23 ديسمبر، 2024 11:08 ص

تـــــــــــــــــــــــــراب

تـــــــــــــــــــــــــراب

قال صدام مقولته الشهيرة إذا أردت أن أسلم العراق فلن أسلمه إلا ترابا ولولا حزم الرئيس بوش على الإطاحة به بأسرع وقت ممكن لإستطاع أن يحقق مقولته من خلال المزيد من الإنتهاكات والدماء والتجويع والقضاء على كل معلم من معالم العراق ليصبح أرض ترابية لاوجود للحياة عليها

حمد العراقيون ربهم على الأطلال التي خلفها صدام وأستبشروا خيرا بالمجاهدين السابقين وكانوا يتصورون بأن هؤلاء الجدد سوف يعيدوا هذه الأطلال ليأسسوا عليها أفضل بلد في المنطقة , لكن هؤلاء الجدد أخذوا ينبشون في هذه الأطلال لكي يحصلوا على أشياء صالحة للبيع ليحولوها في جيوبهم الخاصة

نحن كعراقيين أدركنا الآن إن نبوءة صدام ونظرته الترابية للعراق لم تنته بعد , بسبب شخص جديد يعمل على إحيائها طيلة ثمان سنوات , تحت حكمه يوما بعد آخر يجر العراق الى تلك النظرة فالمفخخات تضرب متى ما أرادت والمواطن العراقي يقتل على الهوية الطائفية والتقارير الدولية تدين العراق على مماراساته الطائفية واللاإنسانية وبغداد تتصدر قائمة البلدان التي لايحق للآدميين أن يسكنوا فيها فضلا عن المعاناة الشديدة التي يتلقاها المواطن يوميا سواء مع محنة السيطرات الى الأزبال الى الإنقطاع المستمر في الطاقة الكهربائية

إن العراقيين إعتادوا على رؤية تلك المشاهد لكنهم يطمحون الى تحسن الوضع العراقي لعلهم يصحوا يوما على عراق خال من تلك المشاهد , طموحهم هذا بات في أدراج الرياح لأن قائدهم لم يرق له هذا الطموح الشعبي فهو الآن كلما حاول العراقيون أن يتخلصوا من شيء فهو يعيده الى الحياة مرة أخرى

السعودية تقرر تكفير الجماعات الإرهابية بكل تسمياتها , المالكي يهاجم السعودية لأنها قامت بهذه الخطوة ! لماذا هاجم قرار السعودية هذا ؟ لأنه لايريد للعراقيين أن يحققوا طموحهم وأن يصحوا على عراق بلا مفخخات وبلا إرهاب

مقتدى الصدر يعلن إعتزاله العمل السياسي ويمنع الجميع من التحدث بإسمه , المالكي يهاجم الصدر ؟ لماذا هاجمه ؟ لأنه لايريد للعراقيين أن يصحوا على عراق بلامليشيات وبلا إقتتال هنا وحرب هناك

هل رأى العالم مثل حكام العراق يتمنون أن يسلموا بلدهم هكذا ؟ صدام راح يزجه في حروب عبثية وحصار وإنتهاكات مستمرة لحقوق مواطنيه أدى في نهايته الى تسليمه أشبه بالتراب

المالكي راح يزجه في حروب داخلية وينتهك حقوق المواطن ويحارب من يعارضه وهي سياسات مشابهة الى حد التطابق مع مماراسات من سبقه في حكم العراق , إنهم متفقان على تسليم العراق بشكل التراب .

[email protected]