23 ديسمبر، 2024 12:34 ص

تفككت الخطة الماكرة للولايات المتحدة والغرب بتمزيق زيلينسكي أقنعتهم

تفككت الخطة الماكرة للولايات المتحدة والغرب بتمزيق زيلينسكي أقنعتهم

رئيس الأوكراني زيلينسكي يعلن صراحة أنه قد تم التضحية به من قبل الغرب وأمريكا من أجل مصالح الدول الغربية وحلف الناتو من خلال رسم الحدود الجديدة في جميع أنحاء بلاده ؛ الولايات المتحدة والغرب ، عاجزين الان بالرد على اتهامات فولوديمير زيلينسكي لهم ، لذلك تواجه الوضع الدولي الحالي حالة خطيرة من انعدام الأمن الدولي.

كلما طالت أمد الحرب في أوكرانيا ، تكون “المستنقع الأوكراني” أعمق. حتى الآن ، هناك دولتان تتصرعان في هذا “المستنقع” روسيا وأوكرانيا.

 

يقوم الآخرون الامريكان والغرب ومعهم حلف الناتو ببساطة بمراقبة أعمالهم ومراجعتها ، مما يزيد من عمق وضراوة هذا “المستنقع.

في الواقع ، هذا الامر ليس مفاجئًا للجميع لان اوروبا والولايات المتحدة كانوا قبل نشوء الازمة يحشدون ويستفزون الطرفين المتصارعين على كافة الاصعدة لايقاع بهم في هذا المستنقع .لأن هذا “المستنقع” أكثر فائدة للولايات المتحدة والغرب من الدول المتصارعة – أوكرانيا وروسيا.

 

لذلك ، خلقت الولايات المتحدة والغرب بشكل منهجي “مستنقع حرب في أوروبا الشرقية” من أجل مصالحهم على المدى القريب والبعيد لتفكيك روسيا جغرافيا وعسكريا واقتصاديا.

طبعا في هذه الخطة الغربية، كانت قد مُنحت لأوكرانيا دور “الضحية” في هذه المسرحية الغربية الامريكية ، ومُنحت لروسيا دور- “العدو المطارد.

لقد وقعت أوكرانيا وروسيا بالفعل في هذا “الفخ الماكر” للغرب والامريكان.

لكن من الواضح أن أوكرانيا وروسيا اللتين وقعتا في هذا “الفخ” ليست لديهما فرصة للخروج منها الان بأقل الخسائر في ظل الحرب الدائرة الان.

 

الولايات المتحدة والغرب بعيدون كل البعد بمنحهم مثل هذه الفرصة مع الاسف ،حتى لو أرادوا الاستفادة من الفرص ودعوات السلام الممنوحة لهم قبل بعض الدول وخاصة تركيا الوسيط المحادي للطرفين بين روسيا وأوكرانيا . لأن الولايات المتحدة والغرب لم يحققا أهدافهما بالكامل بعد من خلال خططهما الخبيثة الماكرة.

 

بعبارة أخرى ، يهدف مؤلفو هذا السيناريو إلى إبقاء البلدين التي ستمزقها الحرب – أوكرانيا وروسيا – في “مستنقع الحرب” لفترة طويلة من اجل استنزاف كافة المقدرات الاقتصادية والبشرية والجيوسياسية للبلدين.

لكن كييف الرسمية سئمت من وضعها الحالي “ضحية كبش الفداء ” الذي رسمته الولايات المتحدة والغرب لأوكرانيا الان يحاول زيلينسكي التخلص من هذه اللعبة القذرة والماكرة.على الاغلب،لم يدرك أن هذا لن يكون ممكنًا.

 

لهذا السبب تحاول الولايات المتحدة والغرب عدم الانجرار و الدخول بشكل مباشر في “مستنقع الحرب” بقدر الإمكان.

بعبارات أخرى، يطالب كييف بكل جدية أن تكون الولايات المتحدة والغرب مسؤولين بشكل مباشر عما حدث ويحدث في “مستنقع الحرب” الذي أوجدته دوائر استخباراتهم من أجل مصالح دولهم فقط.

ومن المثير للاهتمام أن التصريحات الأخيرة للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي تشير إلى اتهامات بشكل كبير موازي لروسيا والولايات المتحدة والغرب دون اية استثناء لجميع الأطراف المتصارعة والمتفرجة لتلك الصراع.

وشدد زيلينسكي على أنه بعد أن أدرك أن الغرب والامريكان ومن خلغهم حلف الناتو غير مستعد لقبول أوكرانيا في صفوفه ، فإنه غير مهتم بالموضوع وذلك لان الناتو يخشى التناقضات والمواجهة مع روسيا.

 

ومع ذلك ، شدد زيلينسكي على أن أوكرانيا لن تكون دولة تركع وتتوسل للحصول على عضوية حلف الناتو.

تظهر هذه التصريحات للرئيس الاوكراني بوضوح أن الولايات المتحدة والغرب يجران أوكرانيا إلى حرب ضد روسيا بوعود مختلفة. في الوقت نفسه ، من الواضح أن الولايات المتحدة والغرب لم يفيا بوعودهما لأوكرانيا وتراجعوا تدريجياً ، تاركين كييف الرسمية وشأنها في مواجهة الزحف الروسي.

 

الرئيس فولوديمير زيلينسكي يحث الولايات المتحدة ودول الناتو على إغلاق الأجواء الأوكرانية أمام الطائرات الحربية الروسية التي تقصف المدن والبلدات الأوكرانية.

ومع ذلك ، يحاول الناتو تجنب هذا المطلب ، مشيرًا إلى انه سيكون بذلك طرف في هذا الحرب والدخول بشكل مباشر في الحرب مع روسيا.يصف الرئيس الأوكراني سلوك الولايات المتحدة والغرب بالخوف والجبن وعدم الايفاء بالوعود .وإذا لم يستمع القادة الغربيون لمطالب أوكرانيا ، فإنهم سوف يلجأون إلى الشعب الأوكراني للدفاع عن بلدهم.

 

الرئيس فولوديمير زيلينسكي اتهم الدول الغربية بعدم محاولة وقف الحرب ضد أوكرانيا واعتبر الوضع الحالي إبادة جماعية للشعب الاوكراني المطالب لحريته واستقلاليته. وتابع زيلينسكي بقوله، بأنهم سيواصلون التشاور مع شركائنا وأصدقائنا .ومع ذلك،هناك أمور لا يمكن حلها من خلال المفاوضات وحدها.الإنسانية يجب أن تفوز أولاً وقبل كل شيء.

على ما يبدو من خلال تصريحات ، يتهم رئيس أوكرانيا الدول الغربية ليس فقط بالجبن والخوف، ولكن أيضًا بالتصرف تحت تأثير المصالح الخاصة لبلدانهم فقط.

 

قد تكون هذه أكبر ضربة للسمعة الدولية للولايات المتحدة والغرب.لأن اتهامات رئيس أوكرانيا ستؤخذ بعين الاعتبار من قبل الدول التي ستكون شريكة للولايات المتحدة والغرب في المستقبل القريب.

على أي حال ، الرئيس فولوديمير زيلينسكي ،قال إنه يتم ترسيم الحدود مع أوكرانيا ، التي تمر الآن بمرحلة مهمة في تاريخها.

ومن المثير للاهتمام أن الرئيس الأوكراني زيلينسكي لا يخفي حقيقة أن آماله في الحصول على دعم الكامل المطلوب من الولايات المتحدة والغرب على وشك الانهيار والانتهاء .لذلك ، يلمح المسؤولون إلى أن كييف ستبحث عن بدائل لإخراج أوكرانيا من هذا المستنقع الصعب.

 

يقول زيلينسكي “الأشخاص الذين انتخبوني رئيسا ليسوا مستعدين للاستسلام والتنازلات والإنذارات من أية طرف كانت.لكن يمكننا مناقشة مستقبل شبه جزيرة القرم ودونباس.

في النهاية نجد إن الغرب كان قد تراجع واكتفى بمشاهدة جرائم ديكتاتور بشار الاسد بمساعدة حلفائه ضد الانسانية في سوريا، لا يجب أن يفعل الشيء نفسه في أوكرانيا أيضا ، وحان الوقت للولايات المتحدة وحلفائها لإظهار قوتهم في مواجهة التحديات الدولية لاحلال السلم الأهلي في كل مكان . مازالت الأزمة السورية مستمرة دون ايجاد حلول جوهرية لمطالب الشعب السوري بالحرية والكرامة ولكن الظاهر لا أحد يلاحظها على المدى القريب . في ظل الظروف الحالية في أوكرانيا، هناك دروس يمكن للغرب بل ويجب عليه أن يتعلمها من الوضع في سوريا.

 

منذ أن أزالت الأمم المتحدة مخزون سوريا المعلن من الأسلحة الكيماوية في عام 2014، واصل المجرم بشار الأسد قصف المستشفيات والمدارس، وحرق القرى على الأرض على غرار العصور الوسطى.وأصبحت سوريا اليوم دولة تابعة لجهات الداعمة للنظام في كل شيء ما عدا الاسم، والأسد هو دكتاتور دمية يتحرك بخيوط داعميه الدوليين.

 

إن الحلفاء الغربيين استبعدوا إرسال قوات قتالية إلى أوكرانيا بحجة أنها ليست ضمن حلف الناتو. وبدلاً من ذلك، أرسلوا أسلحة مثل أنظمة الصواريخ المضادة للدبابات والأسلحة غير الفتاكة مثل الخوذات وأشكال أخرى من المساعدات والدعم المالي. وعززوا قواتهم في الجناح الشرق لحلف الناتو وسط مخاوف من احتمال تعرض دول البلطيق ودول أخرى لتهديد من روسيا.

أن البلدان الأقرب إلى منطقة الأزمة الروسية الاوكرانية، إستونيا ولاتفيا وليتوانيا وبولندا، ورومانيا طلبت بتطبيق المادة 4 من المعاهدة التأسيسية للناتو، والتي يمكن إطلاقها عندما “تتعرض سلامة أراضي أو استقلال أو أمن أي من أعضاء الناتو للتهديد.