حدثان في العراق حظيا باهتمام دولي كبير قلما تحظا به احداث أخرى: الأول تحرير الفلوجة وما رافقه من تغطية إعلامية متميزة، وتوجيه تهاني للجيش العراقي من رؤساء دول عديدة لإنجازه هذه المهمة، والحدث الثاني هو تفجير الكرادة المروع الذي حاول الإعلام الحكومي في البدء حجب بعض الحقائق عن المواطنين لكن الإعلام الشعبي تمكن من إيصال الحقيقة إليهم بتفاصيل دقيقة تجاهلها الإعلام الحكومي.
الحدث الثاني ليس سهلا ولا أعتقد أنه سيمر مرور الكرام من دون مساءلة الجهات الأمنية المعنية بالجانب الاستخباري في بغداد، كيف كان التفجير؟ وكيف تم الترتيب له؟ ومن يقف خلفه؟ وكيف أُدخلت السيارة المفخخة؟ وأين تم تفخيخها ؟ كما يتوارد تساؤل مشروع، كيف عرف المسؤول الأمني الوجهة التي جاءت منها السيارة المفخخة حين كشف عن ذلك عن طريق وسائل الإعلام ؟
كما تواردت معلومات عن إطفاء متعمد لمولدات المجمع التجاري قبل التفجير الإرهابي بلحظات، فضلا عن غلق سطوح البنايات بطريقة محكمة، ولو صح هذا فعلى الأجهزة الأمنية التحقق من هويات العاملين في المجمع ومعرفة عدد الذين تغيبوا ذلك اليوم ومعرفة أسباب عدم حضورهم للعمل، أو الوقت الذي به غادروا البناية فربما يكون لبعضهم يد في وضع مواد حارقة ومتفجرات في أركان المجمع التجاري لغرض ايقاع أكبر قدر ممكن من الخسائر بالمواطنين.
الشيء الآخر معرفة الطريق الذي سلكته هذه السيارة قبل وصولها إلى المجمع بواسطة الكاميرات المنتشرة في شوارع بغداد فربما تم تفخيخها داخل الكرادة في اوكار غابت عن عيون الأجهزة الأمنية ممكن تكشف لنا عن أسرار غير متوقعة عن أيادي وسخة خفية تعبث بأمن الأبرياء، وتكون منطلق لعمليات قذرة مستقبلاً.
كما نتمنى على الجهات الأمنية تدقيق هويات العاملين في المتاجر التي يرتادها عدد كبير من الزبائن، فربما تجد بينهم من يعمل بصمت لقوى الإرهاب أو أنه خلية نائمة تختفي وراءها الكثير من الأسرار.