معايير المحتوى الهابط نسبية كأي معايير اجتماعية أخرى ، فأنا أرى ان الطبقة السياسية التي حكمت البلاد منذ 2003 حتى الآن ، باستثناءات نادرة ، هي محتوى هابط اضر بالمجتمع بكل تفاصيله ، فانتشرت الجريمة وساد الخطاب الطائفي الذي شرّط المجتمع طولاً وعرضاً وتمدد الفساد المالي فاصبح منضومة تتحكم بمستقبل البلاد والاجيال ..
ارى ان المسؤولين عن وضع العراق على رأس قائمة الدول الكثر فساداً في العالم هم محتوى هابط وفاسد ..
أرى ان استمرار وضع العاصمة بغداد ،وفق المعايير العالمية، كأسوا مدينة للعيش في العالم هو محتوى هابط ومدمر للحياة الانسانية بتفاصيلها ..
أرى ان انتشار المخدرات من حبوبها الى كرستالها أسوأ محتوى هابط يتجاوز سلباً كل المعايير الادبية والاجتماعية والاخلاقية في الاعراف السائدة ، وهو محتوى من نتاجات الطبقة السياسية الحاكمة ..
ارى ان تزوير الانتخابات وسرقة ارادة الناخب السياسية محتوى هابط في السياقات السياسية ..ارى ان تشريع القوانين التي تهمش وتعزل وتقصي فئات اجتماعية من التعبير عن ارادتها الانتخابية هو تشريع هابط المحتوى بالمعايير الديمقراطية العالمية ..
أرى ان الزواج المبكر وارتفاع نسب الطلاق محتوى اكثر من هابط لانه يدل على خلل اجتماعي كبير له ذيول وامتدادات اجتماعية اكثر خطورة من محتوى الرقص على منصات التواصل ..
أرى ان النائب والوزير والمسؤول الذي يستغل موقعه ومنصبه ونفوذه لتجاوز القوانين وسرقة فرص الكفاءات لصالح الجهلة والاميين من عائلته وعشيرته ، هم المحتوى الهابط الحقيقي الذي افسد البلاد وقلّص فرص تطورها في المجالات كافة ..
أرى ان الكذب على المواطن وخداعه واستغلال انتماءاته الفرعية ، الطائفية والقومية ، لتحقيق الاهداف السياسية منها و الشخصية هو محتوى هابط من الطراز الاول لانه يشطر المجتمع ويعرقل قيام الوحدة المجتمعية التي ينبغي أن تقوم على اساس المواطنة والعدالة الاجتماعية ..
أرى إن اطلاق سراح نور زهير وهيثم الجبوري محتوى هابط لانه لم يساوي بين اللصوص ، فينتج لنا هذا الاطلاق مساحة اكبر للصوص الكبار كي يسرقوا ” براحتهم ” بحماية فكرة عودة الاموال المسروقة وهي لن تعود اطلاقا الا بنسب مذّلة لاصول القوانين ..
أرى ان عدم الكشف عن المسؤولين عن قتل المئات من المحتجين محتوى بالغ الهبوط لانه يحمي القتلة ويمنع سوقهم الى سوح القضاء ..
أرى ان عدم الكشف عن المغيبين قسراً وبقاء الابرياء في السجون بعار المخبر السري محتوى هابط الى اقصى حدود الهبوط السياسي والاخلاقي والانساني ..
كل هذه النماذج من هبوط المحتوى مسؤول عنها هذه الطبقة السياسية الرثة المتنفذة التي ينبغي ان تساق الى سوح القضاء لمحاسبتها على كل هذا الهبوط والرثاثة في المستويات كافة ..
فمن يحاكم ويحاسب قادة وممثلي ومنتجي هذه المحتويات الهابطة الاكثر خطورة وتأثيراً في المجتمع من رقصات ام فهد !