23 ديسمبر، 2024 10:02 ص

تفجيرات فرنسا بوابة الارهاب نحو الغرب‎

تفجيرات فرنسا بوابة الارهاب نحو الغرب‎

فرنسا تكوى بنار الارهاب
لم يبالغ الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند عندما قال ان بلاده، ومن خلال التفجيرات والهجمات الست التي زلزلت باريس، تواجه “عملا حربيا” جرى التخطيط له في الخارج.. وتنفيذه بتواطؤ في الداخل، من قبل عناصر محلية، فالعاصمة الفرنسية، وكل العواصم الغربية كانت، وما زالت في حالة صدمة مما حدث، وخوف من تكرار الاعتداءات نفسها في وسطها واستهداف مواطنيها.
هذه التفجيرات والهجمات تكشف وغيرها، ليس حجم الخطر الذي تشكله “الدولة الاسلامية” التي اعلنت مسؤوليتها عن التفجير، وانما حجم تغلغلها في اوساط شباب اسلامي في الغرب ونجاحها في ادلجتهم وتجنيدهم في خدمة مخططاتها الارهابية.

منذ السبعينات من القرن العشرين والاتحاد الأوروبي يدعم إطار عمل أمني تعاوني لمكافحة الإرهاب، وذلك حين أنشأ برنامجا ما بين حكومات الدول الأعضاء للتعاون في مجال الأمن الداخلي وشؤون الشرطة. المجموعة المسماة “مجموعة الإرهاب والأصولية والتطرّف والعنف العالمي” تأسست العام 1976 بمبادرة دنماركية وأسهمت في تعزيز التعاون بين المجتمعات الأوروبية في مجال الاستخبارات وخدمات الشرطة، وأوجدتْ إجراءات جديدة لمنع حدوث نشاطات إرهابية..

يمكن القول إنّ إطار عمل الاتحاد الأوروبي في مكافحة الإرهاب، هو جزء لا يتجزأ من نظام مكافحة الإرهاب العالمي الذي تترأسه الأمم المتحدة. حجر الأساس للنهج الأوروبي في مكافحة الإرهاب يتكون من جزأين: مفهوم أمني مشترك متجسد برفع مستوى التعاون مع هيئات الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب، وكذلك بين الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي. أما الجزء الآخر فهو الدعم الموسّع من الأمم المتحدة في الحرب ضد الإرهاب. يشارك الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة الرأي حول أهمية بناء المقدرات.

وجهود تمويل مكافحة الإرهاب التي يتبناها الاتحاد تماثل -إلى حد كبير- التوصيات الخاصة التسع التي تبنتها –برعاية أميركية وبريطانية مشتركة–.

إنّ محور “الحماية” مرتكزٌ على تقليل نقاط الضعف وتعزيز أواصر المجتمع وتقوية البنى التحتية والتقليل من تأثير الهجمات. وتضع الاستراتيجية الدور الرئيس في الحماية على عاتق الدول الأعضاء، وفي الوقت نفسه تعرّف المجالات التي يمكن من خلالها أن تتعاون الأجهزة الحكومية مع الوكالات المختلفة من أجل تعزيز المقدرات المحلية. حددت الوثيقة مجالات مهمة في حاجة إلى المزيد من العمل: فاعلية السيطرة الحدودية، المزيد من التقنيات في تبادل المعلومات الخاصة بالمسافرين، وأمن وسائط النقل، وضمان عدم انتشار الأسلحة الكيميائية والبيولوجية والنووية، والمواد التي تبني الأسلحة الثقيلة والخفيفة.

إطار عمل الاتحاد الأوروبي في مكافحة الإرهاب جزء لا يتجزأ من نظام مكافحة الإرهاب العالمي الذي تترأسه الأمم المتحدة

أمّا في ما يتعلق بإعاقة النشاط الإرهابي، فقد أوصت الاستراتيجية هيئات الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء بتعزيز التزاماتها وتطبيقها من أجل ملاحقة الإرهابيين خارج الحدود، وحرمانهم من الملاذات الآمنة، وإعاقة التخطيط الإرهابي وتجنيدهم للمتطوعين، كذلك تبادل المعلومات وقطع التمويل الإرهابي..

تبنّى مجلس الاتحاد الأوروبي استراتيجية خاصة لمكافحة التطرّف وتجنيد المقاتلين.
وتأكيدا للعلاقة بين الأمن والعدالة والديمقراطية والتنمية، دعت الوثيقة الدول الأعضاء إلى العمل على إلغاء العوامل الهيكلية التي تشكّل أسس التطرّف والتمييز وعدم المساواة والظلم داخل الاتحاد وخارجه. وفي ما يتعلق بالعلاقة مع العالم الثالث، يفسر اهتمام الاتحاد به من خلال دعمه للحكم العادل وحقوق الإنسان والديمقراطية، بالإضافة إلى التعليم والرفاهية الاقتصادية.

من أجل مواجهة الإعلام الإرهابي والقبول الذي يحظى به لدى جمهور من الأوروبيين، اتفقت الدول الأعضاء على وضع “معجم غير انفعالي لمناقشة القضايا” وبشكل لا يثير الشقاق، وذلك لتفادي “ربط الإسلام بالإرهاب”، وفي هذا الصدد تمّ تأسيس مجموعة متكونة من خبراء لتقديم المشورة السياسية إلى لجنة محاربة التطرّف العنيف.