ما ان بدأ الحديث عن التغيير المرتقب لكابينة رئيس الوزراء حتى بدأت الهستريا تصيب بعض الوزراء، ومع انهم طرحوا انفسهم ذات يوم على كونهم فنانون وادباء وشعراء وعلماء ونوابغ ومنظرون ومفكرون وفلاسفة، وصولا الى كونهم يدركون كل التفاصيل التي تكمن ما وراء الحياة اليومية في احتكار واضح لكل مهنة الحياة التي تدل بشكل واخر عما يعتريهم من نقص بات واضحا وليس بحاجة الى دليل..
اعني بالتأكيد وزراء على شاكلة الجعفري وعبد المهدي والشهرستاني وعلى رأسهم صولاغ، واعتقد جازما ان اي تغيير لا يمس هؤلاء لن يكون تغييرا، وهو اشبه بمن يستبدل احجار الدومينو ليعود ترتيبها بشكل اخر، واكرر ما قاله زملاؤنا وقلته اكثر من مرة، ان المصاب بداء العظمة وامراض الزهايمر والخرف المبكر والاحاسيس غير الواقعية، جديرا ان يوضع تحت عناية خاصة مشددة لا ان يكون ممثلا للشعب في اكثر اوقاته حساسية.
الجعفري كاتب المواعض وصاحب خطاب الدولة، حين استشعر خطر التغيير وان كان مدركا انه لم يطله، وفي اجراء احترازي منه عمد الى تغيير اكثر سفراءه الذي ربط بعضهم ترشيحا وانتماءا بتياره (الاصلاح) في لعبة لا يفك رموزها سوى صهره (حق الحكيم) الذي بات هو الاخر وزيرا من موقعه، عملا بالشعار “كون نسيب ولا تكون ابن عم”.
لم يجرؤ احد ان يقول للجعفري انه فاشل، لان الجميع فاشل في ايصال اعتقاد الفشل لهذا الرجل!! فهو من يعطي المواعظ كل اثنين على طبق من ذهب للسادة المسؤولين والسياسيين، فمن يشتري بضاعته ليعاود ارسالها اليه؟؟؟؟!!!!
صولاغ، هو الاخر وجه العراق الذي فقعت عيناه، صاحب المواهب الفذة وبعد ان عجزت جهود همام حمودي مدفوعة الثمن لتلافي مسائلته في البرلمان، لجأ الى شراء الذمم بتقديم وزارته كمرتع للفاسدين واصحاب الجريمة من التيار الصدري في ضوء اخضر منهم لمساندته والوقوف معه في البرلمان ضد مشروع الاستجواب وسحب الثقة.
اعاد صولاغ توزيع الادارات العامة في خبر بثته قناة الفرات بشكل عاجل يوحي بانه حرر مدينة الموصل ولم يجري تغييرا هو الافسد في تاريخ الوزارة، وفي جردة اطلاع اولية اتضح ان التغييرات الجديدة جاءت باشخاص الى الواجهة مجملهم من التيار الصدري ومن السماسرة العاملين في مكتب التيار الاقتصادي، وهم:
اولا، سمسار مقرب من جواد الشهيلي، كانا معا اصحاب محال لاحياء الحفلات والافراح، استحوذ على لقب علمي مزور بترتيب التيار مع الشهرستاني الذي اعترف له بشهادة المحاسبة من معهد المحاسبة العالي غير المعترف به رسميا في العراق بان يكون بدرجة دكتور!!! لديه ملفات فساد وتزوير لا تعد ولا تحصى تتعلق بصحة صدور الشهادات الدراسية وبيع الاراضي، وملفات اخرى تتعلق بفساد اخلاقي لاحصر لها، وقد اصبح اليوم برعاية صولاغية مميزة مديرا عاما للادارة ووكيلا اداريا للوزارة، وثم مدير النقل البري والمسافرين بالوكالة.
الثاني، شخص ظهر عبر اليوتيوب وهو يطلق النار على المتظاهرين وقد قتل شخصا واصاب اخرين بجروح، وهو نسيب للسيد اليعقوبي مرافق مقتدى الصدر، لم يجّرم على فعلته بقتل المواطنين الذين لا قيمة لهم في قاموس مقتدى او عمار الحكيم، بل ارسل بحاكم الزاملي لكي يخلصه من ايدى المتظاهرين ويتوعدهم كذبا انهم سوف يحاسبونه على فعلته، ثم نقلوه الى موقع بديل ليدير الشركة، وهو شخص امي لا يجيد حتى الكتابة حيث حصل على شهادة البكالوريوس في الرياضة من جامعة الانبار عام 2007، وليتصور السادة القراء ان شخصا من مدينة الصدر يحصل على بكالوريوس من الرمادي في قمة الحرب الطائفية ثم يقال ان البلد يلخو من التسامح!!! كما ان للشخص ملفات فساد في سرقة الشاحنات في العام نفسه اقل حكم للنزاهة فيها هو عدم تسلمه اي مسؤولية وهو مكفل بما لايعلمه سوى الله والنزاهة!!!
شخص ثالث، خريج كلية الفنون في اعوام الفتنة الطائفية اخوه معتمد للصدر في مدينة الصدر، تولى ادارة اكبر شركات النقل المهتمة بالمرائب والنقل الخاص التي كان يعمل فيها معاونا من قبل، وهو معروف للقاصي والداني بدنائة نفسه ومساومة التجار على ابسط الامور، لتصل بهم الى دفع مبالغ مخزية له يتعفف عنها الشحاذون، وهو من اصحاب الرايات في الفساد ومعروف لدى الجميع، بل في الفساد والكداء على حد سواء.
ملف رابع، هو ملف الدعارة الذي غزت مكتب معالي الوزير من خلال سماسرة مطرودون سابقا، وبعد جملة فضائح لمرافقي الوزير واولاده وحاشيته وخدامه ومكتب اقتصادية المجلس! سنتناولها في حلقة مفصلة عن فساد وزارة النقل الاخلاقي.
بعد كل هذا هل يكون التغيير منطقيا دون ان يمس السادة الوزراء الاجلاء ممن شوهوا سمعة البلاد والعباد، لا بل ان اعطائهم فرصة اضافية سعيهم من الاستفادة من اوراق وزارتهم في ارضاء الكتل في ظل غياب الذمم والشعور والدين حتى مع حضور الذقون والعمائم!!!