” وراعي الشاة يصد الذئب عنها … فكيف إذا كان الرعاة هم الذئابُ ”
كلما يحدث تفجير في بغداد او أياً من محافضات العراق ومناطقها يستحضرني تاريخ العالم الاستعماري المهين السييء تاريخ اجرامي مجرد من كل شيء انساني تظهر امام عيني هذه الصورة المشوهة المخلوطة بالدم الملوثة بكل اشكال وانواع الرذيلة والوانها وتفاصيلها ونتائجها المفجعة منذ احتلال العراق عام 2003 ولحد يومنا هذا واشكال القتل والخراب والتدمير لم تهدء ولم تتوقف شاملة الجميع بكل اعمارهم والوانهم وبمختلف اديانهم ومذاهبهم وقومياتهم واثنياتهم ويا لها من صورة مروّعة واطارها المقيت المخزي . تاريخ الدول الاستعمارية وحاضرها دليل واضح على مهانتها وسلبياتها التي لا تحصى ولا تعد . تاريخ بريطانيا المخزي في كل العالم مثلا وتاريخ غيرها من دول العالم الاستعماري واليوم اميركا وأشباهها مثل روسيا واسرائيل وايران وفرنسا . العراقي يُقتَل بكل بساطة وبأستمرار اعتدنا عليه , دُجّنا على ذلك واصبح الموضوع طبيعي واعتيادي لا يثير في نفوس الكثيرين اية صدمة او رد فعل غير طبيعي , وهذه السعة من القتل والاجرام المخيفة نرجعها الى ” القضاء والقدر ” والى الارادة الربانية المقدرة المكتوبة سلفاً وكأننا موعودين بها قبل ان نولد ونرى شمس الدنيا , تَجاهلنا ونتجاهل اسلوب موتنا البطيء والمستمر المفزع الغير رحيم . قتل الشيوخ والاطفال والنساء وبكل الاشكال وننسى او نتناسى الذئب الوحشي المسعور الذي يقوم بذلك ” الدول الأستعمارية ” ماذا فعلوا ويفعلون , متى ينتهي هذا الاسلوب البشع والمنهج المزري المريع في القتل والتدمير. لن ينتهي لأنه المنهج المتبع من قبلهم وليس لديهم منهج او سلوك آخر , ملخصه “خلق المشاكل وإشاعة حالة القلق وعدم الاستقرار في المناطق المسيطر عليها ” وهذا المنهج معمول به منذ زمن بعيد ولحد هذه اللحظة . كانت البرقيات المتبادلة بين تشرشل رئيس الوزراء البريطاني وروزفلت رئيس الولايات المتحدة الأميركية تذيل هذه البرقيات بعباررة سرّية كلماتها مجفّرة ولا احد يعرف معناها غيرهما وعدد محدود من المسؤولين المعنيين , فحواها ” استمر في خلق المشاكل في المناطق المسيطر عليها ” وغاندي له قول مشهور يذكر فيه ” لو ان سمكتين في البحر تصارعتا فأن بريطانيا وراء ذلك ” ومعروف ان بريطانيا كانت مُستعمِرة للهند وجزء كبير من العالم في ذلك الوقت وكانت تلقّب بـ ” ألأمبراطورية التي لا تغيب عن مستعمراتها الشمس ” والهند اكبر درة في التاج البريطاني كما يقال . والعراق كان احدى مستعمراتها , فالتاريخ سجل ويشهد ما كانت تقوم به هذه الدول الأستعمارية المجرمة واستخدامها القوة المفرطة في مواجهة من يقاومها ويتجرء ويخرج على استعمارها واجرامها . كذلك كانت اميركا عند احتلالها لليابان وكيفية تعاملها معه وضربه بقنبلتين ذريتين والحرب على وشك وضع اوزارها فلم يكن اي داع لهذا الإيغال بالإجرام . وأيضاً ما فعلته بكوبا وكوريا وفيتنام وكموديا وغيرها من دول العالم . والسلوك الوحشي لبقية دول الاستعمار مثل ايطاليا وهولندا وبلجيكا . كانوا يستخدمون كل الحيّل والأساليب الخبيثة أللا انسانية الملتوية في اثارة الفتنة والتفرقة وتأجيج الصراعات الداخلية . وفرنسا مثلهم وكيف كانت تفعل مع دول العالم التي ابتليت بأستعمارها وتسلطها الوحشي سارت على نفس النهج الذي يشتركون في امتهانه جميعاً واستخدامه مع كل مجتمعات العالم . فرنسا كانت في فيتنام قبل اميركا وكانت في افريقيا وسوريا ولبنان والجزائر اذاقتهم الويل من هذا الاجرام استعمرت الجزائر اكثر من 130 عام تعاملت وتتعامل مع من تستعمرهم وكأنهم قردة مجرد حيوانات لا تعترف بأنسانيتهم كبشر . يذكرني هذا بفرنسا وكيف تعاملت مع الشعب الجزائري الرافض لسياستهم المتسلطة المجرمة , حاولوا جاهدين فرنسة الشعب الجزائري وتوطينه وتدجينهُ , ويضللون العالم بالحضارة والتحضر وثورتهم على الظلم والتخلف بتحطيمهم لسجن الباستيل وادعائهم بأحقاق الحق وإقرار الأنسانية , كلها مبادئ معلنة كاذبة يتعاملون بها ويتداولونها مع من يعتدون عليهم ويستعمرون اوطانهم ويسرقون ثرواتهم بأسم ” الديمقراطية وحقوق الإنسان والحرية ” تذكّرني احدى شواهد فرنسا الاستعمارية وكيف تعاملت بأجرام مع الفتاة المناضلة المعروفة ذات الأسم المستعار ” زليخة عدي ” بعد تمردها على جور أستعمارهم . اشتهرت المناضلة باسم زليخة بيد أن اسمها الحقيقي” يمينة الشايب ” وهي من مواليد عام 1911، نشأت في مدينة شرشال الساحلية غرب الجزائر، وسط عائلة اشتهرت بالنضال ضد الاحتلال الفرنسي . وقادها المناخ الأسري إلى العمل الثوري فتولت في شبابها تسيير خلايا الدعم اللوجيستي لجيش التحرير الوطني الجزائري، ومنها جمع الأموال وتوفير الأدوية والأطعمة، لتلفت انتباه الفرنسيين وتصبح فريسة لهم طالت ملاحقتها . ورغم ما عرف عنها من ذكاء وفطنة تمكن الاحتلال بعد جهد جهيد من اعتقالها عقب خلافتها لأبو القاسم العليوي، قائد الجيش الجزائري في شرشال، مسقط رأسها، بعد استشهاده، وعقب عملية تمشيط واسعة للفرنسيين في الجبال المحيطة.وبعد اعتقالها، صورت المناضلة الجزائرية جالسة على الأرض مقيدة بالحديد في سيارة تابعة للجيش الفرنسي، قبل أن يتم سحلها بهذا الوضع في شوارع الجزائر كي تكون عبرة لكل من يقرر مقاومة الاحتلال.ولم يرحمها الفرنسيون بعد ذلك بل قرروا أن يعدموها بطريقة بشعة، بأن يلقوا بها من السماء من طائرة هيليكوبتر، ما حدث في 25 أكتوبر 1957، فقط بعد أيام من إعدام زوجها وابنها بقطع رؤسهم وفصلها عن أجسادهم بالمقصلة.
واختفت جثة زليخة لمدة طويلة بعد إعدامها، وبقى الأمر لغزا قرابة 27 عاما، ليحله رجل مسن عام 1984، حيث أفصح أنه في أحد أيام عام 1957 كان مارا على الطريق ووجد امرأة مهشمة فحملها ودفنها، قبل أن يدل الناس على مكانها، ليقوموا بالحفر ويجدوا بقايا عظام امرأة بالفعل.ووجدت بقايا للفستان الذي كانت ترتديه وقت إعدامها ليتم أخيرا فك لغز اختفاء الجثة، ويبقى اسم زوليخة عدي أو يمينة الشايب رمزا لنساء جزائريات شجاعات وقفن في وجه الاحتلال وساهمن بشكل كبير في زواله. ” المصدر: وكالات ”
وقديما قال الشاعر ” قتل امرئ فى غابة جريمة لا تغتفر … وقتل شعب آمن مسألة فيها نظر ”
المهم التفجيرات في العراق وخاصة بغداد وآخرها وليس اخيرها تفجيرات الكرادة وتفجيرات دائرة التقاعد ماذا تعني , الكرادة ملتقى عائلي لقضاء وقت بسيط للراحة والتسوّق في رمضان ودائرة التقاعد ملتقى ناس كبار في السن مسالمين لا يعودها غيرهم خليط من كل المجتمع العراقي أملهم في السلام والاستقرار بعد معانات عمر طويل قضيّ في خدمة الآخرين والنتيجة انفجار مروّع يقتل من طاله بدون عذر ولا مبرر ولا مشروعية ولا انسانية ليس له اي مسوّغ إلا النهج الذي ذكرناه . ” خلق المشاكل ” ومن مَن .. مِن دول الاستعمار وهم كثر والحمد لله . اميركا وايران واسرائيل ومن يريد الأنتقام مثل الكويت . كلهم يريدون اذية أهلنا وشعبنا ووطننا بمختلف اطيافهم متعذرين بشتى الوسائل , خلقوا الذئاب والافاعي ويتظاهرون بمقاومتها وادانتها ورفضها . صنعوا القاعدة وداعش والاحزاب والميليشيات الطائفية وخلقوا واججوا النزاعات القومية والعشائرية قتل على الهوية و تدمير للبنية التحتية و أشاعة الفساد بكل اشكاله , معتمدين على عملائهم الذين نصّبوهم كحكّام وكمسؤولين لإدارة هذا البلد و أغلبهم عراقة في الأجرام والتخلف والدونية سرّاق وحرامية لصوص بدرجات امتياز على استعداد لقطع اثداء امهاتهم مقابل حفنة من الدولارات . هذا هو حال عراق اليوم والمصيبة نعمل على استرضائهم بكل جهودنا وقوانا . بدل ان نقاومهم ونرفض ظلمهم وتسلطهم وشعوذتهم الباطلة وفسقهم الواضح .سخروا كل ما يستطيعونه لتدمير وقتل هذا الشعب وبكل الاشكال استخدموا الدين واللعب عليه والانسانية والديمقراطية والاحتيال عليهما والصدق والوفاء وتزويرهما وتشويه النزاهة والعدل , انهم الباطل , موجة هائلة من خليط غير متجانس من الوان الدخان الملوث العامي للعيون والخانق للتنفس . انها الكارثة الكبيرة بحق , مصدرها ” الاستعمار ” علينا الاعتبار بتاريخ هؤلاء الأراذل واساليبهم الاجرامية المضللة اللا عادلة واللا انسانية . المفروض رفضهم وعدم القبول بمشاريعهم ومقاطعتم لأنهم سبب ومصدر الخراب . نعم هم سبب الخراب وكل هذا الذي يجري في العراق وغيره منهم هم مصدر الارهاب ولا احد غيرهم .” وراعي الشاة يصد الذئب عنها … فكيف إذا كان الرعاة هم الذئابُ ” .