23 ديسمبر، 2024 4:46 ص

تغييرات وزارية .. والجعفري والعبيدي بعيدا عن الخارجية والدفاع

تغييرات وزارية .. والجعفري والعبيدي بعيدا عن الخارجية والدفاع

تصاعد موضوع التغييرات الوزارية مع اقترابنا من نهاية عام على تشكيل على عمر البرلمان الحالي وحكومته الجديدة برئاسة العبادي ، واذا كان التيار الصدري اول من القى حجره في مياه العملية السياسية الراكدة وحركها باحتمال تغيير وزيري الصناعة والموارد المائية ، فان حمى التغيير ستتسرب الى بقية اعضاء الجسد الحكومي ، وان علامات واضحة تبرز الى تغييرات اخرى ، ولكنها ستكون مفاجأة لكثيرين .

وزارة الخارجية التي لم يعتقد احد انها يمكن ان تكون مشمولة بالتغيير ، ستكون في خضم التغييرات ، خاصة بعد إشارات امريكية بعدم القدرة على التفاهم مع الجعفري  ، وتغريده خارج سرب المنهج السياسي العراقي ، وتصوره بانه ما زال رئيسا للوزراء ، ويمتنع غالبا عن حضور اجتماعات مجلس الوزراء ، وعدم مرافقة رئيس الوزراء العبادي لاعتقاده بانه اكبر منه شأنا وتاريخا ، وسيكون سيناريو تغيير الجعفري حلا لإشكالية التحالف الوطني الذي ما زال غير قادر على اختيار رئيس له ، وربما عودة الجعفري لرئاسته ستكون حلا لاشكاليته ، وحلا للعبادي وبعض الكتل الشيعية التي ستجد في منصب وزير الخارجية متنفسا لها من خلال شخصية جديدة .

كتلة مستلقون داخل التحالف الوطني برئاسة حسين الشهرستاني تراقب الوضع باهتمام ، والشهرستاني بدا بالعمل خلف الكواليس للحصول على حقيبة الخارجية ، وعلي الاديب الذي كان يحلم برئاسة التحالف الوطني اقتنع بانه لايصلح لهذا الموقع ، وبدأ من جانبه العمل خلف الكواليس للعودة الى وزارة التعليم العالي ، ولكن !!!! ربما لا يعلم ان ذلك لن يحصل .

اما منصب وزير الدفاع فانه سيبقى مثار جدل بعد كثرة شكاوى الوزير خالد العبيدي من تهميشه في القرار العسكرية ، الى حد ان شكاواه وصلت المرجعية وواشنطن والقيادات العربية السنية ، والقيادات السنية العراقية ، التي اصبحت تعبر عن استيائها من ضعفه ، وهذا ايضا سيكون حلا لعقدة بعض القيادات السنية في اختيار بديل له ، سيمثل تراضيا بين زعاماتها وعودة اتحاد القوى الى بناء قيادة جديدة .

وعلى الرغم من ان (الكرابلة ) الذين يتربصون بأي وزير سني لاسقاطه لعلهم يفوزون  بوزارة بعد خروجهم من مولد الحكومة بلا حمص ، فان هناك جهة سنية اخرى تعمل خلف الكواليس ستكون هي من يمتلك ناصية التغيير وترشيح البديل الجديد للدفاع .

التيار الصدري من جانبه يبحث الان عن بديلين لوزيري الصناعة والموارد المائية ومحمد الدراجي احد البدلاء الاقوى ، بانتظار الاخر  الذي سيظهر خلال ايام قليلة ، ورما تكون عاصفة التغيير في التيار الصدري شاملة لاكثر من الوزيرين المذكورين ليلحق بهما ثالث ، وقد حسم التيار امره خاصة ، بعد ان لم يحضر الوزيران المذكوران اجتماع مجلس الوزراء الثلاثاء الماضي .

البيت الشيعي هو الاكثر طموحا في التغيير ، والعبادي هو الاكثر رغبة في تصاعد حديث التغيير ، لانه يطمح جادا ان يحدث ذلك التغيير ، على الاقل لانه سيشغل الاخرين عنه حتى حين ، ويؤكد بقاءه على رئاسة الوزراء ، وليتم التغيير في أي منصب او حقيبة ما دامت خارج موقعه .

التغييرات يمكن ان تتسع اكثر وتكون بمثابة انقلاب ، قد يشمل شخصيات اخرى من المكون السني ، فنائب رئيس الوزراء صالح المطلك سيعاني مرة اخرى من ملف استجوبه الذي سيعود للواجهة مجددا ، خاصة بعد تفاقم ازمات النازحين ، ورغبة كثير من السنة لبلوغ هذا المنصب ، سواء بأموال جديدة لشراء المنصب ، او باتفاقات خلف الكواليس ، الا ان قضية التغييرات الوزارية في البيت السني ستتفجر قريبا بعد اعلان اقالة محاظ نينوى اثيل النجيفي لتكون بداية العاصفة .

لكن ملف التغييرات عند الاكراد ما زال مؤجلا ، رغم انه يمكن ان يطول وزير الهجرة والمهجرين ، لكن الملف سيبقى حتى شهر اب – اغسطس المقبل حين موعد اختيار رئيس جديد لاقليم كردستان اذا لم يجر التمديد لمسعود البرزاني ، حيث التغييرات ستبدأ من اقليم كردستان لتلقي بظلالها على وزراء الاكراد في بغداد .

التغيير الوزاري المقبل باختصار سيكون تثبيتا للعبادي في موقعه وقوة اضافية له ، واشارة الى ضعف مؤسسة رئاسة الجمهورية وتهميش نواب رئيس الجمهورية بشكل اكبر ، وبروز قيادات جديدة ستكون مهيئة لاكمال مسيرة السنوات الثلاثة الباقية .