23 ديسمبر، 2024 12:03 م

تفادوا الإبادة وفعِّلوا الديمقراطية فقد إنتصرت – 2

تفادوا الإبادة وفعِّلوا الديمقراطية فقد إنتصرت – 2

ما تخططه أمريكا للعراق:
لتفهّم التحركات البرلمانية لمختلف الكتل السياسية ولإتخاذ المواقف الصائبة أزاءها، لابد من التكهن بالصفحة التالية من صفحات المؤامرة على العراق التي إنطوت الصفحتان الأولى والثانية منها بفشل المؤامرة؛ إذ حوصر التحرك الأول في الفلوجة  وتوقف التحرك الثاني عند إحتلال الموصل وإيقاظ الخلايا النائمة للسيطرة على تكريت وتلعفر وجيوب هنا وهناك تجري تصفيتها تباعاً من قبل القوات الأمنية والجيش والطيران العراقي وكلها مدعومة بحشد شعبي منقطع النظير لجميع مكونات الفسيفساء العراقي حرصاً على وحدة العراق بالأقل.

كطموح جاد وكجزء من مخطط مستقبلي واسع يسعى إلى تأجيج حرب باردة جديدة على الصعيد العالمي بعد التوتر الذي إفتعلته في أوكرانيا لاستفزاز وابتزاز روسيا، أعتقد أن أمريكا تريد تأجيج حرب أهلية حقيقية في العراق يكون هدفُها، في المدى المتوسط، أن تصبح امتداداً للحرب الدائرة في سوريا وربما مدّها إلى تأجيج حرب أهلية في لبنان، وهي جاهزة تقريباً. وهناك حرب اليمن المشتعلة أصلاً بتدبير سعودي؛ والوضع الليبي القلق.
لا أستبعد أن توعز أمريكا، في مرحلة ما، لداعشبالإنسحاب من العراق “بسبب الضغط المتزايد للثوار السنة علينا وضرورة الإنسحاب التكتيكي للحفاظ على الخلافة الإسلامية” وهو تدبير تقصد منه أمريكا إزالة أي عائق يحول دون جعل الحرب الأهلية (الشيعية – السنية) في العراق حامية الوطيس لا تبقي ولا تذر على غرار الحرب السورية.

تريد أمريكا أن تكون سمة هذه الحروبطائفية بين السنة والشيعة أو بين الحكومات والإرهاب لتعميمها على امتداد المنطقة(2) وتتخذ هي، أمريكا، موقف المناصر للسنة بسبب كثرتهم العددية، وتدفع بالشيعة الى التحالف مع روسيا والصين ودول البريكس. وهذا هو الإصطفاف الذي تريده أمريكا في الحرب الباردة الجديدة التي قدرت هي والرأسماليات القديمة المتوحشة الإمبريالية، في أوربا الغربية أساساً، أن أزماتها الإقتصادية المستديمةوالمستفحلة لا تمكن معالجتها إلا عبر هيمنتها على العالم؛ وهذا يقتضي تصفير القدرات العسكرية الروسية ومن ثم الصينية عن طريق فرض الحصار والستار الحديدي ثانية على روسيا كما كان الحال أيام الإتحاد السوفييتي رغم كون روسيا اليوم رأسمالية أيضاً ولكنها فتية غير متوحشة، وعن طريق تصدير الإرهاب إليها بضخ داعش والنصرة وطالبان والحركات المتشددة الشيشانية وغيرها إليها.

هذا هو الدور المرسوم للعراق ضمن مخطط الوضع الدولي الذي يسعى اليه حلف شمال الأطلسي بقيادة الولايات المتحدة ومؤازرة إسرائيل.

أتوقف عند هذا الحد ولا أنتقل إلى العقبات الكبيرة، وأولها رفض العالمين العربيوالإسلامي لهذا المخطط الجهنمي، التي ستواجه هذا المخطط وسأعالجه في الحلقة القادمة. المهم هنا فقط التعرف على ما يخطط للعراق هذه الأيام وفي قادم الأشهر بدءاً بتشكيل الحكومة العراقية الجديدة الذي سيلقي المخطط بثقله على تحرك القوى السياسيةأزاء هذه المسألة.
أعتقد أن النجيفي وصالح المطلك وأياد علاوي ومسعود برزاني منخرطون في هذا المخطط بدوافع مصلحية ضيقة تضر بشعبهم.
مجلس النواب الجديد وإنتخاب الرئاسات الثلاث وتشكيل الحكومة:
وفق هذه الخلفية سأناقش المواقف التي ينبغي تبنيها من قبل القوى الديمقراطية، دينية وعلمانية، حيال مسألة تشكيل الحكومة وحيال السياسات التي يتوجب التمسك بها ليتمكن العراق من إحباط المخطط الجهنمي والقضاء على داعش ومواصلة إعادة البناء وإستكمال تأسيس دولة المؤسسات الديمقراطية.
1-    إن عدد النواب المتبقين بعد إنسحاب بعض الكتل وهو(165) نائباًكانكافياًللنصابالقانوني والاستمرار بجلسة مجلس النواب يوم 1/7/2014 بعد الخديعة التي قام بها أسامة النجيفي وصالح المطلك حين طلب النجيفيإستراحة لفترة نصف ساعة ولم يعودا وأتباعهما بعدها للجلسة. كما إنسحب نواب التحالف الكردستاني على إثر مشادة كلامية ابتدأتها، ربما تعمداً وبالتنسيق، النائبة عن التحالف المذكور السيدة نجيبة نجيب. وقد قاطع علاوي وإئتلافه الجلسة من الأساس.

لقد خالف النجيفيوالمطلك تفاهماً مع التحالف الوطني يقضي بإنتخاب رئيس مجلس النواب ونائبيه في الجلسة الأولى بعد طرح مرشحهما حسب تصريح النائب عن إئتلاف دولة القانون السيد حيدر العبادي. لقد هربوا من موقع المسؤولية وهذا ذنب كبير.

ذكرت فضائية (الحرة – عراق) في نشرتها الإخبارية ليوم 1/7/2014 وكذلك ذكر مراسلها السيد محمود فؤاد بأن النصاب القانوني قد إختل بعد خروج النواب الذين تزعمهم أسامة النجيفي وصالح المطلك. هذا غير صحيح فالنصاب لم يختل ولا أعتقده خطأً عفوياً بل مقصوداً من جانب هذه الفضائية التي طالما حاولت بإسلوب ذكي ماكر تلميع صورة الطغمويين(1) وأفعالهم التخريبية وتلطيخ صورة التحالف الوطني.

(أقترح على الحريصين على الديمقراطية عدم السماح لمرور هكذا ألاعيب من أية جهة أتت ونحن في بداية الدورة البرلمانية الجديدة. يجب كشف هذه المحاولات أمام الشعب.)

2- إنه لمن الواضح أنرئيسالسنالدكتورمهديالحافظتشاورمعزعماءالتحالفالوطني وآخرينوقررواتأجيلالجلسة. وهذه دلالة النضوج والشعور بالمسؤولية العالية حيال الشعب العراقي والمراجع الدينية الرشيدة المتعددة داخل العراق وخارجه وحيال المجتمع الدولي، الصادق منه والكائد المنافق المتربص، وكلهم طالبوا السياسيين العراقيين بالإسراع في إنتخاب الرئاسات الثلاث وتشكيل الحكومة في أقرب وقت بعيداً عن المقالب واللهو وطلب الإستراحة والتبخر كما تبخر قبلهم من أراد إنهيار الدولة العراقية، وعلى أن تكون شاملة ولا يعني ذلك الإبتزاز بالتعكز على آلية التبخر.

3- أصبحالآنواضحاًللعالمأنالتحالفالوطنيقائدالحكومةالقائمةإلتزمبروحمسؤولةعاليةورغبةفيالحلولالديمقراطية ومنح الآخرين فرصة (آمل أن تكون الأخيرة) لحسم خلافاتهم الداخلية؛ولكنالطغمويينوالشوفيينيينلايريدونللديمقراطيةأنتأخذمجراهافيالحياةالسياسيةالعراقية وأرادوا التأسيس لإستنساخ ممارسات الدورة البرلمانية السابقة وجعلها نهجاً للدورة الجديدة (وهذا ما يجب قطع دابره بكل حزم).
لقد كان التساهل معهم هذه المرة في محله لأنه سجلنقطةسلبيةجداًضدهموضدحماتهمفيواشنطن وأنقرةوالرياضوالدوحةوتضاف إلى جملة سلبياتهم الأخرى لتساهم في تعريتهم وهذا أمر هام جداً في المواجهة إذا واصلوا نهج المناكفة والتخريب وليس التفاهم المسؤول، ولتساهم أيضاً في قطع الطريق أمام حماتهم الذين يريدون تسويق فكرة إعلامية مضخمة بأن هناك “ثورة سنية” في البلد بمعزل عن وجود داعش.

4- بعددفعالأمورلهذاالحدأعتقدأن الصادقين فيالمجتمعالدوليسيعذرونالتحالفالوطنيوالكتلالراغبةفيالحلولالديمقراطية،إذاماإتخذواإجراءات دستوريةديمقراطيةبرلمانية صارمةلإنتخابرئيسمجلسالنوابونائبيهورئيسالجمهوريةونائبهوتكليفرئيسالوزراءوتشكيل مجلسالوزراء،وذلكبعدأنيتمالتفاهممعكتلأوأشخاصسنةوأكرادشرفاء،وما أكثرهم، وهؤلاءيكْفونللتعبيرعنمصالحمكوناتهمعلماً أن المصالحواضحة والجميع يعرفها ويقر بهاولايمتلكالنجيفيوالمطلكوعلاوي والبرزانيمزيداًمنهاغيرمطالبالخبثوالكيدوالتخريب؛ لأن أول ثلاثة رافضون للآخر ورافضون لسواسية البشر ورافضون للديمقراطية ورافضون لحقوق الإنسان إلا بالادعاء التكتيكي ويحتقرون الشعب ويصرون على إستعادة حكمهم الدكتاتوري مثلما طلب طارق الهاشمي، نيابة عنهم، من الرئيس بوش ولما رفض الرئيس طلبه تحول إلى مجرم إرهابي إقترف (150) جريمة قتل إرهابية فأدانه القضاء. 
أما البرزاني فيريد أن تكون كردستان دولة راعية لحكومة بغداد “المسكينة” التي إذا مد جيشها أصابعه فسيقطعها السيد جبار ياور أمين عام وزارة البيشمركة حسب تصريحه قبل أكثر من عام. فما بالك ويريد الآن السيد البرزاني أسلحة متطورة من أمريكا حسب فضائية (الحرة – عراق) بينما العراق لديه طائرة واحدة يتيمة من طراز ف-16 وحتى القاعدة التي تستقبلها في بلد قد هجرها الخبراء الأمريكيون قبل أن يتموا بناءها بسبب إقترابداعش منهم!!

5- بصراحةورغمغيابعددقليلمننوابالتحالفالوطنيإلاأنحضورهمالكثيفيبشربفاتحةخير جوهرها ضرب المحاصصة والشراكة والمشاركة والتوافق، حسب مفاهيم الطغمويين لها، بعرض الحائط. ومن يعترض على هذه الخطوة الهامة في الخارج بذريعة التوافق فأقترح أن يُقال له:
طبقنا سابقاً التوافق بروح الشراكة والمسؤولية فقلبوه إلى محاصصة وإبتزازوبهذلة. التوافق حاصل ولا يُشترط فيه التفاهم مع من لا يريد التفاهم بل يريد الإبتزاز أو التخريب وتسهيل عمل داعش؛ أرونا كيف طبقتم المحاصصة في بلادكم لنتمسك بمحاصصتنا التي أوصلت داعش إلى أبواب بغداد وهي تؤكد استراتيجيتها التي مارستها على الشعب منذ عام 2003 ولحد الآن ومازالت مصرة عليها وهي إبادة “الكفرة عبدة البشر والحجر” على حد بيان داعش بعد أن مكنها ممن يحتمون ويشاركون بالعملية السياسية على التواجد والإستمرار على أرض العراق.
وإذا قيل هذا تسلط ودكتاتورية فأقترح أن يُجابوا:
جرت إنتخابات برلمانية حرة نزيهة شهد لها العالم وهي الرابعة من نوعها والأولى بعد خروج القوات الأجنبية وخروج العراق من طائلة الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة الذي حشرنا تحت طائلته هو ذات النظام الذي ينوحون ويخربون ويبيدون المواطنين الأبرياء من أجل إستعادته.
نحن نفعل بأقل كثيراً كثيراً مما أعلنه السيد توني بلير رئيس وزراء بريطانيا الأسبق حين قال “إذا تعرض أمن البلاد للخطر فإنسَ حقوق الإنسان”. إننا تعرضنا ومازلنا نتعرض لأبشع وأبلغ أنواع المخاطر المدعومة من حكومات تعرفونها جيداً. إنهم يعلنون الإبادة التامة “للكفرة عبدة البشر والحجر” وهؤلاء الذين في حسابهم يشكلون ثلثي الشعب العراقي تقريباً. لقد وضعوا هذا التهديد موضع التنفيذ منذ عشر سنين ولحد هذه اللحظة وهناك بين شركائنا من تناغم معهم.
6- عليه أرى أن يمضي التحالف الوطني وحلفاؤه إلى إنتخاب الرئاسات الثلاث والحكومة مع ضرورة الإلتزام بالمبادئ التنظيمية التالية:
a. يكون الهدف الأسمى دحر داعش وجميع الحركات الإرهابية والمسلحة تحت أي مسمى وأية ذريعة لأن ذلك محضور في النظم الديمقراطية.
b. يطرح رئيس مجلس الوزراء أسماء حكومته والبرنامج الحكومي على مجلس النواب للمناقشته وإقراره بالأغلبية.
c. الإسراع بتشريع القوانين الإرتكازية في البناء الديمقراطي كقانون المجلس الإتحادي وقانون الأحزاب وقانون الصحافة والإعلام وقانون النفط والغاز وغيرها.
d. بعد إستنفاذ النقاش والبحث يُصار إلى التصويت وعدم ترك الأمور سائبة لتتراكم وتتعقد. ينطبق هذا على إجتماعات مجلس الوزراء ومجلس النواب.
e. تشكيل مجلس الخدمة ووجوب إجراء التعيينات للوظائف في جميع مرافق الدولة عبره والإبتعاد نهائياً عن المحاصصة والمحسوبية وإعتماد أساس الكفاءة ووضع الشخص المناسب في المكان المناسب.
f. إلتزام الوزراء الصارم بالبرنامج الحكومي. وعلى كل وزير تقديم البرنامج التفصيلي لوزارته مبنياً على البرنامج العام لمجلس الوزراء.
g. تقديم التقارير الدورية إلى مجلس الوزراء عن الإنجازات والمعوقات لمراجعتها وإبداء الملاحظات والتوجيهات والتعديلات.
h. تقديم تقارير دورية عن إنجازات الحكومة ونشاطاتها إلى مجلس النواب ومناقشتها بحضور الوزراء.
i. على الوزراء الإلتزام بالبرنامج الوزاري وسياسة الحكومة ككل في تصريحاتهم والإبتعاد عن التصريح بما يناقضها.
j. وجوب إحترام المعارضة للقوانين واللوائح ومحاسبة الخارجين منهم على النظام فعلاً أو قولاً حساباً عسيراً وفق القانون.
k. المحاسبة الصارمة على دوام النواب وتفعيل نظام مجلس النواب.
7- أرى أن المسوغات التالية تجعل الوضع السياسي العام مؤهلاً للأخذ بمبادئ العمل أعلاه والإبتعاد عن المحاصصة :
a. دعمالغالبيةالعظمىمنالشعبالعراقيومنجميعأطيافهلها. الغالبيةتأتيمنالذينإكتوواويكتوونمناستراتيجيةالفناءالمعلنةمنداعش،بكونهم “كفرةعبدةالبشروالحجر”،ومنمهجرينبلاذنبيعانونالمذلة،ومنواقعينتحتحكمأحدثالجراثيمالبشريةداعش.
b. دعمالمجتمعالدوليلأنالعمليةديمقراطيةبحتةترقىإلىالمعاييرالدوليةوسيؤيدهامجلسالأمن.
c. إمتلاكالحكومةالشرعيةالمنتخبةمنالبرلمانالذيأجمعالعالم (بضمنهمأوباما) على نزاهة إنتخابه–إمتلاكها لجيش أصبح أكثر مراساً وتصميماً بعد أن تركه معظم المتخاذلين المتآمرين الذي حنثوا بقسم الشرف الذي أدوه؛ وبعد أن حقن بدماء مؤمنة بعراق ديمقراطي حر مستقل موحد وهو جيش الجميع.
d. إمتلاك الحكومة المنتخبة مصدر المال في إقتصادناالريعي الذي لم تكن حكومة المالكي راغبة في ديمومته لكن التخريب الطغموي على يد رئيس مجلس النواب السابق هو الذي حال دون بناء إقتصاد متوازن معافى وخدمات فعالة ولنا من إحباط مشروع قانون البنى التحتية خير دليل على تخريبهم.
e. إن النجيفي وعلاوي والمطلك والبرزاني أصبحوا في أضعف حالاتهم الاستراتيجية. لقد فسدت خططهم فأصبحوا في ورطة لا يحسدون عليها. لقد تسببوا في هجرة مليون ونصف المليون إنسان برئ من بيوتهم ورموهم في آتون المهانة والمذلة لأن الإنسان خارج بيته مهان. ظنوا أن الفرج آتٍ وستنقذهم داعش بعد إنهيار الدولة العراقية ويستولون على نفط الوسط والجنوب. وإذا بالدولة تثبت أنها أصلب من أسنانهم فتكسرت الأسنان وبقيت الدولة وبقي المهجرون المساكين يلعنون النجيفي وعلاوي والمطلك والبارزاني وينتظرون من الحكومة معالجة أوضاعهم بأقرب فرصة.
f.  لقد جفت مصادر القدرة الإبتزازية لهؤلاء الطغمويين:
i. ما عاد لهم جمهور طيب مغرر به يسمعهم، ومن كان يسمعهم من الخبثاء فقد إلتحقبداعش  فهي أكثر وضوحاً وصرامة منهم!! أضحوا صفر اليدين بوزن الريشة. لقد إحتموا بهدف يبيح المجتمع الدولي للحكومة العراقية دكه بطائرات السوخوي الشريفة دكاً وتسويته بالأرض وهذا جزاء من يجرأ على محاولة إبادة الحياة.
ii.  من بين الدول الداعمة لهم لا يعتد إلا بأمريكا التي قدمت طروحات قد تكون نبيلة هدفها إصلاحي يرمي تطوير المجرم الفاشي إلى ديمقراطي لامع ولكن أسلوبها كان خاطئاً لا تمارسه في بلادها هي. سكتت عن إجرام المجرم كنائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي عسى أن يعي ضميره أو تتعب يده من القتل أو تنكسر سكينه فيكف عن الإجرام. الذي حصل أنه تمادى وأصبح القتل يحقق شهوته. ولا أعرف ما ذنب عشرات الألاف من أبرياء الشيعة الذين أُزهقت ارواحهم وتصيح أمريكا، نفاقاً، السنة يشعرون بالتهميش. إنه التأليب والحث على الحرب الأهلية وليس العطف على عدل أو حقيقة أو على هذا وذاك.
أخيراً إن التلكؤ في إتخاذ الخطوات الديمقراطية الصحيحة التي من شأنها أن تضع حداً لأفعال الطغمويين الذين يدعمون الإرهاب ويخربون العملية السياسية من داخلها – سيقود إلى مزيد من الإرهاب وفقدان أرواح الأبرياء وخاصة الشيعة.
ولما قد طالت هذه المعاناة وطال الصبر الذي “أعجب” وزيرة الخارجية الأمريكية الدكتورة كونداليزا رايس عام 2006 يوم قالت في شهادتها أمام الكونغرس إنها معجبة بالشيعة كونهم لا يذهبون إلى الخنادق عندما يُقتلون، واليوم “أفرح” هذا الصبر السناتور ليندزليكراهام رغم ضغطه والسناتور جون ماكين وآخرين على الإدارة الأمريكية لمنعها من تنفيذ بنود الإتفاق العراقي الأمريكي لبيع طيارات أباجي و ف-16 عطفاً على السيد البارزاني الذي لم ينم الليل “خوفاً” من نوري المالكي – ولما تطور القتل وأصبحت داعش تحتل واحدة من أكبر محافظاتنا وصارت تبيد مواطنينا وتعقد العزم على إبادة أكثر من ثلثي الشعب …. فقد آن الأوان لوقفة جادة لمراجعة مسيرة البلاد وجدوى نظامها السياسي وجدوى تحالفاتها والأخذ بما هو صحيح وقد أشّرته في أعلاه علماً أن الوضع الدولي أصبح مناسباً بعد الإطاحة بنظام القطب الأوحد.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1): للإطلاععلى “مفاتيحفهموترقيةالوضعالعراقي”  بمفرداته:  “النظمالطغمويةحكمتْالعراقمنذتأسيسه” و “الطائفية” و “الوطنية” راجعأحدالروابطالتاليةرجاءً:
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=298995
http://www.qanon302.net/news/news.php?action=view&id=14181

(2):منذ تأسيس الديمقراطية في العراق عام 2005 عقد النظام السعودي الشمولي العزمَ على إثارة الطائفية في المنطقة كوسيلة لمواجهة الديمقراطية وإشعاعاتها. 
في أواخر شهر تشرين ثاني من عام 2006  نشر نواف عبيد المستشار الأمني للسفير السعودي في واشنطن، مقالاً في صحيفة الواشنطن بوست قال فيه بأن السعودية ستقوم بدعم السنة في العراق في حال إنسحاب القوات الأمريكية منه.
وفي 8/3/2007 وفي خطاب لها في ملتقى عصام فارس في أمريكا، حذرت وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة السيدة مادلين أولبرايت حكومة الرئيس بوش من مغبة التورط في صراع سني – شيعي في المنطقة يلوح في الأفق.
ومن بعد أتى  تحذير شديد من الرئيس المصري السابق محمد حسني مبارك “من الزج بالخلافات المذهبية في القضايا الإقليمية ومصائر الأوطان والشعوب”، على حسب ما نقلته من القاهرة (أ.ش.أ.) ونشرته الصحف الإلكترونية بتاريخ 3/4/2007. جاء ذلك في خطاب للرئيس المصري خلال الإحتفال بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف. وقال الرئيس “أتحسب من تحول هذه الخلافات إلى صراع سياسي… ينال من وحدة المسلمين ويشق صفوفهم ويضعف أمتهم”.
بناءً على هذه المعطيات نشرتُ مقالاً بتأريخ 17/4/2007 بعنوان: “لأنظار الإئتلاف والتحالف: موقف للرئيس مبارك يستحق الثناء والبناءعليه.”
يبدو أن إدارة الرئيس أوباما الديمقراطية قد أخذت بهذا المخطط وضمّنته في استراتيجيتها العالمية الجديدة بعد أن رفضته حكومة الرئيس بوش الجمهورية.