28 ديسمبر، 2024 8:01 ص

تغريدة جعفر في تويتر

تغريدة جعفر في تويتر

تويتر (بالإنجليزية: Twitter) أحد أشهر الشبكات الاجتماعية وسائل التواصل الاجتماعي ويقدم خدمة التدوين المصغر والتي تسمح لمستخدميه بإرسال تغريدات عن حالتهم أو عن أحداث حياتهم أو إبداء أراءهم بحد أقصى 140 حرف للرسالة الواحدة وذلك مباشرة عن طريق موقع تويتر أو عن طريق إرسال رسالة نصية قصيرة SMS أو برامج المحادثة الفورية أو التطبيقات التي يقدمها المطورون.

بين تويتر وجعفر حكاية تشبه في صدفتها نهايات قصص الافلام الهندية ، فذات يوم أعجبتني تغريدة في تويتر لحسابات يحمل عنوان ( أهوار جعفر ) فحسبته جعفرا بين مئات الألوف من جعفري المذهب الشيعي واغلبهم من المعدان ويسكنون الأهوار من الزمن البعيد جداً ، ولكن عندما تمنعت بملامح جعفر ، وجدتها نفس ملامح ( جعفر عودة دهليز ) ، التلميذ الذي كان من التلاميذ القلائل في قريتنا من الذين حمل كيس القماش الذي وضع فيه كتبه ودشداشته الاحتياطية والتحق طالبا في متوسطة الجبايش ، وكنا وقتها نسأله دوما :من سمى جده دهليز ، والدهليز هو ممر في البيوت التي تبنى من الطابوق وهنا البيوت كلها تبنى من القصب ؟

 فيرد جعفر : ما ادري أسألوا أبي ؟

فيجي جواب الاب ، نحن نسمي الظلمة دهليز ،واظن أن أبي ولد في ليلة مظلمة .

قلت :الظلمة تسمونها هندس.؟

قال : وجدي الذي سمى ابي سماها دهليز وربما سمعها من الترك أو العجم فهو ذهب زائرا الى الامام الرضا في ايران.

وقتها اقتنعنا بإجابة والد جعفر الذي يطل الان في تويتر بواحدة من صدف القدر التي لم احسب لها أن يكون تلميذٌ في قريتنا التي كانت تتعجب مع بصيص ضوء لمبة راديو الفيليبس الذي جلبناه من اجل ليل أغاني أم كلثوم ، ليكون له حساب في تويتر وربما لديه حساب آخر في الفيس بوك.

كانت تغريدة جعفر في تويتر كتبت بلغة عالية الأداء ، لا تمت بأي نبوءة تسكننا من اجله ، فلقد كان متوسط الذكاء ، وحين ذهب الى المتوسطة تندر احد المعلمين على ذهاب جعفر الى عالمه الدراسي الجديد بقوله : جعفر لا يطمح ليكون عريفا بالجيش وينهي الخامس الابتدائي ، بل يريد أن يكمل الثالث متوسط ليتطوع نائب ضابط في البحرية مثل جاره التلميذ مُسعد.

كانت تغريدته تقول والتي احسستني به أنه ( جعفر عودة دهليز ) : علمني معلم الجغرافيا في قريتنا الواقعة في اهوار دهاليز جدي الذي ازعج الترك ب( توثيته ( أن خارطة العالم خطوة حذاء على رصيف محطة قطار.

وقتها قلت :هذا جعفر دهليز وهذا قول قديم نسيته وذكرني به السيد الجميل ( تويتر ).

أضفته الى قائمتي ، وحين عرف اني معلم الجغرافية رأيت دموعه تتساقط على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي وكتب اليَّ : الهي ، كم قصيرة دورة هذا العالم ، حقا خارطة العالم حذاء على رصيف قطار تويتر.

بقي أن اعرف اين انتهى العمر بجعفر.؟

فعرفت انه مال الى اليسار الشيوعي في القسم الداخلي يوم ذهب الى الاعدادية ، وتمت مضايقته في اول عام له في كلية الآداب فسافر لاجئا الى عدن ومن ثم الى بودابست.

الآن جعفر الذي يغرد في تويتر هنغاري الجنسية ، وزوجته اسمها مالدافيا رومان .ولكن ولديه يحملان اسم ( عوده ودهليز )……!