أنّ التغطية الإعلامية في الحروب والمعارك تختلف عمّا غيرها في ظروف السلم أيّاً كان الشأن السياسي او سواه , ويعلم رجال الإعلام ” اكثر من سواهم ” كم هي القيود والإعتبارات الأمنيّة التي تفرضها الدول المتحاربة على المراسلين الحربيين والصحفيين في مثل تلكُنَّ التغطيات .
تعتبر تغطية وسائل الإعلام الغربية ” بلا شكٍّ ” هي الأفضل من سواها في تغطية المعارك < اذا لم تكن الوسيلة الإعلامية تنتمي للدولة المتحاربة من ناحية الهوية او الجنسية > ! وهذا ما حصل لمعظم وسائل الإعلام الأمريكية والبريطانية ” بشكلٍ خاص ” في كلا حربي 1991 و 2003 من تجاوزٍ وانحيازٍ لتلك الوسائل الإعلامية الى حكوماتها .!
وإذ من الصعب الجزم بأنّ هنالك ” إعلام ” محايد مئة بالمئة , وإذ ايضاً هنالك فوارق شاسعة بين الإعلام الرسمي للدولة والإعلام الحر وإعلام المعارضة , خصوصا في دول العالم الثالث , وهذه ايضا إحدى التقاطعات الأخرى في الإعلام .
وبقدر تعلّق الأمر بمعركة الموصل , والتغطية الإعلامية الجارية بشأنها بكثافةٍ ملحوظة ,والتي تشارك فيها العديد من القنوات الفضائية ووكالات الأنباء والصحف عبر إرسال بعضها لمراسلين حربيين او موفدين او فِرَقِ عملٍ ميدانية تبعث بالتقارير المتلفزة , او حتى من خلال مواكبة مجريات المعركة عن بُعد سواءً عسكريا او سياسياً , فاُلاحظُ هنا ” ومهما كانت ضرورات ومتطلبات حيادية الإعلام ” , فأنّ إجراء التوازن والتكافؤ الإعلامي مع داعش من جهة والدول المتحالفة في القتال ضد هذا التنظيم الأرهابي من جهةٍ اخرى , فأنه أمرٌ يصطدم بعلامة استفهامٍ ” على الأقل ” , فمن خلال المتابعة لمختلف وسائل الإعلام العربية , فلا أجد مبرراً موضوعياً لأن تُكثّف قناة الجزيرة من نقل وبث ونشر اخبار وكالة انباء < اعماق > الناطقة بأسم داعش وتروّج لأخبارها واكاذيبها وتزييفها للحقائق . اتركُ ” هنا ” تفسير هذا الأمر للقارئ .! , وارى أنّ هذا التقاطع الإعلامي فأنما يكاد يتقاطع مع نفسه .!