لايخفى على كل متابع ما يحل اليوم وقديمًا ًفي أمة الإسلام بسبب الفكر الغير منضبط من بعض الجماعات المحسوبة على الإسلام، والتي تنتمي ظلما وبهتاناً وزورا له !!, وما نمر به اليوم من ضياع لحقوقنا المسلوبة من قبل أعدائنا يجعلنا نعيد النظر في تأريخنا ومواقف أسلافنا لنميز من زرع هذا التناحر والفرقة وماذا يُراد به وهل يخدم الإسلام والمسلمين وهل يخدم طائفة من طوائفهم , أم انه قطعًا يخدم أعداء الإسلام الذين يروجون لتلك الفتن والتفرقة من خلال زرع العملاء وضعيفي النفوس في قلب جسد الأمة ، وتدليس الحقائق على المسلمين من خلال وضع الروايات الخبيثة والإسرائيلة التي أتى بها كعب الأحبار وغيره لتكون منهجٌ يسيرون عليه ، ويتركون منهج الرسول وأهل بيته وأصحابه الواضح وضوح الشمس في رابعة النهار والذي يدعوا للمحبة والتسامح والأخلاق والرحمة والمجادلة بالحسنى والعفو ورص الصفوف ضد أعداء الإسلام والإنسانية وجعل العمل والنية لله وحده والتوجه لقضيانا المحورية الكبرى أمثال القدس وثرواتنا المسلوبة وبلداننا وتربية مجتمعاتنا على الإسلام المحمدي الأصيل الصحيح .
فعند البحث والتقصي في كتب التأريخ نجد أن السبب الرئيس ومنه تنطلق الأسباب والتفرقة هو الفكر الأموي منذ الوهلة الأولى ومعارضته لدعوة الرسول الأكرم من أبو جهل وأبو سفيان ، حتى تسلم السلطة معاوية والى يومنا هذا تجد أن هذا الفكر المنحرف هو السائد والذي مزج بين أفكار ابن تيمية ومن تبعه من السذج الجهال الرعاع , فتراهم يزرعون الفتن بين المسلمين ، فيكفّرون الأشعري والشافي والمالكي والحنبلي والجعفري والصوفي , وبنفس الوتيرة يتداخلون في ما بينهم ليحقنوا أفكارهم الخبيثة بين الطوائف بحجة الانتماء لتلك الطوائف التي ابتلت بهم وبمن تبعهم من الناعقين خلفهم دون رشد أو عقل !!
وما جاء على لسان أحد المحققين العراقيين الذي تصدى للفكر الإرهابي فكريًا بمحاضرات قيمة جاء في واحدة منها :
قال المحقق في موضع معين من محاضرته :
((…هدف الخوارج في كل زمان هو العشوائية، والهرج والمرج، والحيص بيص، والفتن، فلا يعيشون إلا ضمن هذه الأجواء، ويخدمهم هذا الصحابي الذي يحارب ذاك الصحابي، والصحابي الذي يلعن ويكفّر الصحابي الآخر، والكلام نفسه مع أتباع هذا الصحابي وذاك الصحابي، فيطرحون الشيعة (الروافض) والصوفية والمرجئة والجهمية وغيرهم، ويضعونهم جميعًا في خانة الارتداد والكفر، وتحصل الفتن وتباح الدماء.)) انتهى كلام المحقق المرجع.
أخيرا نقول :
وبعد انكشاف الأفكار الدخيلة على الإسلام من قتل وذبح وإرهاب , وبفضل علمائنا العاملين في سوح العلم والمجادلة بالحسنى , علينا توحيد صفوفنا ولا نكون فِرَقَاً قِدَدا ، لان بوحدتنا نهزم أعدائنا ونسترجع حقوقنا ونسيطر على قضايانا , وبدون الوحدة فلا حكام ولا دول ولا قدس ولا مقدسات , يبقى التناحر ويبقى الضياع !!
اللّهم اشهد إنا قد بلّغنا هل من متعظ ؟.