19 ديسمبر، 2024 3:00 ص

تغير رئيس الوزراء أم تنفيذ شروط الفرقاء ؟؟؟؟

تغير رئيس الوزراء أم تنفيذ شروط الفرقاء ؟؟؟؟

لم تكن عملية أختيار رئيس الوزراء بالشكل السليم الذي يدعم الأغلبية الشيعية ويجعلها أكثر قوة وتوحداً بل كان بالعكس ضربة جديدة تضعف الأغلبية بل قد تؤدي الى تشتت التحالف الوطني ، لقد دعمت القوى المؤثرة في الملف العراقي كأمريكا وإيران وكذلك السعودية وبقية القوى السياسية في الساحة العراقية المرشح الجديد حيدر العبادي ،  وكأن العبادي البطل الذي تنتظره الساحة العراقية من أجل حل مشاكلها والوقوف بوجه الإرهاب بل القضاء عليه بشكل كامل وكأن كل هذه المشاكل كان سببها المالكي وبغيابه ستنجلي الغيوم وينزل الخير الى أرض وادي الرافدين ، وقد تناسا الجميع أن الكرد والسنة عندهم شروط يجب أن ينفذها كل من يعتلي منصب رئاسة الوزراء وكلما كان رئيس الوزراء ومن يدعمه ضعيفاً كلما كثرت الطلبات وكبرت وأصبحت أكثر خطورة بل تصبح من المستحيل تحقيقها ومن يحققها يصبح خائناً بنظر الأغلبية الشيعية ومن لا يحققها يصبح كالمالكي مرفوضاً من الجميع ، لهذا يجب أن يعي جميع قادة الأغلبية الشيعية وحدتهم وقوتهم ودعمهم لرئيس الوزراء الجديد سوف تحل أغلب المشاكل وتشتتهم وضعفهم ستضاعف المشاكل لأن الفرقاء السياسيين يحاولون أستغلال كل ضعف ينتاب قيادات الأغلبية وهذا ما لاحظناه خلال الدورات البرلمانية السابقة حتى أصبحت طلباتهم وأفعالهم لا يقبل بها حتى الخائن أبي رغال وكيف بالإنسان الشريف صاحب المبدأ ، لهذا سيقوم الفرقاء والحكومات التي تدعمها بشن حملات تسقيطية لكل رئيس وزراء شيعي يحكم بغض النظر عن أسمه ، لأن المهم عندهم تنفيذ الشروط المطروحة التي تؤدي الى تدمير كل العملية السياسية وإرجاع البلد الى حكم الأقلية ، فهذا الدعم وهذه الرسائل المؤيدة لحيدر العبادي جميعها وقتية مفادها ضرب رئيس وزراء شيعي سابق رفض تنفيذ شروطهم التعجيزية والترحيب برئيس وزراء شيعي جديد قد ينفذ الشروط كلها أو بعضها التي ستؤدي الى تقليص حكم النظام الديمقراطي الذي ينتج عنه قيادة الأغلبية للبلد ، فكل شيء في العراق مهدد بالفناء والتدمير والقتل والإبادة وهذه حقيقة وليست تحليل أو رأي ، لهذا يجب على القيادات الشيعية أن تجلس مع بعضها البعض وتطرح جميع الإشكالات والنقاط الخلافية ويجب أن تتم المصراحة بصدر رحب والبحث على نقاط الحل والإتفاق من أجل وصول الجميع الى نقاط التفاهم والخروج من هذا الحوار يداً بيد لمواجهة المخاطر والتهديدات التي تواجه العراق وعمليته السياسية الفتية التي تريد منا تثبيتها على أرضية قوية  وحماية الشعب العراقي من جميع المخاطر الخارجية وكذلك الداخلية ، أما بقاء القيادات على ما هو عليه من خلاف وتمزق وتصريحات تضرب بعضها بعضا والبحث عن صفقة هنا ومنصب هناك بدون التفكير بالمصلحة العليا سيؤدي الى تدمير كل التضحيات التي بذلت من أجل بناء نظام ديمقراطي في العراق والعودة الى الأنظمة الدكتاتورية الظالمة ، لهذا يجب ثم يجب على القيادات الشيعية أن تنظر للمصلحة العليا وما تتعرض له الأغلبية الشيعية من حرب إبادة وتقدم مصلحة الشعب على مصالحها الحزبية والشخصية ، لأن تدمير العملية السياسية يعني تدمير الجميع بدون إستثناء والإرهاب لا يفرق بين شيعي وسني وكردي وتركماني ومسيحي وصابئي وأزيدي الجميع كفار يجب أن يقتلوا وأنتم أيها القيادات من أي فئة أو مذهب أو دين فأنتم من الشيعة الأكثر عداءاً وبغضاً وكفرا ؟؟؟؟ ، فعوا حقيقة الأمور وضعوا أيديكم ببعض وأنظروا لمن تواجهون ومع من تتحاورون فكفانا تمزق وتشرذم وقتل وتهجير ، فبوحدتكم تتحسن الأمور ويخرج العراق من ظلام الإرهاب والتقسيم و بتفرقكم تسوء الحال الى الحضيض ولا ينفع هنا حيدر العبادي ولا كل قيادي خبير ، لأن الظروف لا يحسنها رئيس وزراء وحيد بل يحتاج الى من يدعمه ويقوّمه إذا سقط أو زل لأن الجميع في سفينة واحدة قبطانها رئيس الوزراء والسفانة جميع القيادات فلا يمكن للسفينة الإبحار في هذا الجو العاصف من كل مكان بدون تعاون الجميع وإلا فالغرق لا محال .

أحدث المقالات

أحدث المقالات