23 ديسمبر، 2024 6:25 ص

تغير مزاج فضائيات العهر العربي, لماذا؟

تغير مزاج فضائيات العهر العربي, لماذا؟

الحملة الأخيرة للحشد الشعبي والقوات المشتركة, أذهلت العالم, وجعلته يقف محتاراً, هل يلتزم الصمت, لان الانتصارات تحققت بإرادة المرجعية, والعداء لها من قبل الغرب وإذنابه, أمر لا يمكن إخفائه, أم يتكلمون ,فلا سبيل أخر, خصوصا إن الانتصارات تحققت, على عدو الكل داعش (كما هو مفترض), الإعلام العربي كان يغيب عندما يحقق العراق انتصاراً, ويحضر هذا الإعلام بقوة عند أي انكسار, كأنه شريك لداعش في المعركة.

عن سكاي نيوز والمعروفة بعدائها للعراق, وانتهاجها منهج قناتي الجزيرة والعربية, فأعلنت في نشرتها الإخبارية بكلمات الإعجاب,  إن الحشد الشعبي والقوات المشتركة, قام بعملية نوعية, في محافظة صلاح الدين, أسفرت عن مقتل قيادات الصف الأول والثاني في تنظيم داعش,  ومقتل نحو 650 مسلح من تنظيم داعش, وأنها تحقق تقدم كبير, فتغير الوصف , من تنظيم الدولة الإسلامية إلى داعش!

فلماذا هذا التبدل في مزاج قنوات العهر العربي, لماذا نطقت أخيرا, ما هي دوافع هذا التبدل الغريب؟

الإعلام العربي يمارس السكوت, عن انجازات القوات المشتركة والحشد الشعبي, خصوصا عند تحرير امرلي وجرف الصخر, وحاول التقليل من حجم الانتصارات ,والبحث عن ثغرات, يبعث منها غول الطائفية, فيفرد مساحات واسعة لتغطية مؤتمراً, لشخص مجنون, وأخر مريض , بسبب نتاج قيحهم العفن, الذي تطرب له الفضائيات العربية, لكن السكوت لم يحقق شيء لهم, بل جعلهم في مربع اللامهنية, للمتابع الواعي, فكان القرار الأخير, بنقل بعض الصورة.

الإعلام العربي يسير بارتباك فاضح, فهل يسير بالمنهج الذي خطه الغرب له, بان يكون سكين ضد العراق الجديد, يطعن بكل منجز, ويدفع بالأمور كي تتأزم, ويساند كل بوق مريض, وتضع إمكاناتها وقدراتها, لكل من يحارب العراق والعراقيين, لكن بعد إعلان أمريكا, تشكيل تحالف دولي ضد الدواعش, ارتبكت الصورة, فمع من يكونون؟ لذا الوسطية هي الحل الأمثل ألان, ليس بحثا عن الحقيقة, بل للحفاظ على علاقاتها, وديمومة التمويل المشبوه.

تبدل المواقف السياسية, بعد إحراق الطيار الأردني, كالموقف الأردني والتركي والإماراتي الجديد, يدفع بالمؤسسات الإعلامية التابعة لهذه البلدان, اتخاذ شكل أخر, يتوافق مع سياسة البلد الجديدة, مما يدلل على غياب المبدئية لهذه المؤسسات الإعلامية, وتحكم المال السياسي بها, لتكون مطية تحركها الأنظمة العميلة كيف تشاء, لذا انقلبت البوصلة باتجاه أخر, عكس ما كنا نراه سابقا, ليس حبا بالعراق, وليس طمعا بالحقيقة, بل خضوعا لساسة بلدانهم.

 لن يدوم الليل, فشمس الصباح ستشرق حتماً, عندها ستتحول دكاكين العهر العربي, إلى خانة النسيان.