يا أيها الذين أمنوا أتقوا الله حق تقاته ولا تموتن ألا وأنتم مسلمون – أل عمران -102
هذه دراسة علمية موضوعية لمن يريد أن يعرف ألاسباب الحقيقية لنشوء ظاهرة الكراهية التكفيرية للآخر التي يتبناها تنظيم القاعدة والمنتشرة مظاهرها السلوكية لدى الشرطة ألامنيين في مكة والمدينة والذين يسمونهم ” المطوعة ” , وسيكون خطأ كبيرا وجهالة لاتحمد عقباها عندما يتصورها البعض أثارة للطائفية البغيضة , دعونا يا أحبتي نعرف الداء الحقيقي ونتوحد بعلم ومعرفة لتجاوز ذلك الداء من أي جهة جاء ومن أي مصدر تحرك فليس المقدس من زرع الفتنة فينا بل المقدس من فتح لنا أفاق المحبة في الله والوطن وألانسان .
وأستبق براهين هذه الدراسة لآقدم للقراء تجربة عشتها بنفسي ولازالت مفتوحة أمام من يريد معرفة من يصنع الغلو والفرقة في قلب هذه ألامة : تقدمت بطلب ألالتحاق بالدراسات العليا لآحدى الجامعات ولآنني طبيب حملت “19” مادة من مواد الدراسة ألانسانية والشرعية لآمتحن فيها ليتم قبولي في الدراسات العليا وكان من ضمن المواد مادة الحديث وفوجئت أن في هذه المادة مانصه عن الحديث الموضوع حيث كان النص كالتالي :-
” صفات الحديث الموضوع :-
1- أن يكذبه التاريخ
2- أن يغالط نفسه
3- الحديث الذي ترويه الرافضة ” أي الشيعة ” في فضائل أهل البيت ” ؟ هذا منهج أكاديمي للدراسات العليا في جامعة معروفة في لبنان وهو ليس رأيا شخصيا , بل هومنهج يتخرج منه مئات بل ألاف ألاساتذة والباحثين في العالم العربي وألاسلامي ؟ فكيف بنا أذا كانت هذه هي مناهجنا ومن أين تأتينا المودة , وكيف سنعرف التأخي فيما بيننا وعندنا مثل هذه المناهج تؤجج نار الفتنة والفرقة والخلاف المستحكم ؟ لذلك أرجو ممن يقرأ هذه الدراسة أن لايحملها شوائب الطائفية , بل عليه أن يكون شجاعا ليعرف كيف يقول كلمة الحق , وأن لايسارع البعض الى أيراد التهم التي تراكمت بدون دليل والتي لايقف ورائها سوى الجهلة من الفرق المقصودة بمثل ذلك , يجب أن نركز ملاحظاتنا على مسؤولي الفكر وأصحاب المناهج أذا أخطأوا وهذه الدراسة أخذت على عاتقها هذه المسؤولية وأن لم تعجب البعض فهذه مشكلتهم التي لم يتخلصوا منها ؟
في تفجيرات بغداد يوم الخميس 22|12|2011 المصادف 26| محرم الحرام 1433 هجرية , وتفجيرات دمشق في 23|12|2011 المصادف 27 محرم الحرام 1433 هجرية والتي راح ضحيتها في بغداد 65 شهيدا والجرحى 176 وفي دمشق 30 شهيدا 160 جريحا ؟ ومن جراء هذه ألاعتداءات ألاجرامية يصاب الناس بالحيرة والذهول , ولماذا يموت ألابرياء بهذه الطريقة المتعمدة في صناعة الموت المجاني الذي أصبح خلال السنوات القليلة المنصرمة نصيبا يوميا لآهالي بغداد وبابل وألانبار وديالى والموصل والبصرة وكربلاء والنجف وصلاح الدين , واليوم أصبحت المدن السورية تتجرع مصيبة الموت في حمص ودير الزور ودرعا وأدلب وحماة والجمعة الدامية كانت في دمشق ؟
وأزاء هذه ألاعتداءات البربرية التي لاتنتسب لدين ولا لخلق نرى ونسمع من يحلو له أن ينسبها زورا وبهتانا لمفاهيم ألاسلام عن الشهادة والجهاد مما يزيد من حيرة عامة الناس المتعلم منهم وغير المتعلم , وأزاء هذه الحيرة والغضب الذي يعتمل في نفوس الناس في العراق وسورية وغيرهما من بلاد العرب والمسلمين , ومع سكوت وصمت متعمد من قبل بعض مراكز الدعوة والتبليغ لاسيما أولئك الذين ينشرون رجالهم وشرطتهم لتحاصر الحجيج والعتمرين في مكة والمدينة لتحصي عليهم عواطفهم ومشاعرهم تجاه رسول الله صلى الله عليه وعلى أله وسلم وأهل بيته وصحابته وتمنعهم من أظهار تلك المشاعر وهي عواطف وجدانية يسخون هم بها على أمرائهم وهم ليسوا من أهل العلم والتقوى , ويصبون جام غضبهم على من يظهر عاطفة وجدانية بريئة تجاه من يحب سواء كان ذلك الحب لرسول الله “ص” أو لآهل بيته ألاطهار , فتراهم يتعمدون التفتيش عن كتب ألادعية ومنعها حتى أصبح كتاب مفاتيح الجنان وهو من كتب ألادعية يحاسب من يحمله ويتعرض للآهانة وأحيانا للسجن أذا أمتنع من تسليمه للمطوعة الذين يتعاملون مع الحجاج بمنتهى الغلظة والجفاء ؟
وللوقوف على تفسير غلظة وعجرفة المطوعة في الحرم المكي المطهر وحرم المسجد النبوي الشريف , وظاهرة ألانتحاريين الذين يقتلون ألابرياء في مدن العراق وسورية لابد من أماطة اللثام عن ألاسباب الحقيقية لصناعة الكراهية في تاريخنا , وهذه الخطوة قد يفسرها بعض المحدودين وكل المنافقين وألارهابيين على أنها أثارة للطائفية زعما منهم أن من يقوم بذلك لايريد ألا أثارة الطائفية وفتنتها وما دروا أنهم في الفتنة وقعوا عندما سمحوا لآنفسهم أن يعتبروا هؤلاء ألانتحاريين أنما يقومون بعمل جهادي أستشهادي والقسم ألاخر منهم سكت ولاذ بالصمت ناسيا أن الساكت عن الحق شيطان أخرس ؟
أننا نريد دراسة هذه الظاهرة دراسة موضوعية نتتبع أصولها ومنابعها ومنطلقاتها وأغراضها والنتائج التي ترتبت عليها وأوصلتنا لما نحن فيه من الضياع والضبابية التي جعلت من يعطى حبوب الهلوسة أستشهاديا وهو لايملك أخلاق وروحية ألاستشهادي الذي صنعه ألاسلام على هدى من حق أنساني وخدمة مجردة للشريعة التي جاءت من أجل الفقراء كل الفقراء من كل جنس ومن كل دين ” كلكم لآدم وأدم من تراب ” كما قال رسول الله “ص” وكما قال علي بن أبي طالب عليه السلام :” ألانسان أما أخ لك في الدين أو شريك لك في الخلق ”
وسنرى أن المنابع ألاولى قد أرسيت في ديوان الرواية التي جمعها كتاب السير حيث كانت سيرة بن هشام وسيرة بن أسحاق وأول مرة جمعت فيها كتابة السيرة كانت عام 92 هجرية وهو زمان حكم بني أمية حيث كتبت الرواية بما يناسب المزاج ألاموي الذي أختط لنفسه منهجا مفاده :-
1- أظهار أهل البيت عليهم السلام وكأنهم كبقية عامة الناس ليس لهم منزلة علمية , وليس لهم فضيلة تقربهم من رسول الله سوى النسب والنسب لاحجة له بدون دليل ؟
2- أظهار رسول الله وكأنه ليس معصوما ألا بالتبليغ وبموته تنقطع صلته بالناس وبالمسلمين ؟
3- التعتيم على مفهوم ألامامة ؟
4- أنكار وجود وصية لرسول الله لمن بعده ؟
ثم كانت سيرة أبن أسحاق سنة 152 هجرية وهي أيام حكم العباسيين الذين أنحرفوا عن المنهج العلوي في ألاسلام العقائدي الى منهج السلطة الزمنية التي أصبحت المساحة الجغرافية فيها أكبر من المساحة الروحية حتى قال الشاعر فيهم :-
ياليت حكم بني مروان دام لنا
وحكم بني العباس في النار ؟
والدخول في ديوان الرواية وأصطلاحاتها التي أزدحم فيها كل من :-
1- المدلس
2- المقطوع
3- المعنعن
4- الضعيف
5- المتروك
6- المقبول
7- الحسن
ومن هو الضعيف ومن هو الجيد ومن هم رجالاته يحتاج الى بحث مفصل أهتمت به كتب الحديث الذي أصبح علما له أصوله وقواعده .
ولكنني أريد أن أضع القارئ والمتابع بصورة مختصرة مع المحافظة على أصول المنهج البحثي في صورة المواقف التي صنعت فقه الكراهية الذي كان سببا وراء ظاهرة ألانتحاريين اليوم من الذين لانصيب لهم من دين أو خلق ؟
وأول من أشتغل بفقه الكراهية وتجميع لبناته المتفرقة في كتب أحمد بن حنبل الذي عرف بالحشو نتيجة تفسير ألاية الكريمة ” عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا ” فقد وقعت فتنة كبيرة بين الحشوية وأهل السنة من ألاشاعرة , يقول أبن ألاثير عن حوادث سنة ” 317″ هجرية وفيها وقعت فتنة عظيمة ببغداد بين أصحاب أبي بكر المروذي الحنبلي وبين غيرهم من العامة ودخل كثير من الجند فيها والسبب في ذلك أن أصحاب المروذي الحنبلي قالوا في تفسير هذه ألاية : أن الله يقعد النبي “ص” معه على العرش – السلفية بين أهل السنة وألامامية ص 185 السيد محمد الكثيري . والشيخ أبن تيمية هو أول من أسس لفقه الكراهية وعنه أخذ محمد بن عبد الوهاب مؤسس الوهابية التي ينتمي لها تنظيم القاعدة ألارهابي فقهيا وروحيا .
ولد تقي الدين بن تيمية في بيت المشيخة الحنبلية بحران وعرف من أفراد هذه ألاسرة محمد بن الخضر بن تيمية وقد كان شيخ الحنابلة وخطيب حران طيلة حياته ثم جاء بعده أبنه عبد الغني وأبن عمه عبد السلام المتوفي سنة 652هجرية ثم أنتقلت رئاسة هذا المذهب بحران الى والد أحمد أبن تيمية عبد الحليم بن عبد السلام 627- 682- هجرية والذي غادرها الى دمشق فرارا من الغزو المغولي , حيث أستقرت ألاسرة في دمشق وأستطاع أبوه أن يحصل على كرسي التدريس بجامعها , وما لبث أن أسندت له مشيخة الحديث السكرية في القصاعين – أبن تيمية : حياته , عقائده , مواقفه من الشيعة وأهل البيت | صائب عبد الحميد – مركز الغدير للدراسات ألاسلامية ط1 – 1994 ص 25-
تلقى أبن تيميه تعليمه ألاول في حلقات أبيه لينتقل بعدها متتلمذا على يد مجموعة من المشايخ وألاساتذه على رأسهم : أحمد بن عبد الدائم المقدسي المحدث الحنبلي , وأبن أبي اليسر التنوخي المتوفي سنة 682 هجرية كما تتلمذ على يد مجموعة من النساء المحدثات مثل زينب بنت أحمد المقدسية وزينب بنت مكي الحرانية درس على يد هؤلاء جميعا وأخرين : علوم الحديث والرجال واللغة والتفسير والفقه وألاصول , وقرأ بنفسه ونسخ كتبا بيده منها سنن أبي داود , وكان حاد الطبع حديد الذهن قوي الحافظة برز على أقرانه ولما يجاوز العشرين من عمره , وكان أبوه يعلمه ألافتاء ويدربه عليه ليعده من بعده لخلافته , وكان يرى المذهب الحنبلي أمثل المذاهب ألاسلامية وأقربها الى السنة وأبعدها عن الغريب – المدخل لدراسة ألاديان والمذاهب – عبد الرزاق محمد أسود ج2 ص233
وقد ذكر أبن العماد الحنبلي أهم الفتاوى المخالفة لفتاوى أهل السنة والجماعة وهي خمسة عشر مسألة ذكر منها :-
1- أرتفاع الحدث بالماء المعتصر كماء الورد ونحه ؟
2- المائع القليل لاينجس بوقوع النجاسة فيه حتى يتغير , حكمه حكم الكثير ؟
3- جواز التيمم خشية فوات الوقت مع توفر الماء
4- تارك الصلاة عمدا لايجب عليه القضاء ولا يشرع له ؟
5- جواز القصر في مسمى السفر طويلا كان أو قصيرا ؟
6- من أكل في شهر رمضان معتقدا أنه ليل وكان نهارا فلا قضاء عليه
7- جواز طواف الحائض ولا شيئ عليها ؟
8- الحلف بالطلاق لايقع وعليه كفارة ؟
9- الطلاق المحرم لايقع ؟
10- الطلاق الثلاث لايقع ألا واحدة ؟ وهو بهذه خالف الخليفة عمر بن الخطاب ؟
ومن القضايا الخلافية المهمة هي قضية العقائد والتي ستبعث من جديد على يد تلميذه محمد بن عبد الوهاب ومنها :-
1- تحديد مفهوم العبادة والشرك ؟
2- تحديد مفهوم البدعة وألابتداع في الدين وحدهما ؟
3- التوسل والتبرك بالنبي وأثاره ؟
4- التوسل بألاولياء وألائمة ؟
5- شد الرحال لزيارة قبر النبي أو قبور ألاولياء ؟
6- البناء على القبور والصلاة عندها سواء قبور ألانبياء أو ألاولياء وكذا النذر لآهلها ؟
ولقد كان دفاعه المستميت عن يزيد بن معاوية قاتل الحسين بن علي رضي الله عنه , وقضايا أخرى هاجم فيها أهل السنة وغيرهم مثل القضايا الفلسفية والكلامية وأعتراضه على بعض معتقدات الصوفية الى جانب حربه على الشيعة بشكل عام وألامامية بشكل خاص – السلفية بين أهل السنة وألامامية ص 221 – السيد محمد الكثيري
وأهم الفتاوى التي أثارت حفيظة علماء أهل السنة والجماعة هو ما أفتاه في ” حمويته ” أو ” عقيدته الواسطية ” ومحاولته علاج الكم الهائل من أحاديث الحشو الحنبلي وهو ما يطلق عليه اليوم مذهب السلف ” وما هو ألا مذهب شيخ ألاسلام أبن تيمية – كتاب السلفية ص 222
وفقه الكراهية الذي أسسه أبن تيمية والذي خرج فيه على المشهور من فقهاء أهل السنة والجماعة وخاصمهم وجاء بالفتاوى التي تخالف الكتاب والسنة في خمسة عشر فتوى ومن معالم الكراهية المكرسة ضد الشيعة ماقاله أبن تيمية في الصفحة -21- من كتاب منهاج السنةالنبوية في نقض كلام الشيعة القدرية –ج1 – تحقيق الدكتور محمد رشاد سالم –ط1 لسنة 1406- 1986- وبتقديم الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي مدير جامعة ألامام محمد بن سعود ألاسلامية , وفي تلك الصفحة من الكتاب يقول أبن تيمية وهو يتحدث عن كتاب ” منهاج الكرامة ” للعلامة أبن المطهر الحلي : حيث يقول : وهذا المصنف سمي كتابه ” منهاج الكرامة ” في معرفة ألامامة وهو خليق بأن يسمى منهاج الندامة ؟ ثم يقول : كما أن من أدعى الطهارة وهو من الذين لم يرد الله أن يطهر قلوبهم ” وأنا أسأل كل عاقل منصف ” من أعطى هذا الرجل حقا في أن يطلع على قلوب الناس ويحكم عليهم هكذا جزافا لا لشيئ ألا حقدا وكراهية لآختلاف وجهات النظر ؟ ثم يقول أبن تيمية كاشفا عن تأسيس فقه الكراهية : بل من أهل الجبت والطاغوت والنفاق يضع كل هذه ألاوصاف لآبن المطهر الحلي وهو يريد أن يناقش كتابه فهل هذه هي أخلاق أهل العلم ؟ … وهل هكذا ينصف الناس ؟ ثم يستطرد ويقول عن أبن المطهر الحلي : كان وصفه بالنجاسة والتكدير أولى من وصفه ” بالتطهير ” وقد ذكر الصفدي في ترجمته لآبن تيمية ” الوافي بالوفيات … نسخة خطية في مكتبة البودليان بأكسفورد ج16ص21 أنه سمع أبن تيمية يقول : أبن النجس , يريد به أبن المطهر الحلي ؟
ثم يقول أبن تيمية عن مشابهة الشيعة لليهود والنصاري في مسعى منه لتأسيس الكراهة ألابدية ما هذا نصه : ” ولهذا ما بينهم وبين اليهود المشابهة في الخبث , وأتباع الهوى وغير ذلك من أخلاق اليهود , وبينهم وبين النصارى من المشابهة في الغلو والجهل وغير ذلك من أخلاق النصارى , ثم يعمم الحكم فيقول باطلا ومازال الناس يصفونهم بذلك ؟ ونحن هنا نسأل العقلاء وأهل الدراية بالنص القرأني ” قل لا أسألكم عليه أجرا ألا المودة في القربى ” و ” أنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ” هل جزاء من يتبع أهل البيت وهم أهل العلم بأجماع من أشتغل بالعلم وأهل التضحية والجهاد في ألاسلام ” أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن أمن بالله واليوم ألاخر وجاهد في سبيل الله ” هل من ينصف علي بن أبي طالب الذي كان أول من أمن بالاسلام الذي جاء به محمد بن عبد الله خاتم ألانبياء والمرسلين ومن نام في فراش الموت ومن كانت له الصولة في معركة بدر الكبرى ومن أثخن بالجراح في معركة أحد , وكان يقول لرسول الله : والله لو حملوني على ألاكف ماتركت نصرتك , ومن قتل عمرو بن ود العامري في معركة الخندق ومن فتح حصن خيبر ؟ هل يقال لمن ينصف هذا الرجل بأنه خبيث ومشابه لليهود والنصارى ؟ هل هذا هو الوفاء للاسلام ولرسول الله من قبل أبن تيمية وأتباعه الذين جاءوا اليوم ليقدموا التنازلات للصهيونية المتمثلة بدويلة أسرائيل المحتلة لآرض العرب والمسلمين في فلسطين حتى أصبحوا يتسابقون في أظهار الود والوفاء ليهود الصهيونية ولقادة العقلية التوراتية في أمريكا بينما يصبوا جام غضبهم على ديار المسلمين التي يسكنها الشيعة الذين لاذنب لهم سوى أنهم يوالون عترة المصطفى على هدي الكتاب ومنهج رسول الله في سنته المباركة .
وسأذكر هنا من باب ألاختصار ماجاء به أبن تيمية من دعاوى ضد الشيعة في سبيل صناعة فقه الكراهية الذي أخذت تغرف منه الوهابية ووجد تنظيم القاعدة الوهابي ضالته في تلك الدعاوى الباطلة ومنها : –
1- يقول أبن تيمية : قالت اليهود لايصلح الملك ألا في أل داود , وقالت الرافضة : لاتصلح ألامامة ألا في ولد علي , ولاندري ما هو وجه الممانعة أذا كان النص لابد له من رجال التقوى والعلم والعدل وقد قال النبي “ص” ” علي أقضاكم ” وأذا كان النص القرأني فيه المحكم والمتشابه والعام والخاص , والقرأن قال لنا لايعلم تأويله ألا الله والراسخون في العلم ” وقد ثبت عند الصحابة المخلصين والتابعين من أهل العلم وصلحاء ألامة أن أهل بيت النبوة هم علي وفاطمة والحسن والحسين وأبنائهما المنصوص عليهم هم أهل الذكر وأهل العلم وأولي ألامر ؟
2- ويقول أبن تيمية : وقالت اليهود : لاجهاد في سبيل الله حتى يخرج المسيح الدجال وينزل سيف من السماء , وقالت الرافضة : لاجهاد في سبيل الله حتى يخرج المهدي وينادي مناد من السماء ؟ وهذا محض أفتراء علة قوم قضوا عمرهم في الجهاد في سبيل الله وتاريخهم منذ صدر ألاسلام ألاول والى يومنا هذا يشهد بعدم تخليهم عن الجهاد في سبيل الله وفتاوى علمائهم وقبل ذلك أئمتهم المعصومين تشهد بذلك وباب الجهاد في سبيل الله يحتل الحيز ألاكبر في كتب الحديث والفقة ورسائله العملية فهل يجوز أتهام من هذا ديدنهم وهذه مقاومتهم في لبنان والعراق وأيران والبحرين وباكستان وأفغانستان بأنهم ليسوا أهل جهاد في سبيل الله ؟
3- ويقول أبن تيمية : واليهود يؤخرون الصلاة الى أشتباك النجوم وكذلك الرافضة يؤخرون المغرب الى أشتباك النجوم؟ وهذا أفتراء أخر فالشيعة بناءا على نصوص من النبي عن طريق العترة الطاهرة الذين هم أعلم بكتاب الله وسنة رسول الله قد قالوا بأختفاء الحمرة المشرقية وهي قضية علمية في حركة الشمس وألارض والقمر والنجوم وأختفاء الحمرة المشرقية ليست هي زمان أشتباك النجوم في السماء وهذا ما يعرفه أهل الفلك وعلوم الفضاء التي أصبحت ميسرة لمن يريد المتابعة والمعرفة ؟
4- ثم يقول أبن تيمية باطلا أخر على الشيعة حيث يقول : واليهود لايرون على النساء عدة وكذلك الرافضة ؟ وهذه كتب الشيعة الفقهية ” المستدرك ” و ” من لايحضره الفقيه ” والمبسوط , واللمعة الدمشقية , وشرائع ألاسلام في مسائل الحلال والحرام ورسائل المعاصرين من الفقهاء كلها تفرد أبوابا لفقه النساء ومنها العدة , فمن يدعي غير ذلك لايكون من أهل العلم ولا يحق له الفتوى التي تشوه الحقيقة على المسلمين كما يفعل أبن تيمية الذي خالف علماء أهل السنة ولاندري كيف أصبح شيخا للاسلام وهو بهذا المستوى من ألاسفاف في الحكم والتجني الذي لايعبر عن ورع ؟
5- ثم يقول أبن تيمية : واليهود حرفوا التوراة وكذلك الرافضة حرفوا القرأن ؟ – منهاج السنة النبوية ج1 ص 25- وهل يوجد عالم أو طالب علم يسمح لنفسه بمثل هذا ألافتراء على الشيعة الذين يتبعون كتاب الله وسنة رسول الله من خلال علي بن أبي طالب تلميذ القرأن الذي يعرف خاصه وعامه ومحكمه ومتشابهه والذي وصفه رسول الله بألاذن الواعية عندما دعا له بذلك حين نزلت ألاية ” وتعيها أذن واعية ” ثم أين حرف الشيعة القرأن ولم تطلق هذه ألاحكام جزافا ؟ ألم يكن ذلك كله هو من يصنع فقه الكراهية ؟ ثم ماالربط بين تحريف اليهود للتوراة وقد ذكرالقرأن ذلك وأعتقد به الشيعة وكل فرق المسلمين ؟ ألم يكن هذا مجرد تحامل وخلق شبهة في نفوس بعض المسلمين لاسيما الذين لايتابعون ولا يقرأون ومن في نفوسهم هوى ؟ثم أن رسول الله “ص” هو من كان يشرف على جمع القرأن ومتابعة ترتيب أياته وكان “ص” يراجع القرأن مع جبرائيل مرة في كل سنة ألا في سنة الوداع حيث راجعه جبرئيل معه “ص” مرتين فعلم ” ص” أنه نعيت اليه نفسه وأخبر بذلك أبنته فاطمة عليها السلام ثم أخبرها بأنها أول الاحقين به في جنة النعيم , وفي الخبر ألاول بكت فاطمة وفي الخبر الثاني ضحكت ولهذا سألتها عائشة أم المؤمنين عن سبب بكائها وضحكها وهي جالسة مع النبي وكانت تراهما فأخبرتها فاطمة بذلك والخبر منقول عن عائشة أم المؤمنين , فليس صحيحا ما يشاع بين الناس من أن القرأن لم يجمع ألا على زمن بعض الخلفاء , فالقرأن كان مجموعا ومرتبا ومحفوظا من قبل رسول الله “ص” وكان أهل بيته من بعده هم أعلم بالقرأن وأحرص الناس على كتاب الله قولا وعملا وعلى هذا يكون الفهم الصحيح لكتاب الله وجمعه ” أنا نحن نزلنا الذكر وأنا له لحافظون ”
6- ثم يقول أبن تيمية في تجري وأدعاء عجيب : واليهود لايخلصون السلام على المؤمنين , أنما يقولون : السام عليكم , والسام الموت , وكذلك الرافضة ؟ وهل يوجد عاقل يصدق بهذا الرأي الباطل , وهذه الشيعة تختم : بالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته وكل فقه الصلاة عندهم نصوصه واضحة جلية ومكتوبة وليست سرا ؟
7- ثم يقول أبن تيمية : واليهود يستحلون أموال الناس كلهم , وكذلك الرافضة ؟ ثم يستشهد بألاية القرأنية الكريمة ” قالوا ليس علينا في ألاميين سبيل ” – أل عمران – 75- ولاندري كيف توجه هذه ألاية القرأنية الكريمة بهذا ألاتجاه نحو الشيعة وهي واضحة المعنى ومفسرة من قبل رسول الله وألائمة ألاطهار من أهل البيت بأنها نزلت في أهل الكتاب الذين أعتبروا ألاميين من أهل مكة ويقصدون بهم الذين أمنوا بألاسلام , ومن أين جاء أبن تيمية بدعوى أستحلال الشيعة لآكل أموال الناس وهم على فقه وتقوى وورع علي بن أبي طالب الذي كان يقول : والله لقد رقعت مدرعتي حتى أستحييت من راقعها ” وكان لايرضى أن يترك رجل نصراني كبير السن على قارعة الطريق وقال لهم أعطوه من بيت المال ؟ وكان يقول : ألانسان أما أخ لك في الدين أو شريك لك في الخلق ؟ ومن يتبعون مثل هذا ألامام الذي عرف العالم زهده وتقواه وعلمه وأنسانيته حتى أصبح عهده الى مالك ألاشتر اليوم وثيقة من وثائق ألامم المتحدة في حقوق ألانسان فماذا يقول أبن تيمية عندما سيفد على ربه وقد ظلم شريحة من المسلمين وظلم أئمتهم بهذه الدعاوى التي لا أساس لها ألا من هوى في النفس غالب ليس له في كتاب الله من نصيب ولا في سنة رسول الله من قريب ؟
8- ثم يقول أبن تيمية : واليهود تسجد على قرونها في الصلاة وكذلك الرافضة , واليهود لاتسجد حتى تخفق برؤوسها مرارا شبه الركوع وكذلك الرافضة ؟ وأنا أسأل القراء وأهل العقل منهم هل رأيتم كيف يسجد الشيعة في صلواتهم وهل ما يقوله أبن تيمية صحيحا وهم اليوم يصلون الجمعة وتنقل صلاتهم عبر شاشات التلفاز فهل يبقى لآحد من عذر في أن يظل معتقدا ومرددا لما قاله أبن تيمية في القرن الثامن الهجري وسيلقى عليه حسابا ممن لايلفظ من قول ألا لديه رقيب حسيب ؟
9- ثم تبلغ أدعاءات أبن تيمية وتشهيره بالشيعة ذروتها عندما يقول : وفضلت اليهود والنصارى على الرافضة بخصلتين : سئلت اليهود من خير أهل ملتكم ؟ قالوا أصحاب موسى , وسئلت النصارى : من خير أهل ملتكم ؟ قالوا : حواري عيسى , وسئلت الرافضة من شر أهل ملتكم ؟ قالوا : أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم , ثم يستطرد بتجميع خزين الكراهية فيقول : أمروا بألاستغفار لهم فسبوهم ؟ فالسيف عليهم مسلول الى يوم القيامة ؟ ثم أرجو من القارئ أن يتأمل بعمق العبارات التالية التي قالها أبن تيمية ليعرف معنى صولات ألانتحاريين اليوم الذين يقتلون ألابرياء من المسلمين ومن أصحاب الديانات ألاخرى مدفوعين بهذه الفتاوى التي أسست لهذه الكراهية ولهذا العنف الدموي المحمل بكل أنواع الجريمة وأعيد قول أبن تيمية : ” فالسيف عليهم مسلول الى يوم القيامة ” أي حكم على أشهار السيف بدون حجة ودليل شرعي ألا هوى النفس ألامارة بالسوء وأمر بقتل الشيعة خاصة والناس عامة لآنه عندما يقارن الشيعة ويعتبرهم نجس وخبث وأنحراف كأنحراف اليهود والنصارى والصابئة ومن يكفر هؤلاء فقد كفر كل الناس وهذا هو منهج القاعدة الوهابية اليوم ؟ ثم يقول أبن تيمية : لاتقوم لهم راية , ولا يثبت لهم قدم ولا تجتمع لهم كلمة ولا تجاب لهم دعوة , دعوتهم مدحوضة , وكلمتهم مختلفة , وجمعهم متفرق , كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله , ويلاحظ معي القارئ المنصف والمتابع أن ألاحكام التي أطلقها أبن تيمية على الشيعة خاطئة وقد تبن خطأها : فها هم اليوم منهم من أقام دولة , ومنهم من نجح في المقاومة وأنتصر على أسرأئيل في حرب عام 2006 ومنهم من وصل للحكم ضمن صيغة تعددية , ومنهم من لديه برامج أجتماعية ناجحة , ثم أنه أستعمل ألاية القرأنية في غير محلها فالذين كانوا يوقدون نار الحرب هم المشركون والكفار , والشيعة ليسوا من المشركين ولا من الكفار لآنهم يؤمنون بالله واحدا أحدا لاشريك له ويؤمنون بمحمد خاتم ألانبياء والمرسلين ويؤمنون بالقرأن ومانزل قبله من الكتب والرسل ويؤمنون بملائكة الله ويؤمنون بالمعاد ومن هذا أيمانه لايمكن لآحد أن يكفره او يتهمه بالشرك ألا من فسد دينه وضعف عقله ومرضت نفسه ؟ ثم لايجوز لآحد أن يدعي عدم أستجابة دعوة الداعي وقد أمر الله عباده بالدعاء وهو المستجيب ” أدعوني أستجب لكم ” وأما دعوى أختلاف الكلمة أن حصلت وتفرق الجمع أن ظهر له مصاديق فهي قد تشمل كل الناس ومنهم المسلمون جميعا فهم معرضون لذلك أن الله رفع غضبه عن هذه ألائمة ولكنه لم يرفع أبتلائه ” وما كنت معذبهم وأنت فيهم وما كنت معذبهم وهم يستغفرون ” ومن يعرف نصوص القرأن والرواية عن رسول الله لايسمح لنفسه أطلاق ألاحكام جزافا وقد رأينا كيف أن أبن تيمية يطلق ألاحكام جزافا ويصب جام غضبه على فريق من المسلمين قالوا ربنا الله وأمنوا بألاسلام والله أعلم بالنوايا والقلوب ” لاتقولوا أمنا بل قولوا أسلمنا ولما يدخل ألايمان في قلوبكم ” والشيعة لايسبون الصحابة جميعا ولكنهم يميزون بين صحابي وصحابي بناء على مواقفه وخدمته للاسلام فليس كل من شهد ورأى النبي هو من أخلص للنبي وألاسلام وأهله , وهذه قضية عقلية لايختلف عليها أثنان من العقلاء ثم أن القرأن الكريم قد حسم هذا الجدل المتوقع بقوله ” وما محمد ألا رسول قد خلت من قبله الرسل أفأن مات أو قتل أنقلبتم على أعقابكم ..” ولا يستطيع أحد أن ينكر هذا النص ولكن ليس كل أحد مؤهل لتفسير هذا النص ولكن حدوث ألانقلاب فيه تأكيد من علم الله الذي لايسبقه علم أحد ؟ وذاك ألانقلاب قطعا سيكون شاملا لبعض من تعنيهم الصحبة؟ سواء قبل من قبل ورفض من رفض كحال نساء ألانبياء التي قالت عنهن ألاية ” ضرب الله مثلا للذين كفروا أمرأة نوح وأمرأة لوط كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين فخانتاهما ”
10- ثم يقول أبن تيمية : واليهود يحرمون الجري والمرماهي وكذلك الرافضة ؟ وتحريم الجري عند الشيعة لآنهم أخذوا عن أهل بيت النبوة الذين أخذوا علومهم عن رسول الله “ص” وقد حرم رسول الله أكل السمك الذي لافلس له وعلى هذا أفتى أئمة أهل البيت وهم عدل الكتاب
11- ثم يقول أبن تيمية : واليهود حرموا ألارنب والطحال وكذلك الرافضة ؟ ويهمني هنا أن أبين للقارئ مرة أخرى أن فتاوى الشيعة مصادرها سنة رسول الله ولكن عن طريق أهل البيت الذين هم أعلم الناس بعد رسول الله بكتاب الله , فالرواية عن رسول الله تقول أن أنثى ألارنب تحيض والحيض دم وقد حرمت ذوات الدم من الحيض لآن القرأن حرم الدم , وأما الطحال : فيعرف أهل الطب أنه تجمع نسيجي دموي ليس فيه عضلات ولا تراكيب أخرى سوى خلايا الدم فحكمه حكم الدم , وللدليل على سعة علوم أئمة أهل البيت وسبقهم لعلوم عصرهم والعصور التي تأتي بعدهم لآن علمهم لدني وليس تحصيلي أو كسبي كما هو عند باقي الناس ونحن منهم , وقد أجرت أحدى المجلات في أمريكا مسابقة لقرائها في الثلاثينات من القرن الماضي : والسؤال يقول : أعط فرقا واحدا بين الحيوانات التي تلد والتي تبيض؟ فأجاب على السؤال طالب يدرس في ألازهر الشريف بمصر قائلا : نحن مسلمون وعندنا فرق ومن فرقنا الشيعة وعندهم أمام يسمى جعفر بن محمد الصادق توفي في القرن الثاني الهجري وقد سألوه معاصريه هذا السؤال فأجاب : كل ماله أذنان فهو يلد , وكل ماليس له أذنين فيبيض ؟ فأخذ الجائزة وربحها بفضل علوم جعفر بن محمد الصادق ألامام السادس من أئمة أهل البيت عليهم السلام ., فأبن تيمية الذي أبتعد عن علوم أهل البيت يحاول جاهدا ألصاق التهم بالشيعة من خلال ألصاقهم بما عليه اليهود والنصارى وهو منهج عاجز يحمل المغالطات لآن أهل الكتاب كانت تعاليمهم من السماء في كتبهم الصحيحة وهي التوراة ومعناها ” الشريعة ” و ” ألانجيل ” ومعناه ” البشارة ” ولكنهم حرفوا تلك الكتب المباركة , والمتبقي منها أذا تطابق مع بعض أحكام القرأن كما شرحته سنة رسول الله فلا ضير في ذلك وأضرب مثالا على ختان الذكور من ألاولاد فاليهود يختنون , والمسلمون يختنون الذكور من ألاولاد ولا ضير من هذا التساوي والمشابهة فالمرجعية واحدة وهي من الله الذي يريد خيرا للعباد , ثم أني أذكر القارئ الكريم بما ورد عن روايات أهل البيت عن رسول الله “ص” من أن عدد صفوف المصلين يوم القيامة ” 120 ” صفا منهم ” 80″ صفا من المسلمين و ” 40″ صفا من غير المسلمين من أهل الديات ألاخرى , ثم أن الله قد أخبرنا في القرأن الكريم عن فريق صالح من أهل الكتاب حيث قال :” ليسوا سواء من أهل الكتاب أمة قائمة يتلون أيات الله أناء الليل وهم يسجدون – أل عمران – 113-
12- ثم يقول أبن تيمية مدعيا ما لاصحة له حيث يقول أن الشيعة يكرهون التكلم بلفظ العشرة أو فعل شيئ ون عشرة حتى في البناء لايبنون على عشرة أعمدة ولا بعشر جذوع لكونهم يبغضون خيار الصحابة ؟ وهم العشرة المشهود لهم بالجنة ثم يذكرهم ناسيا أنه يوقع نفسه في التناقض والحرج تجاه بعض ألاسماء وهم : أبو بكر , وعمر , وعثمان , وعلي , وطلحة , والزبير , وسعد بن أبي وقاص , وسعيد بن زيد , وعبد الرحمن بن عوف , وأبو عبيدة بن الجراح رضي الله عنهم – منهاج السنة النبوية ج1 ص 39- وأبن تيمية ينسى أن طلحة من أصحاب فتنة الجمل التي قتل فيها عشرات ألالوف من المسلمين وقد وصفه علي بن أبي طالب قائلا : كان يحتال ويختال , فكيف يكون من العشرة المبشرة بالجنة دون غيره من السابقين في الجهاد مثل : أبو ذر , وعمار بن ياسر وسلمان الفارسي والمقداد لاسيما وأن أطراء رسول الله “ص” لهذه ألاسماء التي لم تذكر ضمن العشرة مما لايخفى على المتتبع للسير والروايات , مما يجعل هذا الحديث بشكل عام تشوب حوله الشبهات وأن كانت فيه من ألاسماء الامعة , ثم كيف يغفل حديث رسول الله “ص” الموجود في كل الصحاح والمسانيد وهو يقول : الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة ؟ فلماذا لايكونوا من ضمن العشرة المبشرة بالجنة كما ذهب البعض الى ذلك , ثم أن موقف رسول الله “ص” تجاه سعد بن معاذ عندما واره بنفسه الشريفة ودخل معه في القبر مما جعل والدة سعد تقول هنيئا لك الجنة ياسعد فرد عليها رسول الله “ص” قائلا لاتحكمي على الله يا أم سعد والله أن ألارض لضغطت سعدا ضغطة ؟ وهو من ألاحاديث الصحيحة , فأذا كان رسول الله هذا هو موقفه تجاه مفهوم أستحقاق الجنة فحديث العشرة المبشرة بالجنة يحتاج الى تأمل وأعادة نظر دون المساس بحرمة من يستحق التكريم وألاحترام ؟ ودعاوى أبن تيمية في تذمر وتطير الشيعة من رقم عشرة لاأساس له من الصحة حيث لاتوجد مثل هذه المظاهر وتلك ألاعتقادات عند الشيعة وما يجعل دعوى أبن تيمية لاصحة لها هو التهافت الذي أبداه في ألاستدلال بألايات القرأنية جزافا وعلى غير قاعدة التفسير أو التأويل والفهم المدعم بألاسانيد والشواهد ومن ألايات التي تعسف في تفسيرها مايلي :- ” وكان في المدينة تسعة رهط يفسدون في ألارض ولايصلحون ” سورة النمل – 48- وقوله تعالى :” فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام في الحج وسبعة أذا رجعتم تلك عشرة كاملة ” – سورة البقرة – 196- ومثل قوله تعالى :” وواعدنا موسى ثلاثين ليلة وأتممناها بعشر فتم ميقات ربه أربعين ليلة ” – سورة ألاعراف – 142- ومثل قوله تعالى :” والفجر وليال عشر ” – سورة الفجر -1-2- ثم يزيد من تجديفه المفارق للدلالات الشرعية ومفهومها عندما يستشهد بأحاديث رسول الله “ص” التي يصيبها التشويش والتجري كما أصاب معاني ألايات القرأنية المستشهد بها بغير محلها , فيقول أبن تيمية : أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعتكف العشر ألاواخر من شهر رمضان حتى توفاه الله وقال في ليلة القدر : ألتمسوها في العشرة ألاواخر ” ثم يفرغ أبن تيمية مافي نفسه من كراهية حيث يقول عن الشيعة ظلما : وهم يبغضون التسعة من العشرة فأنهم يبغضونهم ألا عليا – منهاج السنة النبوية في الرد على الشيعة القدرية ج1 ص 41-
13- ومما يؤكد صناعة فقه الكراهية وحشد كل مافيه الحقد والكراهية للشيعة فقد وضعت بعض القصائد في مقدمة كتاب أبن تيمية المسمى بمنهاج السنة النبوية في الرد على الشيعة القدرية وقد سميت بالقصيدة ألاولى والقصيدة الثانية متفاخرين من طبعوا هذا الكتاب بنلك القصائد التي تهاجم الشيعة حيث جاء في القصيدة ألاولى :-
أن الروافض قوم لاخلاق لهم
من أجهل الناس في علم وأكذبه ؟
وهذا الشعر هو التطبيق والترجمة العملية لآفكار أبن تيمية , ناسيا من نقل هذا الشعر قول من قال شعرا :-
أن كان حب أل محمد رفضا
فليشهد الثقلان أني رافضي ؟
وناسيا قول ألامام الشافعي :
يا أل بيت رسول الله حبكم
فرض من الله في القرأن أنزله ؟
كفاكم من عظيم الشأن أنكم
من لم يصلي عليكم لاصلاة له ؟
وصاحب القصيدة ألاولى هو : أبو عبد الله محمد بن جمال الدين يوسف الشافعي اليمني , وصاحب القصيدة الثانية هو : أبو المظفر يوسف بن محمد بن مسعود بن محمد العبادي ثم العقيلي السرمري الحنبلي حيث يقول :-
هم أكذب الناس في قول وفي عمل
وأعظم الخلق جهلا في توثبه ؟
وهم أقل الورى عقلا وأغفلهم
عن كل خير وأبطأ عن تكسبه ؟
وهكذا يرى القارئ الكريم أن هذه القصائد التي حرص المشرفون على طباعة كتاب أبن تيمية أن يضعوها في مقدمة الكتاب لآنها ترجمة عملية لآفكار أبن تيمية المحملة بالحقد والكراهية مما جعله صاحب صناعة فقه الكراهية بحق ثم تبعه تلميذه في ألاثر محمد بن عبد الوهاب مؤسس الوهابية التي أصبح تنظيم القاعدة الوهابي متغلغلا في أغلب التنظيمات السلفية , ولآن أمريكا وقيادتها التوراتية أدركت طبيعة الوهابية وعرفت فكرها التكفيري كما عرفت أن تنظيم القاعدة هو الترجمة العملية لتفكيك المجتمع ألاسلامي لذلك أتفقت مع الصهيونية لدعم هذا الفصيل في السر أولا ثم في العلن ثانيا عندما بدأت تصريحات ألامريكيين متجاهرة بالرضا عن التنظيمات السلفية وبدأت التنظيمات السلفية المخترقة من قبل القاعدة بالتصريح العلني على بسط السلام مع أسرائيل مثلما بدأت تعلن على الملآ بأنها ستحارب المقاومة والدول التي تدعمها مما يهدد بأعلان مرحلة جديدة من التخبط والتبعية على كل قوى الصف الوطني في العالم العربي وألاسلامي مراجعة مواقفها لتواجه المستقبل على ضوء المتغيرات الجديدة حتى لايعود الغطاء الطائفي غطاءا لمن يشاء ؟
وفي الختام أذكر بعض ألاشرطة والكاسيتات والمحاضرات المسجلة والتي توزع على نطاق واسع , وهذه المحاضرات يلقيها دكاترة وشيوخ من داخل المملكة السلفية يحرفون فيها الحقائق ويشحنون عقول المستمعين لهم بالمغالطات والكذب المحض كما يقول صاحب كتاب ” السلفية ” ص 670 – ثم يعرض شريط كاسيت للدكتور ناصر بن عبد الله القفاري ألاستاذ في كلية الشريعة وأصول الدين بفرع جامعة ألامام محمد بن سعود ألاسلامية في القصيم حول مصدر تلقي العقيدة عند الباطنية ” وهي محاضرة ألقاها في أحد المساجد , حيث يقول هذا الدكتور عن الفرق الباطنية مانصه : ” مجموعة فرق وطوائف تعمل في الظلام وتنشر مذهبها في الخفاء وتندرج بفريستها عبر مراحل عندهم ودرجات في الدعوة وألاحتواء لهم كما يقول الشهرستاني أسم في كل مكان ودعوة بكل لسان , فقد يتظاهرون بالتشيع في البيئة التي تغلو في التشيع لآهل البيت وتطعن في صحابة رسول الله “ص” , وقد يستخدمون العلمنة والعلمانية وينخرطون لحربهم ألاسلام والمسلمين وقد يرفعون شعار البعث ؟ وأرجو من القارئ التأمل في هذا الهراء والكذب حيث يقول هذا الدكتور ينخرطون في البعث للوصول الى أهدافهم والجميع يعرف أن قيادة حزب البعث في العراق هي التي أعدمت الشيخ عبد العزيز البدري والسيد محمد باقر الصدر والسيد محمد صادق الصدر , ثم يقول وقد يرفعون شعار الحداثة للوصول الى أهدافهم ؟
هذا هو الفقه الذي يصنع الكراهية والحقد وتلك هي ألاراء التي تخبط خبط عشواء في سبيل تجهيل الناس وأحلال القتل وشيوع الجريمة بأسماء الدين والدين منهم برئ براءة الذئب من دم يوسف ؟
هل عرف القارئ ألان لماذا يظهر ألانتحاريون في بلادنا ومن ورائهم هذا هو السؤال الذي يلقي الحجة على الجميع , ويحتاج الشجاعة من الجميع أن يسموا ألاشياء بأسمائها حتى لايظل من يختفى وراء طلاء الطائفية أو يتحجج باطلا بالدعوى المزيفة التي لاتريد مواجهة الواقع فتبرر لنفسها بأن هذه الحقائق هي مثار للطائفية , ثم هم يتحججون بالخوف من الفتنة وهم ساقطون في قعر الفتنة بقبولهم لآراء من صنع الفتنة أو سكوتهم عن البؤر الحقيقية لصناعة الفتنة وهي أصبحت مكشوفة ومعروفة ” ألا في الفتنة سقطوا ”
أن العراقيين جميعا مدعوين للتأمل والمعرفة حتى يتمكنوا من الخروج من شرنقة النسيج الطائفي المصنوع بفقه الكراهة والحقد وكل واحد منا عليه أن يكون مسؤولا عن النصح الذي يعتقد به فيأخذ به أن كان صالحا ضمن سياقات العقل والمنطق ويرفضه أن لم يصمد أمام الحقيقة والحق الذي يعلو ولا يعلى عليه ؟
[email protected]