بعد خلاص العراق من قبضة الفئة الهجينة والطغمة البعثية الحاقدة عام 2003 , وانبلاج انوار الحريات وانبثاق التجربة الديمقراطية وابتداء العملية السياسية الجديدة والتداول السلمي للسلطة وتكرار الانتخابات ؛ شنت الانظمة الاقليمية والدول العربية والمخابرات الدولية المشبوهة والجهات الخارجية المعادية والفئات الداخلية المنكوسة من بقايا البعث وازلام النظام وزبانية الطائفية التكفيرية ؛ حملات اعلامية شعواء ضد العراق والاغلبية والامة العراقية والتجربة الديمقراطية والعملية السياسية وعلى مختلف الاصعدة والمجالات , فجاءت تقاريرهم مخالفة للحقائق الواقعية ومجانبة للصدق والحيادية والموضوعية , وامتلأت فضائياتهم وفضاءاتهم الثقافية والسياسية ومنصاتهم ومواقعهم الاعلامية بالشائعات والدعايات والاخبار المكذوبة والتقارير المقلوبة والمعلومات المغلوطة , والاحداث المزيفة والمسرحيات المفبركة ؛ للنيل من سمعة العراق والاغلبية والامة العراقية ولإفشال التجربة الديمقراطية والعملية السياسية , ولتبييض صفحة السفاح صدام والعهد البعثي الدموي والزمن الاغبر والسنوات العجاف لحكم الفئة الهجينة والطغمة الطائفية المجرمة , واهونهم ادعى محاربة الامريكان وافشال احتلالهم ؛ الا ان الذي يكذب دعوى هؤلاء ان مسيرتهم الحاقدة استمرت حتى بعد الخروج المعلن والرسمي للقوات الامريكية وانتهاء الاحتلال رسميا .
وها هي القنوات الحاقدة ومنصات التواصل المشبوهة تروج لتقارير دولية معادية , وهذه المرة تستهدف السياحة في العراق , بعد ان شهدت تطورا ملحوظا في الاعداد وحسن الاستقبال وتوفير الخدمات والحفاوة بالسياح ؛ فقد نشرت بعض القنوات – كالبغدادية في موقعها على الفيس بوك – والمنصات خبرا مفادها : (( العراق في مراتب متأخرة بأكثر الدول أماناً للسياح لعام 2025 ؟؟!!)) .
بينما نشرت شبكة “CNN” الامريكية، يوم السبت (23 تشرين الثاني 2024)، تقريرا اكدت خلاله “ازدياد” أعداد السائحين الغربيين المتوجهين الى العراق بنسب “غير مسبوقة” منذ عام 2003 وحتى اليوم، مؤكدة ان الارتفاع الكبير في نسب السائحين الى العراق اصبح الان “ترند” لدى السياح الغربيين … ؛ وقالت الشبكة بحسب ما ترجمت ” وكالة بغداد اليوم”، إن شركات السياحة الغربية وخصوصا البريطانية ، سجلت ارتفاعا كبيرا العام الحالي بأعداد السائحين الأجانب المتوجهين الى العراق الفدرالي بعد ان كانت السياحة الغربية محصورة خلال السنوات السابقة بإقليم كردستان العراق … ؛ وتابعت: “أصبحت بغداد، الحلة وميسان بالإضافة الى البصرة، اهم الوجهات السياحية التي يزورها السائحون القادمون من دول الغرب خلال العام الحالي على الرغم من اصدار الحكومات الغربية تحذيرات مستمرة لرعاياها من السفر الى العراق بسبب الدعايات الاعلامية الحاقدة ، الامر الذي لم يعق التنامي المتسارع بأعداد السائحين المتجهين الى العراق”… ؛ وقد أكد أحد مدراء شركات السياحة البريطانية روبرت كايل للشبكة : أن التصاعد المتسارع في اعداد السائحين الغربيين الراغبين بالتوجه الى العراق دفع بشركته الى زيادة عدد الرحلات السنوية من رحلة واحدة سنويا، الى أربعة رحلات … ؛ والسي أن أن أكدت أيضا أن العراق لم يصبح فقط “ترند” لدى السائحين الأجانب بل أصبح وجهة سياحية نادرة للرحلات “النسائية حصرا”، موضحة أنه “على الرغم من ان العراق قد يبدو بلادا لا يسهل للنساء الترحال داخلها، الا ان رائدة الاعمال جانيت نيونهام من ايرلندا، اطلقت شركة ناجحة تعتمد على تنظيم رحلات سياحية الى العراق تقتصر على النساء فقط، موضحة ان رحلاتها تتضمن زيارات الى المناطق المقدسة في كربلاء والنجف”…؛ والشبكة توقعت أن يشهد العراق زيادة أكبر في اعداد السائحين الأجانب خلال العام المقبل مع مساعي الحكومة العراقية لإعلان بغداد عاصمة السياحة العربية لعام 2025، الأمر الذي شددت على أنه سيلعب دورا إيجابيا في جذب المزيد من السائحين الغربيين إلى البلاد التي قالت إن معظم الغربيين لا يعرفون حتى الان ان بإمكانهم زيارتها رسميا ضمن رحلات سياحية.
وقد كشف مستشار وزارة الثقافة والسياحة والاثار ظافر مهدي عبدالله ؛ عن دخول 9 ملايين سائح الى العراق في العام الماضي 2023… , وقال عبدالله في تصريح خاص لـ”أنا البرلمان”: إن “العام الماضي دخل العراق 9 ملاين زائر اجنبي بحسب اخر احصائية ولكن هذا العدد تضاعف خلال هذا العام”… ؛ وتابع أن “هذا العام شهد استقطاب كروبات السياحية الاوروبية بشكل كبير والان ازدادت بشكل ملحوظ”… ؛ وتابع ان “السياحة الاثرية في العراق هي شتوية في الشتاء تبدأ من الشهر العاشر الى الشهر الثالث السياحة الاثرية وخاصة السواح الذين نستقطبهم هي اوروبا و امريكا”… ؛ واشار عبدالله الى ان “الاماكن التي يقصدها السواح الاجانب مثلا الامريكان مثلا سياحة المغامرة او المغامرون يبدأ من البصرة ينزلون بالطيارة بالبصرة ومن البصرة يتحركون الى الناصرية من الناصرية الى النجف وكربلاء ومن ثم يذهبون الى بابل المدينة الاثرية ومن بغداد الى الموصل ويمرون بسامراء لما لها من اثار مهمة جدا للحضارة الاسلامية”.
بعد ان كان العراق بلدا مغلقا وخطرا وبوليسيا وقمعيا وبائسا ومحاصرا قبل العام 2003 ؛ تحول بعد عام 2003 و بفضل الجهود الوطنية والهمة العراقية العالية الى وجهة سياحية مهمة , ففي كل عام تأتي ملايين السياح للسياحة الدينية ومن مختلف دول العالم , وصدم السياح بأخلاق العراقيين وكرمهم وسخاءهم وحسن تعاملهم , لاسيما بعد البطولات الرياضية التي حصلت في البصرة وبغداد وغيرهما , فضلا عن سياحة الصيد والكشافة وسياحة الاثار التاريخية وغيرها , وضجت وسائل التواصل الاجتماعي ومواقع السوشيال ميديا والقنوات الفضائية والمنصات الاعلامية للعرب والاجانب بالإطراء على العراق والعراقيين وامتداح اخلاقهم والاشادة بكرمهم وحسن استقبالهم وضيافتهم للسياح , بل ان البعض منهم ادعى ان العراق هو البلد الوحيد في العالم الذي يدخله السائح العربي او الاجنبي وهو لا يخسر شيئا , فكل شيء هنالك بالمجان , فالعراقيون كرام الى حد السذاجة .
لا نعرف من يعد هذه التصنيفات والتقارير , وما هي المنهجية العلمية والطريقة البحثية التي اعتمدها القائمون على تلك الدراسات المفبركة والتقارير المغلوطة والتصنيفات الكاذبة ؟!
اعتقد عندما جاء الاخوان العرب والسياح الاجانب في المناسبات الرياضية والدينية تم الاهتمام بهم ووجدوا بلدا قدم لهم كل ما يحتاجون واغلبه بدون مقابل ؛ فأي معايير تعتمد في هذه التصنيفات البائسة !!!
على الرغم من ان العراق لا يسأل السائح في المطارات العراقية عن مذهبه وديانته كما يفعل الاردنيون , ولا ينصب العراقيون على السياح كما يفعل المصريون ولا يمارسون العنصرية بحقهم كما يفعل الاتراك , ولا يتعرض السياح في العراق للقتل او الخطف كما في بعض الدول , ولا يستغل السائح الديني كما هو الحال في ايران والسعودية , ولا تقيد حريات السياح في العراق كما يحصل في بعض الانظمة الدكتاتورية ,وليست رسوم الدخول الى العراق مرتفعة كما هو الحال في بعض الدول , وكل شيء فيه رخيص ومتوفر , وكل السياح والزوار يرجعون الى بلدانهم بسلام , والكثير من المناطق في بغداد وغيرها تبقى حتى وقت متأخر من الليل وتعج بالحركة والنشاط والتبضع والمطاعم … الخ ؛ ومع ذلك يدعي الاعداء بأن العراق في المراتب المتأخرة في السياحة …؟!
لأولئك الذين يرغبون بخراب هذا البلد العظيم ولا يفرحون بتطوره وتقدمه , ويشمئزون من رؤية اهله وشعبه وناسه فرحين امنين مطمئنين , وبرغبة الشعوب لزيارته والسفر اليه والتعرف على حضارته واقوامه , و الذين لا يروق لهم الأعمار والامن والامان في هذه المرحلة … ؛ لن تحقق لكم غاية ولن ترفع لكم راية وستبؤون بالفشل والعار والخزي والشنار .
وقد باءت تلك الحملات المعادية للعراق بالفشل وانكشفت حقيقة تلك القنوات والمنصات ؛ فالكثير من العراقيين الاصلاء والمواطنين الغيارى يردون على تلك الحملات والدعايات والتقارير والتصنيفات ويضحكون عليها ولا يصدقون بها , والبعض يحرجهم وامام الرأي العام قائلا لهم : هل ممكن ان تذكروا لمتابعيكم حادثة واحدة أقلقت أمن سائح اجنبي دخل العراق؟ السواح الآن يذهبون لعمق الاهوار بكل سلاسة وامن وهي مناطق نائية ومعزولة , كافي تظليل كافي دجل كافي تدليس كافي خيانة وعمالة …. ؛ وقد علقت احدى العراقيات المقيمات في اوربا قائلة : تثقون بالله وهذه حقيقه العراق به امان اكثر من الدول الأوربية والسبب كثرة المعتوهين والمرضى والمجرمين والمتعاطين والمخمورين في الشارع ؛ ولكن هذا ما يتمناه بعض الحاقدين ان يبقى العراق محاصر بالإشاعات الكاذبة ؛ العراق اجمل بلد في العالم وخسران الي ما زاره … ؛ بينما علقت احدى المواطنات قائلة : ليس لأنه غير امين ولكن بسبب دول الخليج التي تعمل بكل الطرق ان تكسر بالعراق لكي تسيطر على السياحة والبطولات الرياضية والمهرجانات ؛ فبينما يحاربون السياحة هنا من قبل عملاءهم ومرتزقتهم بحجة الدين او التقاليد ؛ نشاهد ان السعودية تقيم اكبر مهرجانات العري والرقص والخلاعة …!!
وعلق احد المواطنين قائلا : هذه المؤشرات والتصنيفات تعمل على زعزعة الامن والامان ومحاربة السياحة وتشويه سمعة العراق ؛ والا لم نسمع او نشاهد اي حالة غير امنة او مزعزعة للأمن تمس السياح او الوفود او الزوار ؛ بل على العكس تماما ؛ فها هم يتجولون ويتبضعون بكل مكان وبكل اريحية مع ترحاب الناس بهم وعدم مضايقتهم او التضييق على حرياتهم .
حتى بعض العرب صاروا واعين بحقيقة هذه التقارير والقنوات والمنصات , فها هو احد المتابعين العرب يرد على منصة قناة البغدادية في الفيس بوك ؛ قائلا : العراق افضل بلد عربي , والسياحة حلوة في الشتاء والخريف والربيع مثل أي بلد خليجي… , وحاله حال اي بلد في العالم في مناطق اغنياء ومناطق فقراء وعشوائيات طبيعي جدا في اي بلد عربي …, وبلد شعبه مضياف ومساعد ويحب الغريب وصاحب ملقى ونخوجي …, وبلد خير والعز والكرامة مبين على الفقير والغني …, واحلى شيء ما يستغل السواح والغريب … ,كل قواعد السياحة الصحيحة فيه …, مع العلم انه الظروف والويلات التي مر فيها العراق لو مرت فيه دول اخرى كان انتهت من الوجود… , والبلد الي متعدد الطائفيات والاديان ومتعايشين مع بعض منذ الأزل ولا زالوا متحابين ودمهم واحد في كل الظروف … ؛ فهو افضل بلد للسياحة والتعايش والسلم والسلام…, الله يبارك بالعراق واهله ويحميه من كل شر … .
وعلقت احدى العراقيات قائلة : والله كل تصنيفاتهم مريبة ومقصودة ليش سمعوا سائح جاء الى العراق ونسرق لو اختطف لو انقتل بل بالعكس مراح السائح يشوف غير الكرم والترحاب وحسن الضيافة …؛ كل دول العالم بيها حوادث تصير عل السواح واخر ما سمعنا مثلا ما صار في جنوب افريقيا من حوادث سرقه … ؛ وعلق احدهم قائلا : هذا التقرير سخيف وغير معقول ولا يمكن الأخذ به وقد كتب من أناس لم تطأ ارجلهم ارض العراق فهل من المعقول ان يكون العراق غير أمين ويزوره خمسة ملايين سنويا في الزيارات الدينية ؟؟ هل من المعقول ان يكون غير أمين للسواح وهو يحتل المرتبة واحد وستين عالميا من ناحية الأمان واربيل عاصمة كردستان اكثر المدن السياحية عالميا امانا يعني هناك ٤٣ دوله أوربية وكندا واليابان وكوريا وإندونيسيا والمالديف وماليزيا وأستراليا ونيوزلندا ودول الخليج واحنا بعدها بالأمان حسب تقارير الأمم المتحدة يعني احنا افضل من مصر والمكسيك والأرجنتين والهند والصين وكل دول أفريقيا واسيا لو هذوله الأدبسزيه صح لو الأمم المتحدة وتقاريرها صح ؟!
نعم يحاول العملاء والاعداء جاهدين تطبيق نظرية اكذب ثم اكذب ثم اكذب حتى يصدقك الأخرين ، متناسين ان للكذب نهاية حتمية ستنفضح في يوم من الأيام ، كما انه لم يعد مقبولاً لدى الشخص البسيط قبل المدرك أن يصدق تلك الأكاذيب ، حيث يعرف معظم ابناء الشعب بمختلف مستوياتهم الحقيقة التي يحاولون طمسها وتشويهها ، من خلال اختلاق تقارير غير واقعية تعشعش في عقولهم المريضة فقط ودوائرهم الظلامية الحاقدة , لم تعد اكاذيبكم تنطلي على العرب والاجانب فضلا عن العراقيين ؛ فكفاكم كذبا ودجلا و زورا .