18 ديسمبر، 2024 8:03 م

تفسيراتٌ ما لزيارة ” قرداحي ” الى العراق

تفسيراتٌ ما لزيارة ” قرداحي ” الى العراق

كان قد جرى الإعلان عن زيارة السيد جورج قرداحي الى العراق منذ نحوِ اسبوع , بغية زيارة معرض بغداد الدولي للكتاب , وكان الأمر طبيعياً ولم يجرِ تسليط الكثير من الأضواء عليه , بجانب ما كان له من ارتياح جماهيري , نظراً لما يتمتع به السيد قرداحي من كاريزما وشهرة , وقد تضاعف ذلك إثر تعيينه وزيراً للإعلام < حتى تفجرّت ازمة دبلوماسية حول تصريحه عن حرب اليمن , والتي اضطرّته لتقديم استقالته > ولسنا بصدد اعادة فتح هذا الملف المغلق .

 بموازاة ذلك كانت قد إتّقدت إشارةٌ حمراءٌ اوليّة تحاكي غموضاً ما  ” لبعضٍ من الوسط الصحفي ” , بدأت بملاحظة أنّها الزيارة الأولى لقرداحي لهذا المعرض السنوي في العراق , بينما تقام معارض مماثلة في بعض العواصم العربية , واشهرها معرض القاهرة للكتاب , وهنا جرى وضع Mini question mark – علامة استفهامٍ صغيرة الحجم أمام هذه الزيارة , حتى تتبيّن ملامحها وقسماتها الأخرى , حيث الزيارة مستمرة ولم تنتهِ برامجها .

ثمّ انبثقت ملاحظةٌ اخرى مثيرة للإندهاش ” الى حدً ما ” ومصحوبةً ببعض الإبهام عن زيارة قرداحي الى المراقد الدينية المقدسة في كربلاء والنجف , وعرضتها السوشيال ميديا , ولعلّ ابرز ما فيها أنّ الوزير اللبناني السابق هو من قوم عيسى ! , وما علاقة ذلك بزيارة مراكز ” شيعية ” دون سواها .! , حيث تولّد انطباعٌ سيكولوجي أنّ هذه الزيارة قد تمّت وجرت بدعوةٍ من بعض قادة احزاب الإسلامي .!

هذا الإنطباع السيكولوجي وكأنّه انفجر ” كمياً ونوعياً ” وبدرجة المليون < تيمُّناً ببرنامج من سيربح المليون > حين عرضت بعض من وسائل التواصل الإجتماعي صورةً خاصة للقاءٍ مشترك بين السيد هادي العامري ” قائد فيلق بدر ورئيس كتلة الفتح المنضوية في ائتلاف دولة القانون – المالكي – وبين قرداحي , وكتبوا عن هذا الإجتماع او اللقاء لإستعراض الأوضاع السياسية في لبنان والعراق وشؤون المنطقة .! , وهنا ايضاً كادَ أن يتجذّر الإنطباع بأنّ جماعة الإسلام السياسي المتطرّفة هي مَن تقف وراء دعوة قرداحي لزيارة العراق .! وقد تعزّزَ او عزّزوا ذلك بترتيب زيارةٍ للوزير الزائر الى مستشفىً حديث لمعالجة الأورام السرطانية في كربلاء , وقد جرى تعميم ونشر فيديو بالصوت والصورة لهذه الزيارة , وكأنّ السيد جورج كانَ وزيراً للصحة في لبنان او مندوباً عن منظمة الصحة العالمية او حتى منظمة الصليب الأحمر او الأخضر .!

المفاجأة الأخرى والكبرى أنّ السيد قرداحي وبما يمتاز به من لباقةٍ وصراحةٍ مدروسةٍ وجرأةٍ في الكلام , وفي لقاءٍ متلفز مع قناة  newsi العراقية – المحلية قد وجّه نقداً مفصّلاً ” للإطار التنسيقي ” وللكتل المنضوية تحت جناحيه , وذلك عبر نقده الواضح لعدم امكانية نجاح مشاركة ما يسمى ” بالتوافقية مع الأغلبية الفائزة في الحكم ” اي التيار الصدري , وهذا محال حسب قوله , فإمّا معارضة او تشكيل الحكومة من الكتلة الفائزة , واستحالة مشاركة الأثنتين في ممارسة السلطة التنفيذية الحاكمة , وهذا مبدأ متّفقٌ عليه بالإجماع والتزكية في عملية الإنتخابات الديمقراطية في دول العالم , وبيّن الوزير اللبناني مدى التشابه السياسي المضطرب القائم بين لبنان والعراق , والذي يشكّل أساس وأُسّ المعضلة . وكان حديثه دقيقاً وموضوعياً وسيحظى بتأييدٍ جماهيريٍ واسع النطاق , وسيحظى ايضاً بتفاعلاتٍ إعلاميةٍ اوسع .

لكنّما ومن زاويةٍ إعلاميةٍ خاصّة , فمن المتوقّع حدوث وإحداث مداخلات وتداعيات من بعض الأطراف السياسية المشخّصة , للحديث الجريء الذي ادلى به السيد الوزير الضيف .

والى ذلك , كذلك فنُرشّح جداً أن تستثمر او تستغل ” او كلاهما ” بعض القنوات الفضائية المحلية لإجراء لقاءاتٍ اخرى مع السيد قرداحي , وربما ستتضمّن تفاصيلاً اوسع عمّا تحدّث به < ويعتمد ذلك على محاوري تلكم الفضائيات > , ولا نستبعد ايضاً إجراء لقاءٍ مع مسؤولي وزارة الثقافة العراقية , ولعلّ هذه الزيارة الميمونة ستطول اكثر قليلاً , وإنّما بعيداً عن الإعتبارات الدينية التي افتتحتها ” ربما ” .!