23 ديسمبر، 2024 7:42 ص

تــيه في مقل الجمال  …!؟؟

تــيه في مقل الجمال  …!؟؟

تسنم الليل هامتها عباءة  ، جاهدا اخفاء ما ابدع الله ، وما يؤسر النفس يناظر المألوف بحتمية الجمال ووقاحة العشق و يبرز من وراء العتمة قسرا  شماتة بخيبة الليل وعجزه حين اعلن انكساره عن اخفاء النور رغم ركوبه العناد حصانا والهواء سيفا والحب جهادا ومع ذلك كله اخذ شهيدا حين غرة واريق احساسه بين محراب عينيها المتشاطئتين ، يتنمر الريح وتستأسد الاشجار لكي تطرد بقسوة وخباثة ليل العباءة الرابض فوق قيم الجمال  ولو عن جزء من قمرها المبدر حتى تضيء الدنيا وتنكشف الاسرار ويتسارع العشاق بالنفور والاختباء كل خلف قفاه او اصبعه… وهذا لؤم يستيقظ ليساند الخبث والوشاية والشماتة….يقال ، والعهدة على الراوي ،القمر، بجلالة قدره ، واشي و نمام ولئيم  وشامت حين يكشف خبايا ليل العشاق بنوره ، واكثرهم يفضله هلالا…..؟!
تتحرك غيمة بيضاء  بغنج  و دلال وهي تلاطف الضوء كي تخفي ما بان منه  في زرقة السماء الصافية ويفرض برادوكس الالوان انتصاره البهي ، حتى يأخذ الهوس مكانه من الصراع المبتل بندى الزهور وعبق الفجر المتحرك نحو الصباح بحركة تواقة  متسارعة شوقا الى خيوط الشمس التي توشك النهوض من رقادها متكاسلة وهي تتثاءب بنحول ، تستبشر الزهور والاوراق استهلال الخير كي يمنحها فسحة كافية لترتدي اطواق الجمال الرباني القادم من وجنتيها تحت تجوال خيوط الشمس الذهبية واسمح لوقاحتي مهادنة الموقف وانسل بهدوء  امرغ مقلي في ثرائها الثر وأكتوي بنارها المثلجة ، الكامنة تحت الرماد ، ارفع رأسي في افق اخيلتي لاستوضح ما يحدث واجد نفسي سابحا  في اديم السحر وغيوم الاحاسيس المتناثرة هنا وهناك واتحرك بأثيرها وكأن اجنحة تأبطت خواصري وحملتني طائرا نحو احمرار الشفق  عندما بان وكأنه سيف تعب قد عاد من حرب ضروس خاسرة وهو يتستر بغمده كي يخفي  نار الهزيمة وعار الفشل….. و يطوق كل شيء حمرة تعاند  الشفاه  لثغر عروس لا تحسن التبرج…!
مضغة من بريق تنعكس من وجهها البدري تجاري الشمس بهاء تدفعني بقوة  نحو قدرة الخالق في خلقه هذا المخلوق وانا اتمتم  واهمهم دون شعور:
–” يا لخالقها من مهندس ماهر…..!؟”
وتداخلت الافكار في مخيلتي المثقلة وبدأت تتصارع وتماطل بعضها البعض حتى اصبحت عبئا ثقيلا على عقلي حين استعرضت كل حقد الدنيا وكأن ثأرا بين افكاري واحلامي اليقظة…. اظن بسوسا كونية قد استوت على مسالك الموقف واستولت على نواصي الاحاسيس ونصبت اسفينا بين الوعي والخيال كي ابقى شاردا  كما انا ، حتى لاح في افق فكري هنة من ضياع بين شتات نفسي المبعثرة حين داعبت نسمة عابرة  اذني ولفح عبقها الاسطوري انفي فتهت قليلا بين اثير العبق ونعومة النسيم ونسيت بسوسي قليلا … و صحوت من غفلتي…!  بحثت عن نفسي الضائعة ، ابرة تحت قش عثرت عليها ، آخر نفس ، غارقة في فوضى عارمة من الانبهار …. بدأت اتلفت حولي كمجنون  تائه …..اتساءل بغباوة وتيه :
-” من انا…. اين انا …!؟”
خرس اللسان وباع الكلام ونضبت الاجوبة  بغيابي انا ….انا ليس انا ، انا ليس هناك…! حتى وان كنت ، كتلة من حواس غارقة في اديم السحر ، بعيدة عن الوعي تماما ، منشغلة بطوفان الالوان والعبق الذي يغطي الارجاء…! …اثير لا يشبه الواقع ولا الخيال…شيء غريب يخطو قليلا نحو النشوة والتلذذ ، اخال نفسي تارة وهي تمصص اصابعي واخرى شفتي…..!…تمنيت بعمق ودناءة بشرية ان تطول غفلتي تلك  وانفلت كليا من زمام اليقظة حين سحبتني هذه المرة وبقوة موجات الطوفان نحو الوعي الكامل و عنفتني جميع اعضائي بشدة … الا حواسي اللعينة فلا تزال تسبح بالنشوى والخيال بعهر ووقاحة آدمية …!؟
خجلت حين لمحت جميع اعضائي وشتات افكاري و احاسيسي وهي تنظر نحوي بعيون تكاد تفر من محاجرها ، وجوه تملأها علامات الاستفهام والتعجب فجمعت اوصال طاقتي وأجزاء شجاعتي الانسانية المنتشرة فوق جدران وباحات مخيلتي، اصبو بالعودة نحو وقاري وهيبتي لكي اصحو من طمعي الدنيوي هذا ، بدأت حواسي تستيقظ وتتسارع  وتحث بعضها البعض على النهوض تحت ضربا ت اعضائي المتناثرة والتي لا تزال تحت ثقل التأثير السحري ، تقدمت خطوات نحوها وانا اضع كفي امام وجهي لاستر قليلا شدة الضوء القادم من شمس محياها المشرق …!
افكر بأنانية الامتلاك وانا اتقدم نحوها ببطيء وتردد وخوف وناظري مسمر في اثيرها البهي وعيناي نصف مفتوحة  فهي لا تقوى على مجاراة النور الصاخب القادم من شعلتي عينيها بجسارة …وانا استهل المحنة ارتطمت قدمي بشيء صلب فادركت اني في دائرة الانفجار حين دق ناقوس الوصول وهتفت جميع حواسي بالانتصار …..مددت يدي  حتى لامست اصابعي  شيئا منها وبدء السحر يسري في جسدي تيار مكهرب ، اغمضت نواظري …. ونزلق الواقع مني من جديد…!؟