8 أبريل، 2024 8:02 ص
Search
Close this search box.

تفجير الكرادة .. قنبلة فراغية

Facebook
Twitter
LinkedIn

كان الاجدر بحكومة حيدر العبادي , وعند وقوع هكذا تفجير دموي , أن يستقدم فريقا دوليا متخصصا في تفجير القنابل الفراغية , وأن يبقي أثار الدلالة كما هي , حتى يصل المحققون الى نتائج صحيحة في تحميل طرف بعينه , أو معرفة الدولة التي صنعت هكذا قنابل محرمة دوليا .. لان تفجير الكرادة , أكبر من تنظيم الدولة ( داعش الارهابي ) .. والتفجير الذي حصل في الكرادة , هو عبارة عن قنبلة فراغية , صنعت أما في أسرائيل أو أمريكا أو روسيا .. وهذه تقوم بأفراغ الهدف من الهواء , حيث تمتص عند أنفجارها الاوكسجين الموجود في محيط الانفجار ..
تحدث القنبلة الفراغية عند أنفجارها , ( وكما حدث في تفجير الكرادة ) , غيمة تفجيرية تنتج عنها كرة نارية هائلة , وتفريغ كبير في الضغط , وتبلغ الحرارة الناتجة عن عملية التفجير نحو ثلاثة ألاف درجة مئوية , فتكون بذلك ضعف الحرارة الناتجة عن القنابل التقليدية الاعتيادية ( بمعنى أنصهار البشر والحديد مباشرة ) , ولا يقتصر التدمير في المنطقة المستهدفة على واجهات المباني أو السطوح , بل أن الاجزاء الخلفية من كل ما هو موجود يصيبها الدمار أيضا , وحتى الاهداف التي توجد تحت الارض كالمخابئ والمخازن والانفاق , فأنها تصاب بالدمار ..
ولان المحيط المستهدف يفرغ ما فيه من الاوكسجين , وبسبب أرتفاع درجة الحرارة المتولدة عن الانفجار يهلك جميع الاحياء أختناقا وأحتراقا وتزول المباني أنهيارا وأنهداما .. وهذه القنابل , لا تخلف حفرا أو فجوات أرضية , مثل السيارات المفخخة أو الصواريخ ..
وأخر حصيلة لتفجير الكرادة , وحسب المعلومات الواردة من أهالي المنطقة المنكوبة , تفيد بأن أكثر من 250 شهيدا و210 مصابا , وأكثر من 81 شخصا , لا زالوا في عداد المفقودين ..
وقد أستخدمت أمريكا القنابل الفراغية في حربها على أفغانستان منتصف تسعينيات القرن الماضي .. وهي محرمة دولية , مثلها , مثل الفسفورية والنابالم والقنابل الانشطارية والعنقودية.
وتحتوي القنبلة الفراغية على ذخيرة من وقود صلب يحترق بسرعة عالية ويتحول الى غاز أو سائل رذاذي ملتهب يمتص الاوكسجين , فيهجم الضغط الجوي من جميع الجهات ليعوض الاوكسجين المنعدم وهذا ما حصل بالضبط في تفجير الكرادة .. وما خفي كان أعظم ……..

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب