7 أبريل، 2024 12:04 ص
Search
Close this search box.

تغيرات في أولويات امريكا في الشرق الأوسط

Facebook
Twitter
LinkedIn

الأمر الثابت إن أمريكا لا تنوي الأنسحاب من العراق في الوقت الراهن رغم قرار البرلمان العراقي الصريح بأخراج كل القوات الاجنبية من الاراضي العراقية والذي ساندته المظاهرات الشعبية التي لها نفس المطالب وهذا ما ذكره الجنرال ماكنزي القائد العام للقيادة المركزية الامريكية قبل اشهر صراحة الذي أكد أن قواتهم لن تنسحب من العراق ولكن سيكون هناك تخفيض للقوات العسكرية.

وقال ايضاً إن هذه القوات التي ستبقى بالعراق ستعمل على مواجهة أي تصرف يمكن أن تقوم به إيران ومراقبتها في الفترة المقبلة , وكان هناك أعادة أنتشار للقوات الأمريكية و أنسحابات من عدة قواعد في التاجي و القائم على الحدود السورية بالتزامن مع زيارة الكاظمي الى واشنطن حيث تعهد الرئيس الامريكي السابق ترامب الى الكاظمي بأنسحاب تام لجميع القوات الأمريكية من العراق بغضون ثلاث سنوات ولكن ربما كان ذلك مرهون ببقائه في السلطة لولاية جديدة أما وقد جاء بايدن للرئاسة فأكيد له خطط جديدة و أولويات تختلف عن ترتيب أوراق الرئيس ترامب فكان أول الغيث هو زيادة قوات حلف شمال الأطلسي في العراق حيث أعلن عن زيادة عديد قواته في العراق من اجل توسيع مهمة تدريب القوات العراقية حيث قال أمين عام حلف الناتو ينس ستولنبرغ “إن عديد قوات الناتو سيرتفع تدريجياً من 500 عنصر الى نحو 4 الاف وسيمتد أنتشارهم الى خارج بغداد”

وقالت المتحدثة بأسم البنتاغون جيسكا إل ماكنولتي في 19 شباط فبراير الماضي “إن الولايات المتحدة تشارك في عملية تكوين القوة لبعثة الناتو في العراق وستساهم بنصيبها في هذه المهمة الموسعة”

بينما نشر جون كيربي المتحدث بأسم البنتاغون في تويتر قائلاً “ندعم مهمة الناتو الموسعة في العراق وسنواصل القيام بذلك لكن لا توجد خطط لزيادة مستويات القوات الأمريكية هناك” وفي نفس السياق وفي سياق متصل، نقلت صحيفة “ديلي ميل” عن مصادر عسكرية أن قوات التحالف الدولي تعتزم زيادة عدد جنودها في العراق ليصل إلى 5 آلاف عنصر وقالت الصحيفة إنه سيجري إرسال مئات من الجنود البريطانيين إلى العراق في أكبر زيادة للقوات البريطانية هناك منذ حرب الخليج الأخيرة.ومن المتوقع أن يتضاعف عدد القوات البريطانية إلى ضعفين أو ثلاثة في وقت لاحق من هذا العام.

وكل هذا يأتي ضمن سياسة جديدة في الادارة الأمريكية للرئيس جو بايدن الذي اعاد ترتيب الأولويات في المواجهة مع اعداء الولايات المتحدة المفترضين فيوم أمس قالت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية إن الرئيس الأمريكي جو بايدن أمر بسحب بعض القوات الأمريكية من منطقة الخليج، ويريد إعادة تنظيم تركيز القوات الأمريكية في مناطق بعيدا عن الشرق الأوسط.

وذكرت أن أمريكا سحبت 3 بطاريات لصواريخ باتريوت من منطقة الخليج، وتنقل حاملة طائرات وأنظمة مراقبة أخرى من الشرق الأوسط ولفتت الى أن عدد القوات الأمريكية في الشرق الأوسط وصل الى 90 ألف إبان التوتر مع إيران في عام 2018، كما كشفت عن أن واشنطن قررت الإبقاء على نظام (ثاد) الصاروخي للدفاع الجوي في المنطقة مؤكدة أن واشنطن تنقل عتادها لأجل مواجهة روسيا والصين لأنهما الخطر الأهم وكشفت عن أن أمريكا شكلت فريقا باسم (فريق النمر) يضم خبراء عسكريين لدعم القدرات العسكرية السعودية أي أنها تتجه الى سحب يدها العسكرية تدريجياً وترك السعودية تعتمد على نفسها في مواجهة الاخطار التي ورطت نفسها بها في اليمن مكتفية بالاسناد الاستخباري والمعلوماتي و الاستشاري وهذا تحول في النظرة الاستراتيجية للولايات المتحدة تختلف عن رؤية ترامب السابقة وهذا ما تعهد به بايدن في حملته الأنتخابية رغم أنها لم تشر الى تقليل القوات العسكرية في سوريا و العراق أو سحب كامل للقوات في الخليج بل تقليلها في الشرق الأسط وتوجيهها الى مناطق أخرى اذن هي تغير في الاولويات لمواجهة التنين الصيني فلم يعد الشرق الأوسط ينال الاهمية الكبرى التي كانت له بعد الأكتفاء من النفط من موارد أخرى كالمكسيك أو النفط الحجري ,

ولهذا يتخوف حلفاء امريكا من هذه الخطوة وخاصة ممالك الخليج ففي حين تقوم الصين باقامة اتفاقية كبيرة مع ايران يصل مداها الى 25 سنة فيها دعم كبير عسكرياً وبنى تحتية وغيرها يرون ان حليفها الأستراتيجي ينسحب تدريجياً بل جمد بايدن صفقات أسلحة كبيرة مع السعودية و الامارات فهذا يعتبروه خذلان لهم أمام عدوهم المفترض ايران ,

فالولايات المتحدة تنظر الى عدوها الحقيقي والخطر الذي يمكن أن يهدد مصالحها ليس في المنطقة وانما في كل العالم هو التنين الصيني ورغم أنها قطعت طريقه في العراق بواسطة ازاحة عادل عبد المهدي الذي وقع اتفاقيات التفاهم مع الصين وجمدت الأتفاقية الصينية الا أنها تلقت ضربة مزدوجة على الرأس في الأتفاقية الصينية الأيرانية فمن جانب هي ميعت الحصار و العقوبات المفروضة على ايران و التي لم يعد لها جدوى فلا تستطيع الضغط على ايران بعد الان ومن جانب أخر هي وسعت من مساحة سيطرة الصين على المنطقة وأوجدت لها خندق متقدم للمواجهة وأقتربت كثيراً مع حدود أوربا واذا تخلص العراق من الهيمنة الأمريكية وأمتلك قراره السياسي الحر فسيجد مصلحته في الانخراط في طريق الطوق والحرير الصيني بعد أنشاء ميناء الفاو الكبير يكون العراق جسر العبور بين الشرق و الغرب ولكن أنى له ذلك والمؤامرات مستمرة في شراء الذمم لدى السياسيين والمسؤولين العراقيين لصالح دول الجوار التي يضرها تقدم العراق وانشاء ميناء الفاو الكبير .

 

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب