حينما يتبنى تنظيم داعش مسؤلية التفجير الأخير في الكرادة الذي جاء ردة فعلٍ لإنتصارات القوات الأمنية والحشد في الفلوجة ، على رغم الانتصار عليهم ،فقد حقق التنظيم مكسباً عند ذلك تفرح به تلك الدول التي تريد القتل والدمار لهذا الشعب المظلوم ، ففي شهر الله ليلاً وعند اكتضاظ الناس وتسوقهم لشراء ملابس العيد حدث ما حدث ، فأيُّ عيد هذا وباي حال عاد علينا ونحن بعدُ لم نُحرِّك ساكنا ، وهم يقتلوننا بالجملة ، اكثر من (200) شهيد بين نساء واطفال ،شباب ،شيوخ ،رجال أمن وأكثر من (200) جريح ، والأكثر لسان حالهم اقتلوهم ولا تبقوا لأهل هذا البلد باقية ،عندما صار يصل اليه القتل والتفجير صورة وصوت الى بَيتِ كلٍّ منا حتى غدونا لا ندري اي تفجر هذا ؟، لتلك السنه ام لهذه السنة؟، ما لنا كيف نحكم ؟ الا نعلم إننا نحكم على أنفسنا بالقتل والارهاب والخوف؟!؛ فبتنا نخاف ان نذهب الى السوق خشية ان يقع ما رأيناه في اعلامنا الذي صار سلطة لكل من هب ودب، فديوات وصور تملئ صفحات التواصل اللاإجتماعي فئات المجتمع كبيرهم وصغيرهم يعرفون أولاً بأول هنا وهناك .
علينا ان نتامل قبل ان ننقل المعلومة والخبر وان لا نكون حطباً للنار بل علينا ان نطفئ بما اوتينا من قوة ، وان نحذر من الفاسقين والداعشيين واصحاب الفتن كما بين لنا الله تعالى في كتابه الذي هوتبيان لكل شي : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ) الحجرات[6]، علينا ان نتثبت ونتريض قبل نقل الخبر ونعيد حسابتنا كي لا نصيب شعبنا واهلنا بجهالةٍ وقتلٍ لنفوسهم ،ونعكر صفو أيامهم وأعيادهم ،ونصبح معينون لإولائك الذي يقرعون كؤوس نخبهم كي يعيدوا الكرة من الجديد ، فالمؤمن لا يلدغ من جحرٍ مرتين، فحربنا اليوم هذه إعلامية اكثر مما هي عسكرية .
فعلينا ان لا ننشر تلك الصور بين اهلنا وأصدقائنا الا اذا علمنا ان هذه الصور ستكون دافعاً قويا ومواساةً حقيقة لعوائل الضحايا فردُّنا لم يكن على الأعداء قاسيا مدويا كإن يكن مثلا :
١. البدء بتحرير الموصل وقصف مقراتهم .
٢. إعدام كل من ثبت تورطه في دم الشعب العراقي.
٣. البدء بإصلاحات ومعاهدات وصلح مع الدول المجاورة ، فلا يمكن ان نسلم من الاٍرهاب والاعداء تحيط بنا .
٤. تفعيل القوانين المعطلة في مجلس النواب .
٥.تغيير بعض فقرات الدستور والغاء المحاصصة .
٦.الغاء مجالس المحافظة الذي هو مقدمة واداة لبقاء الفاسدين في الدولة.
علينا ان نعرف عدونا ماذا يريد ؟ .
لا شك ولا ريب ان التفجير فعل بنا وأثكلنا ، وما اجمل شعبنا الذي جعل عيده مواساةً ودموعاً لعوائل الشهداء فمن لم يهتم بامور المسلمين فليس بمسلم كما جاء عن رسول الله (ص) ، ولكن علينا أيضاً ان نتعاون ويكون ردنا اكثر قوة وصبر؛ لان المصيبة وقعت على الشعب فعلى كل السياسيين ان يعيدوا حساباتهم وان يبتعدوا عن خطابهم السقيم وان يعالجوه بتمسكهم بحبل الله ، الذي هو الوقوف مع هذا الشعب المظلوم جميعا وعدم التفرق، ووضع مصلحة البلد والخلاص من الأزمات ومنها المفخخات والاحزمة الناسفه في مدننا ، ومعرفة من اين تأتي ،ومن الذي يصنعها ولماذا لم نسيطر عليها بعد ، وبأي شيء سيطرت تلك الدول على هكذا اعمال ارهابيه ، وهل هي بكثرة السيطرات والحواجز الكونكريتيه؟، فكلاهما تربك الشارع والقوات الأمنية . علينا ان نعيد منظومتنا الأمنية ونضع عنها أغلالها التي كبلتها كل تلك السنين، لممارسة عملها دون كلل او ملل حتى لا ينعكس على المواطن في الشارع وعند ذلك ينعدم التعاون فيحدث ما لا نتمناه لمن مثلنا في إنسانيتنا فكيف بإبن البلد.