كثر الكلام في الأيام الأخيرة عن إجراء اتفاق بين دول مجلس التعاون الخليجي بقيادة السعودية وبين أمريكا والسيستاني عن السعي لإيجاد رئيس وزراء جديداً وبديلاً عن رئيس الوزراء العراقي الحالي حيدر العبادي, وقد تم الاتفاق على اختيار شخصية كانت تعمل وفق الكابينة الاستشارية للحاكم المدني في العراق بول بريمر, وهذه الشخصي هي ” عماد الخرسان ” مهندس عراقي يحمل الجنسية الأمريكية, وبحسب الاتفاق سيحصل الخرسان على دعم مرجعية السيستاني, وستكون ذريعة التغيير هي فشل العبادي في محاربة الفساد وعجزه عن تقديم الإصلاحات التي وعد بها.
وهنا لابد من طرح عدة تساؤلات, ويبقى الجواب على كل عراقي عاقل ومنصف, هل من العقل والحكمة الاستعانة بشخصية جاء بها المحتل الأمريكي ؟ هل تجربة العراق وشعبه مع الحكومات السابقة والحالية التي تولت زمام الأمور منذ سقوط النظام السابق وإلى يومنا هذا تلزمنا كشعب عراقي بالقبول على هذا التغيير ؟! وكيف يسمى ذلك تغييراً أذا كان الحاكم المراد والمرتقب والجديد سيأتي على طائرة أمريكية كالذي موجود الآن الذي جاء على الدبابة الأمريكية, وقد فشل فشلاً ذريعاً في محاربة الفساد بل أصبح محاميا ومدافعا عن المفسدين ومهادناً لهم؟! كيف توافق مرجعية السيستاني على هذا التغيير الم تقل هي بعدم تجريب المجرب ؟! والعراق قد جرب كل من جاء على الدبابة الأمريكية !! فكيف تدعوا لتجريب المجرب أليس هذا مخالفاً لدعوتها تلك ؟! وهل إستبدال بريطاني بأمريكي يسمى تغييراً؟!.
فهل تغيير حكومة بحكومة منبعها هو منبع واحد, أفضل للعراق وشعبه أم حل الحكومة والبرلمان وتشكيل حكومة طوارئ عراقية من أبناء العراق مع تدويل القضية العراقية؟ هل البقاء تحت سطوة وسيطرة الحكومات التابعة للاحتلال أم التخلص والخلاص منها بمشروع خلاص يضمن للعراقيين مستقبل مستقر وآمن.
لكن هذا التغيير هو شكلي ظاهري وليس جوهري يراد منه الالتفاف على الشعب بصورة اكبر مما يحصل الان وحتى تحصل ما يسمى بمرجعية النجف على لقب “التغيير ” و لا تغيير يلوح في الأفق ما دامت الأعاجم تسيطر على الشأن العراقي, وإذا كان الهدف قتل طموح المتظاهرين وإبعادهم عن ساحات العز في بغداد والمحافظات, فسيكون شعار المتظاهرين بعد اليوم وسيعلو ويعلو في سماء العراق ((بإسم الدين باكتنه المرجعية)).
وهنا اذكر بما قاله المتظاهر والناشط الصرخي في بيان ” من الحكم الديني(اللا ديني)..إلى..الحكم المَدَني ” والذي بين فيه سبب معاناة الشعب العراقي الذي تقف خلفه عمائم السوء والسلطة الدينية التي طالما تراقصت بأحضان الاحتلال الأمريكي والإيراني … حيث قال ..
{{…4ـ فَشِلَ مكرُهُم بسببِ وعْيِ الجماهير وتشخيصِهم لأساس وأصلِ ولُبِّ المُصاب ومآسي العراق في تحكُّمِ السلطةِ الدينية بأفكار وعقول البسطاء والمغرَّرِ بِهِم وتحكُّمِها بمقدَّرات البلد بكل أصنافها وبتوجيهٍ مباشر من إيران جار الشر والدمار.
5ـ بعد أن انقلب السحر على إيران الساحر بفضل وعيكم وشجاعتكم وإصراركم فادعوكم ونفسي الى الصمود في الشارع وإدامة زَخْمِ التظاهرات والحفاظ على سلميّتها وتوجّهها الإصلاحي الجذري حتى كنسِ واِزاحةِ كلِّ الفسادِ والفاسدين وتخليصِ العراق من كل التكفيريين والتحرر الكلي من قبضة عمائم السوء والجهل والفساد حتى تحقيق الحكم المدني العادل المنصف الذي يحفظ فيه كرامة العراقي وإنسانيته وتمتُّعِه بخيراته بسلامٍ واَمْنٍ وأمان…}}.