لا شك ان ما حصل في الكرادة ليلة 2/7/2016 من حادث ارهابي مروع طال حياة المئات من العراقيين المدنين الابرياء يمثل التفجير الاعنف والأشد منذ 2003 ولحد اليوم , حتى ان الوسائل الاعلامية في العالم اطلقت عليه تسمية هيروشيما الكرادة , وما يستوقفنا ازاء هذا الحادث الاجرامي هو كيفية الانفجار ونوعية المادة المستخدمة فيه والتي تباينت الاراء ووجهات النظر حولها فمنهم من يقول هي عبارة عن قنابل حارقة او غاز النابالم , واخرون يرون هي عبارة عن زرع قنابل حارقة داخل البنايات تحتوي مادة c4 والامونيا , او قنبله نيترونيه مصغره مع خليط الفوسفور والتي استخدمها الامريكان في معركة المطار عام 2003 ضد الجيش العراقي .. بعضهم قال انها قنبلة فراغية غيمية تتحول المادة الصلبة فيها الى غاز او رذاذ سائل يمتص الاوكسجين وتنتج عنها كرة نارية هائلة عند التفجير, تبلغ حرارتها نحو ثلاثة ألاف درجة مئوية , فتصهر الحديد والبشر وتدمر اهدافها على سطح الارض واسفلها دون ان تحدث حفر او فجوات.
راي اخر يرجح الا ان الارهابين استخدوا مواد مشعة من خزين اختفي في مدينة البصرة من العام الماضي حيث ممكن ان يصنع من هذه المواد قنبلة ذرية صغيرة … الامر الغريب والمستغرب ان الحكومة لم تهتم بهذا الحادث الخطير وكالعادة سجلت حادثة التفجير ضد ارهابي مجهول ليس له دين ومذهب وهوية , ولكن في هذه المرة كان الاولى بالحكومة أن تستقدم فريقا دوليا متخصصا في التفجيرات وأن تحتفظ بأثار الدلالة كما هي حتى يتعرف المحققون الى نوع التفجير والمواد المستخدمة فيه … نعم الاستعانة بالخبرة الدولية هو الحل الصحيح والذي يتجاهل هذا فهو اما غبي او عنده اجندة مع داعش وارتباط لمساعدتها في قتل اكبر عدد من العراقيين الابرياء , فالتفجير غير تقليدي وغير معروف المعالم وقد يتكرر الفعل في مكان اخر وبعملية اكبر لابادة ناس اكثر , فهل تعي حكومتنا هكذا خطورة ؟! على اقل تقدير لمقاضاة الدول والجهات والاشخاص الداعمين للارهاب .
ان من غرابة هذا الانفجار والاعتقاد الجازم انه استخدم فيه سلاح ينتمي الى عائلة اسلحة الدمار هو ان 177 جثة تفحمت وتحتاج 45 يوما للتعرف عليها من خلال DNA وهناك 115 جثة سلمت لذويها في اخر احصائية صرحت بها وزيرة الصحة , ولازال اناس فقدوا في مكان الانفجار وربما ذابوا ولم يتركوا خلفهم من اثر فحتى مستمسكاتهم الرسمية ومقتناياتهم الشخصية احترقت بفعل الحرارة العالية .