تصاعدت في الاونة الاخيرة تغريدات الشيخ عبد الله الياور الأمين العام لحركة العدل والإصلاح عن تحرير نينوى، وبدأ يطلق (مزايداته السياسية) من على الفضائيات، يوزع فيها الاتهامات يمينا وشمالا، وينكر ان يكون بمقدور شيوخ نينوى ووجهائها وقادتها المدنيين والعسكريين تحقيق حلم ابناء محافظتهم في ان يروا وجه هذه المحافظة، وقد بزغ فجرها، وان من تم اعدادهم لخوض هذه المعركة، هم رجالها الصيد الميامين الذين تعلق عليهم الآمال في تحريرها من رجس داعش !!
ومن المستغرب في تغريدات الشيخ الياور من على قناة الشرقية انه يرفض فكرة مشاركة الكثير من القيادات السياسية وشيوخ المحافظة ووجهائها ومن ثم اعدادهم لخوض هذة المواجهة مع داعش، كي يتسنى تحرير محافظتهم، ويعول على شخصيته الواجهية على انه بمقدوره هو وليس غيره ان يحقق هذا الامل القريب لأهالي نينوى وليس غيره !!
في حين يرى اهالي الموصل ووجهائها الكرام وسياسييها من قادة مدنيين وعسكريين ونواب ومجلس محافظتها أن شرف تحرير نينوى أمر يخص الجميع من ابناء هذه المحافظة قادة وشيوخا ووجهاء ونوابا واعضاء في مجلس محافظتها ومحافظها، إذ ليس بمقدور كائن من كان ان يستبعد مكونات نينوى، ليدعي البطولة لنفسه ، في مواجهة عدو متمترس بأفضل انواع الاسلحة والمعدات واكثرها تجهيزا وقدرات عسكرية استولى عليها هذا التنظيم من غنائم القرق العسكرية التي اسقطها الواحدة تلو الاخرى، في مسلسل تراجيدي، لم تألفه الحروب قديمها وحديثها !!
ولا يدري اهالي الموصل وشيوخها الكرام لماذا يريد الشيخ الياور ان يبسط عرشه وسلطانه على مستقبل هذه المحافظة، ويدعي تحقيق انتصارات بمفرده في ربيعة، وينفي او ينكر أي ادوار لمشايخ نينوى ووجهائها عندما حرروا منطقة ربيعة من رجس داعش قبل اشهر، وتراه يستعرض نفسه في الفضائيات وكأنه هو الوطني العراقي الوحيد، الذي بمقدوره ان يحقق المعجزات، اما بقية ابناء المحافظة فهو يبخل عليهم فرصتهم في المشاركة في شرف تحرير مدنهم من سطوة داعش واجرامها، حتى انه ليس بمقدور طفل من اهالي نينوى ان يصدق ما يستعرضه الياور من بطولات، يبدو فيها انه ( الفاتح الجديد) لحملة تحرير نينوى، وهو مطلب شرعي ووطني وشرف مابعده شرف ان يشارك الياور اخوته من الوجهاء والمشايخ والسياسيين والعساكر لقيادة حملة تحرير المحافظة، لكن ان يدعي عدم احقية سياسييها وقادتها في المشاركة في هذا الواجب الوطني فهو من المضحكات المبكيات !!
ويبدو من احاديث الشيخ الياور انه يحن الى علاقته مع رئيس الوزراء السابق نوري المالكي، وما قبضه منه من ملايين الدولارات، وما ان جاء الدكتور العبادي حتى راح يهرول بطريقة اثارت استغراب شيوخ الموصل ووجهائها، وراح يسرع اللهاث لمقابلة السيد رئيس الوزراء الدكتور حيدر العبادي في بداية ولايته ليقدم قرابين الطاعة والولاء ليؤكد له في بداية تسنمه السلطة على انه رجل نينوى الذي حرر ربيعة لوحده ولم يشاركه احد من شيوخ نينوى وقادتها ومجلس محافظتها في تحرير ربيعة، وأراد ان يقول انه هو الرجل الذي يمكن الاعتماد عليه، وهو من يستحق ان يقبض عشرات الملايين من الدولارات بحجة الاشراف على تحرير مناطق مهمة في نينوى تحت إمرته وانه اصبح (الفاتح بأمر الله) ومن يكون تحرير نينوى على يديه لوحده دون غيره ولن يرضى بمشاركة اي كان، سوى من اتباعه الذين يسوقهم عنوة لخوض المعارك وهو من يقبض والاخرون يبقون متفرجين (مولد بلا مص) كما يقال في المثل العراقي !!
وليس مستغربا تغريدات الشيخ عبد الله الياور هذه، وكأن الحرب (نزهة) يريد ان يخوض الرجل غمارها لوحده مع بعض ممن يرغمهم على الانسياق لاوامره تحت مطالب المشيخة ومتطلباتها في ان يفرض وصايته كيفما يشاء، دون ان يدرك ان تحرير نينوى أمر يحتاج الى تكامل كل طاقات اهالي هذه المحافظة وشيوخها وقادتها المدنيين والعسكريين الذين تقع على عاتقهم مهمة مواجهة عدو متمترس بأحدث الاسلحة والمعدات وتحريرها يحتاج الى خطط عسكرية محكمة ومعدة بعناية وليس كما يرغب الشيخ الياور في ان تكون (فزعة عرب) أو (مزايدة علنية) يحقق من خلالها آماله التي يداعب فيها احلام العصافير أكثر من كونها تمنيات ورغبات مشروعة ينبغي اعداد العدة اللازمة لها، لكي لاتتحول المواجهة الى داعش هذه المرة الى (انتكاسة) ربما تفوق كوارثها ما حصلت عليه داعش من (مكاسب) !!