19 ديسمبر، 2024 12:43 ص

تفجير الكرادة .. أكبر من خبرائنا

تفجير الكرادة .. أكبر من خبرائنا

أعاود الكرة ثانية , وأقول أن التنظيم الارهابي ( داعش ) , أستخدم مكونات القنبلة الفراغية , وبضعة أكياس من مادة السي فور الشديدة الاشتعال في تفجير الكرادة , ليحدث أكبر ضررا .. ولا أبغي التشكيك في جهود الخبراء , ولكن كل الشعب العراقي يعرف قدرات داعش الاجرامية ..
نعم , التنظيم الارهابي , من أوصل السيارة الى مكان الانفجار , ألا أن المواد المستخدمة في التفجير , حقيقة أكبر من حجم داعش البدائي ..ومصانع الارهاب المتخلفة في الفلوجة , لهي خير دليل على بدائية التنظيم في صنع متفجرات وعبوات ومقذوفات بطعم الكلور..
فخبراء المتفجرات في العراق , أثبتوا أن نترات الامونيوم مع السي فور , أحدثت هذا الخراب مع تفحم وتمزق الجثامين , ألا أن الواقع يقول , أن الحرارة الصادرة من مزج هاتين المادتين , تبلغ أقل من ألف درجة مئوية , وهي لا تقارن بحرارة القنبلة الفراغية , التي تبلغ من ثلاثة ألاف الى خمسة ألاف درجة مئوية , وبأمكانها صهر الحديد والبشر معا ( كما حدث في تفجير الكرادة ) ..
الانفجار الحاصل من نترات الامونيوم مع السي فور , يدمر واجهات المحال التجارية , ويلحق أضرارا حتى الطابق الاول , ألا أن الجثث لا تتفحم هكذا ( مثلما حصل في جثامين شهدائنا المبعثرة ) , وهو أقل بكثير مما يسببه أنفجار القنبلة الفراغية , الذي أطاح بكل طوابق ( هادي سنتر ) , وعبرت شدته الى مجمع الليث , في الجهة المقابلة ( يجب ملاحظة مكان أنفجار السيارة عن مجمع الليث ) ..
النقطة الاخيرة , التي أود الاشارة اليها , أن القنبلة الفراغية , تنشر كتلة من الدخان السريع ممزوج فيه غاز يتحول بثوان الى كرة نارية هائلة , ترتفع الى أكثر من سبعة أمتار , يمتص الاوكسجين , فيهجم الضغط الجوي من جميع الجهات ليعوض الاوكسجين المنعدم , ويتم سحب جميع الاجسام الى مركز الانفجار , ولا تخلف حفرا أو فجوات , وهذه خاصية القنبلة الفراغية , في حين أن نترات الامونيوم ومادة السي فور , لا تسحب الاجسام الى مركز الانفجار , وتخلف حفرة في موقع أنفجار السيارة ( وقد أستخدمها داعش في مدينة الفلوجة , لتعطيل تقدم الدبابات والعجلات المصفحة ) ..
ومن أجل ذلك , أكرر طلبي الى الحكومة العراقية , باستقدام خبراء دوليين في المتفجرات , لمعرفة مكونات المواد التي استخدمت في تفجير السيارة , علما أن القنابل الفراغية , يذهب مفعولها عند غمرها في المياه .. وما خفي كان أعظم ……