17 نوفمبر، 2024 9:57 م
Search
Close this search box.

تفاصيل محاولة إغتيال صدام حسين .. في مؤتمر نيودلهي 1983 – المعلومات ليست من ملفات المخابرات .. بل من لسان الشهود الذين كانوا في العملية

تفاصيل محاولة إغتيال صدام حسين .. في مؤتمر نيودلهي 1983 – المعلومات ليست من ملفات المخابرات .. بل من لسان الشهود الذين كانوا في العملية

( بعد إلغاء المؤتمر السابع لدول عدم الإنحياز المزمع عقده في بغداد 1982 لظروف الحرب التي كانت تمر بالبلاد، يتم اختيار مدينة نيودلهي في الهند عام 1983. حضر المؤتمر 70 ملكاً ورئيس دولة ورئيس حكومة، وكان من المفترض أن يعقد المؤتمر من 7 آذار إلى 11 منه، وبسبب الخلافات تأخر اعلان البيان الختامي ليوم واحد ) .. منقول من شبكات الأخبار
يقرر حزب الدعوة الإسلامية إغتيال الرئيس العراقي السابق صدام حسين، أثناء حضوره مؤتمر قمة عدم الإنحياز السابع في الهند، وتتم مناقشة التفاصيل في العاصمة السورية دمشق ويرشح لقيادة العملية كل من ( الشيخ عبدالحليم الزهيري وعبدالكريم العنزي ) وخمسة أفراد من الدعوة في الخط الجهادي. كان كمال الساعدي ( عضو البرلمان الحالي ) أحد المرشحين للمهمة، لكنه أعتذر من الالتحاق بحجة أنه ترك زوجته في قم لوحدها !
تمّ تهيئة جوازات سفر تونسية مزورة لطاقم المهمة وعليها تأشيرات دخول ( فيزا ) مزورة لدخول الأراضي الهندية، باستثناء الشيخ عبد الحليم الزهيري وعبد الكريم العنزي، حيث كان بحوزتهما جوازات سفر إيرانية أصلية مع تأشيرة دخول أصلية.
تنطلق أول مجموعة من 3 أفراد بمعية الشيخ الزهيري من مطار دمشق إلى بومبي، وتسير الأمور على ما يرام. في مطار بومبي يطلب الشيخ الزهيري من أحد أفراد المهمة بمرافقته إلى صالة السوق الحرّة، ويطلب منه أن يختار له قارورة عطر من النوع الجيد وعلبة من القهوة الأصلية ! يتفاجأ ( أ . ف ) من هذا الطلب ويحاوره ..
: شيخنا أنت صدگ تحچي ؟ ( هل أنت جاد فيما تقول ؟ ) نحن ذاهبون إلى موت محقق، ولا ندري ماذا سيصيبنا ؟ وهل سنرجع أحياء أم لا، وأنت تبحث عن عطر وقهوة ؟
كانت هذه أول صدمة تلقاها ( أ . ف )، من هذا القيادي، وهو ناذر نفسه لمهمة شبه انتحارية، وقائده بهذه التفاصيل.
تصل المجموعة الأولى إلى مطار بومبي وتسير الأمور على مايرام.
بعد المطار يتوجهون إلى فندق في المدينة، ويستقرون به لمدة 3 ليالي حسب التعليمات، وفي اليوم الرابع يتوجهون بالقطار إلى نيودلهي في 24 ساعة سفر.
يتم استقبال المجموعة الأولى من محطة القطار ويتوجهون إلى أحد البيوت المؤجرة وسط العاصمة نيودلهي وسط الأحياء المتوسطة المعيشة، ويلتم شمل طاقم المهمة بالكامل. تبدأ عملية التحضيرات والكشف الموقعي لمسار سيارات الوفود القادمة من المطار إلى مقر الإقامة.
فيتبين بعد مراقبة خط السير الواصل بين المطار ومقر الإقامة التالي
1- جميع سيارات الوفد الواحد هي من نوع مرسيدس بيضاء اللون مظللة النوافذ
2- عدد سيارات كل وفد حوالي 70 سيارة
3- تحمل جميع السيارات نفس أرقام اللوحات ولا تحمل أعلام الدول القادمة
4- تسير بسرعة تتجاوز 100 كيلو متر في الساعة على أقل تقدير
5- خط السير محدود ومخصوص لسيارات الوفود فقط
في الإجتماع التداولي لخلية المهمة، يتم فحص الخرائط من قبل الأفراد المكلفين بالتنفيذ، وسط حيرة من كيفية الوصول إلى معرفة سيارات الوفد العراقي، والسيارة التي تقل الرئيس صدام حسين، ويبدأ عبد الكريم العنزي بشرح اللمسات الأخيرة لعملية الإغتيال ووضع الخطط البديلة، بعدما تتوارد عليه الأسئلة من قبل المجموعة 
أولاً .. سنقوم بحفر حفرة بجانب الطريق، ونضع فيها قنابل، ونغطّيها بالتبن ! وحال مرور سيارة المجرم صدام نفجرها عن بعد
يعترض أحدهم : لكن المتفجرات التي بحوزتنا هي أصابع ديناميت وهي محدودة التأثير، وكيف سيتم توقيت التفجير مع السرعة الهائلة لسيارات الوفود ؟
يجيبه العنزي : لا عليك، فهناك خطة بديلة لرمي القنابل اليدوية على السيارة التي تقل صدام
اعتراض آخر : كيف يتم ذلك ؟ كيف نشخّص سيارة صدام ؟ كيف نقف في الشارع وبأيدينا قنابل يدوية والتي تحتاج إلى فترة زمنية لكي تنفجر بعد سحب المفتاح منها ؟
في ذلك الإجتماع يصاب بعض الحضور بإحباط رهيب من هذه الخطط الهزيلة التي تمّ وضعها لتصفية شخص مثل صدام حسين، ويستمر الحوار والإعتراض
العنزي : حسناً ربما نفكر في تفخيخ دراجة بخارية وركنها جنب الطريق، أو يقود أحدكم هذه الدراجة ليلحق بالموكب ويفجّر سيارة صدام !
: ياسيدي الكريم هذه الأقوال حتى الزبّال الذي في الشارع سيضحك علينا، هل هذه كل خططكم ؟
حين تبدأ الاعتراض تأخذ حيّزاً آخر، يتدخل الشيخ عبد الحليم الزهيري ويبدأ بالتنظير لعملية الجهاد ويذكر الشباب بما أعدّ الله من جزاء للمجاهدين والشهداء.
ينتفض أحد الشباب : شيخنا انته صاير منظّر وهذا ( وأشار إلى عبد الكريم العنزي ) صاير *شاگال* العرب، أهكذا أرواحنا رخيصة عندكم ؟ هذه العملية وفق هذه التفاصيل محكومة بالفشل مليون بالمائة، إنها أنتحار على لا شيء، إنها رمي إلى التهلكة
يجيب الشيخ حليم عليه بجواب قاسٍ جداً : هو محّد يجي الهذا الخط ، بس اللي ماعنده مؤهلات ! ( لا أحد يأتي إلى هذا الخط ، فقط الذين لا يملكون مؤهلات )
فساد صمتٌ محزن أجواء الغرفة، تذكر أحد الشباب كلية الطب التي غادرها، والآخر تذكر عزّ أهله وسمّو حاله، وكيف يتعامل معهم هذا الرجل القيادي، وكيف يصفهم، وقد وضعوا روحهم على راحتهم
يقرر ( أ . ف ) الإنسحاب : لست مقتنعاً بالتفاصيل، هذه الخطط طفولية لا تصلح لاغتيال فرد بسيط، سأنسحب وأنتم تعلمون مدى بطولتي وشجاعتي ومواقفي. يقرر آخرَين الانسحاب من العملية تضامناً معه ويعلنان رأيهما بالعملية وخططها الفاشلة.
يتوعد الشيخ حليم ( أ . ف ) بإحالته إلى لجنة إنضباط الحزب حال عودته إلى دمشق ( بسيطة آني أعلمك من أرجع السوريا ).
تُلغى العملية، وتنسحب المجموعتين من الهند، وتبرأ لجنة الإنضباط المكونة من ( أبو رياض شبّر والحاج أبو ماجد ) السيد ( أ . ف ) وبعد أن ينكر الشيخ حليم تهديده بادعاء أنها كانت .. مزحة .
أعضاء المجموعة موزعون حالياً بين ( العراق ، بيروت ، إيران ، أوربا )
..
لستُ بصدد تقييم الأشخاص أو تقييم أعمالهم، لكني وجدت من الأمانة أن يطلّع الجمهور على تفاصيل حركة حزب هو الآن في سدّة الحكم، ومنظّرو الأمس هم أنفسهم أبطال اليوم
[email protected]

أحدث المقالات